ليس خافياً على أحد الكيفية التي نشأت بها ميلشيات جيش المهدي عقب احتلال العراق، وما قامت به هذه المليشيات الإرهابية من دور في إشعال نار الفتنة الطائفية التي اجتاحت العراق وأودت لحد الآن بحياة عشرات آلاف القتلى وتهجير أكثر من مليون عراقي بمختلف انتماءاتهم الدينية والعرقية، ناهيك عن ما لحق من دمار وتخريب بالمساجد والمعابد نتيجة هذه الفتنة القذرة التي كان جيش المهدي أحد أبرز مشعليها.
وليس خافياً على أحد أيضاً، أن هذه الميلشيا الإرهابية حاولت في بادئ أمرها أظاهر نفسها على أنها حركة ثقافية وجدت لمقاومة الاحتلال بالطرق السلمية، والعمل على تهيئة الساحة العراقية لظهور المهدي الموعود، وأنها جماعة غير موالية للنظام الإيراني، لكن مع مرور الأيام تبين أنها ميلشيا طائفية إرهابية تتلقى الدعم والسلاح من نظام طهران وتنفذ أوامره، وأن مرجعيتها الدينية مستقرة في إيران، والتي قررت في آخر الأمر استدعاء زعيم الميلشيا مقتدى الصدر إلى مدينة قم لمنحه شهادة عليا «الاجتهاد» في الفقه لتمنحه الحصانة من الاعتقال والمحاسبة على الجرائم التي ارتكبتها مليشياته، وتخوله في الوقت نفسه إصدار الفتاوى اللازمة لإشعال مزيد من القتل والدمار عند لزوم الأمر.
إن النظام الإيراني الذي أعلن ومنذ أيامه الأولى أنه يريد تصدير أفكاره العقدية ومفاهيمه الثورية إلى البلدان العربية عبر إسقاط أنظمة وحكومات هذه البلدان، لم يتراجع عن هدفه، وما يزال يعمل على تحقيق هذا الهدف بكل الطرق، وهو لا ينكر ما يقوم به من تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية؛ بل يراه أمراً تمليه عليه واجباته الدينية والثورية، ولهذا فهو لا يأبه بالاحتجاجات والتنديدات التي تصدر من بعض الحكومات والأنظمة العربية التي تدين تدخلاته السافرة في شؤونها الداخلية. وقد سعى هذا النظام بكل تجبر وتحدي إلى استغلال الفرصة وعلى رأسها التركيبة الاجتماعية (العرقية والطائفية) في العراق وبلدان الخليج العربي ولبنان وغيرها من البلدان العربية الأخرى، كوسيلة لحقيق مأربه.
إن هذا النظام، وعلى الرغم من ما واجهه من مصاعب وعقبات في طريق تحقيق هدفه خلال الـ 33عاماً الماضية، لم ييأس، وما زال يعمل باستمرار على ابتداع طرق جديدة في ساحات جديدة كان من بينها الساحة اليمنية. لقد ابتدع النظام الإيراني في هذه البلد العربي المسالم والمعروف بحضارته وأصالته العربية وقيمه الإسلامية العريقة، ابتدع فتنة اسمها «الحوثيين» لا قضية لهم سوى أنهم جماعة مستنسخة عن ميلشيا جيش المهدي، تم تسليحها ودعمها من قبل النظام الإيراني لأغراض سياسية بحتة.
ولكن لماذا استنساخ جيش المهدي وليس حزب الله؟ إن الهدف من إنشاء حزب الله في لبنان من قبل إيران في عام 1982م كان لإنجاز مهام سياسية تعتمد على تنفيذ العمليات الإرهابية تحقق للنظام الإيراني الضغوط على البلدان العربية والدول الأجنبية التي كانت تقف مع العراق في مواجهة الحرب الإيرانية، وفي نفس الوقت تقرر أن يكون أحد أهم الأدوات لتنفيذ المشروع الإيراني الاستراتيجي في المنطقة. وكان شعار الحزب المرفوع آنذاك هو «حزب الله - الثورة الإسلامية في لبنان»، وقد بقي هذا الشعار يعلو رايات الحزب إلى ما بعد مؤتمر الطائف وانتهاء الحرب اللبنانية، التي كان حزب الله أحد أطرافها، ليتحول هذا الشعار بعد ذلك الى شعار آخر هو «حزب الله - المقاومة الإسلامية في لبنان»، ولكن مع الإبقاء على الهدف الأساسي الذي أنشئ من أجله هذا الحزب.
لقد سعى حزب الله من خلال رفع شعار «المقاومة» بأن يغير جلده ويعطي لنفسه مشروعية الوجود ولكن من دون أن يعلن عن فك ارتباطه بإيران أو التخلي عن الهدف الاستراتيجي الذي وجد من أجله، وهو تحقيق الوجود والنفوذ الإيراني؛ ليس في لبنان وحسب بل وفي المنطقة العربية بأكملها. وهذا ما تشهد عليه الجرائم والعمليات الإرهابية التي ارتكبها حزب الله في بلدان الخليج العربي ومصر والعراق، وأخيراً وليس آخرا في سوريا الثورة.
.. وللحديث بقية
{{ article.visit_count }}
وليس خافياً على أحد أيضاً، أن هذه الميلشيا الإرهابية حاولت في بادئ أمرها أظاهر نفسها على أنها حركة ثقافية وجدت لمقاومة الاحتلال بالطرق السلمية، والعمل على تهيئة الساحة العراقية لظهور المهدي الموعود، وأنها جماعة غير موالية للنظام الإيراني، لكن مع مرور الأيام تبين أنها ميلشيا طائفية إرهابية تتلقى الدعم والسلاح من نظام طهران وتنفذ أوامره، وأن مرجعيتها الدينية مستقرة في إيران، والتي قررت في آخر الأمر استدعاء زعيم الميلشيا مقتدى الصدر إلى مدينة قم لمنحه شهادة عليا «الاجتهاد» في الفقه لتمنحه الحصانة من الاعتقال والمحاسبة على الجرائم التي ارتكبتها مليشياته، وتخوله في الوقت نفسه إصدار الفتاوى اللازمة لإشعال مزيد من القتل والدمار عند لزوم الأمر.
إن النظام الإيراني الذي أعلن ومنذ أيامه الأولى أنه يريد تصدير أفكاره العقدية ومفاهيمه الثورية إلى البلدان العربية عبر إسقاط أنظمة وحكومات هذه البلدان، لم يتراجع عن هدفه، وما يزال يعمل على تحقيق هذا الهدف بكل الطرق، وهو لا ينكر ما يقوم به من تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية؛ بل يراه أمراً تمليه عليه واجباته الدينية والثورية، ولهذا فهو لا يأبه بالاحتجاجات والتنديدات التي تصدر من بعض الحكومات والأنظمة العربية التي تدين تدخلاته السافرة في شؤونها الداخلية. وقد سعى هذا النظام بكل تجبر وتحدي إلى استغلال الفرصة وعلى رأسها التركيبة الاجتماعية (العرقية والطائفية) في العراق وبلدان الخليج العربي ولبنان وغيرها من البلدان العربية الأخرى، كوسيلة لحقيق مأربه.
إن هذا النظام، وعلى الرغم من ما واجهه من مصاعب وعقبات في طريق تحقيق هدفه خلال الـ 33عاماً الماضية، لم ييأس، وما زال يعمل باستمرار على ابتداع طرق جديدة في ساحات جديدة كان من بينها الساحة اليمنية. لقد ابتدع النظام الإيراني في هذه البلد العربي المسالم والمعروف بحضارته وأصالته العربية وقيمه الإسلامية العريقة، ابتدع فتنة اسمها «الحوثيين» لا قضية لهم سوى أنهم جماعة مستنسخة عن ميلشيا جيش المهدي، تم تسليحها ودعمها من قبل النظام الإيراني لأغراض سياسية بحتة.
ولكن لماذا استنساخ جيش المهدي وليس حزب الله؟ إن الهدف من إنشاء حزب الله في لبنان من قبل إيران في عام 1982م كان لإنجاز مهام سياسية تعتمد على تنفيذ العمليات الإرهابية تحقق للنظام الإيراني الضغوط على البلدان العربية والدول الأجنبية التي كانت تقف مع العراق في مواجهة الحرب الإيرانية، وفي نفس الوقت تقرر أن يكون أحد أهم الأدوات لتنفيذ المشروع الإيراني الاستراتيجي في المنطقة. وكان شعار الحزب المرفوع آنذاك هو «حزب الله - الثورة الإسلامية في لبنان»، وقد بقي هذا الشعار يعلو رايات الحزب إلى ما بعد مؤتمر الطائف وانتهاء الحرب اللبنانية، التي كان حزب الله أحد أطرافها، ليتحول هذا الشعار بعد ذلك الى شعار آخر هو «حزب الله - المقاومة الإسلامية في لبنان»، ولكن مع الإبقاء على الهدف الأساسي الذي أنشئ من أجله هذا الحزب.
لقد سعى حزب الله من خلال رفع شعار «المقاومة» بأن يغير جلده ويعطي لنفسه مشروعية الوجود ولكن من دون أن يعلن عن فك ارتباطه بإيران أو التخلي عن الهدف الاستراتيجي الذي وجد من أجله، وهو تحقيق الوجود والنفوذ الإيراني؛ ليس في لبنان وحسب بل وفي المنطقة العربية بأكملها. وهذا ما تشهد عليه الجرائم والعمليات الإرهابية التي ارتكبها حزب الله في بلدان الخليج العربي ومصر والعراق، وأخيراً وليس آخرا في سوريا الثورة.
.. وللحديث بقية