بينما كنت جالساً في سيارتي أنتظر صديقي في قلب العاصمة المنامة، جاء شاب آسيوي وطرق علي زجاج النافذة، فتحت له نافذتي وقال: رفيق تبي أغسل سيارة مال إنته؟ قلت له شكراً، فسيارتي نظيفة، ثم أغلقت النافذة، ثم قام بطرقها من جديد، ففتحتها وقال لي: أوكي بيا ممكن تعطيني ربية بشتري فيها شاي كرك؟!!
قبل أسبوع من الآن وبينما كنت أهم بالخروج لشراء حاجة من سوق المنامة، وإذا بشاب آسيوي ملتحٍ، كان يعتمر «قحفية» يوم الجمعة، قال لي وهو يتصنع البكاء ويفتح قميصه كي يريني جرحاً طويلاً غائراً في بطنه: أنا فقير ومحتاج إلى عملية جراحية وأنا مسلم وأنت مسلم، ثم قام بإخراج أوراق يبرهن لي من خلالها بأن المستشفى الذي يتعالج فيه، طلب منه فاتورة كبيرة لا يمكن أن يقوم بتسديدها!
في العاصمة، حين تدخلها، يشعرك الجو الأجنبي فيها بالغربة المطلقة وأنت في وطنك، وبعدها لا يظل أعرج ولا أعمى ولا شاب ولا كسيح ولا متعلم ولا جاهل ولا طفل ولا امرأة إلا وطلبوا منك مساعدتهم بالمال والطعام والشراب، أو أن يجبروك بالموافقة على أن يقوموا بتنظيف سيارتك النظيفة أصلاً.
من جاء بهؤلاء إلى البحرين؟ وكيف دخلوها وعبروها من دون رخصة دخول «فيزا» إلى البلاد؟ كيف يدخلون كل مرة وفي كل مرة بأسماء مختلفة وربما بجوازات مزورة؟ كيف تسمح الدولة لكل هذه «العاهات» التي لا تَقْبَل بها أوطانها لكي يتركوهم في شوارع ومدن أعرق الأوطان العربية على الإطلاق؟
حين يأتي إلى البحرين محاسب آسيوي يعمل براتب خرافي في شركة وطنية، يمكن لنا أن «نبلع» ذلك ونحن على مضض، أو ربما نستطيع أن نخلق له المبررات المنطقية لبقاء هذا المحاسب في البحرين، لكن بالله عليكم، كيف نفسر وجود إنسان آسيوي من لحم ودم وكرامة في أن يقوم بالكدِ على نفسه عبر حاويات القمامة، فنجده ينتقل من حاوية إلى حاوية لجمع علب المشروبات الغازية ليبيعها حتى يعيش؟ أو لعل هنالك رخصة عمل اسمها رخصة التسول وجمع الأوراق والعلب الفارغة من الحاويات لبيعها بثمن بخس لكننا لا نعلم بها؟ الله وحده أعلم.
إنها والله ليست «حلوة» لا في حق البحرين ولا في حق هذا الإنسان الذي يهرب من جوع وطنه ليعيش الجوع في الاغتراب، لكنه جشع الهوامير الكبيرة التي تتعمد ولأجل دنانير قذرة تصلهم نهاية كل شهر من هؤلاء المستضعفين، في استصدار رخص عمل مزيفة وغير قانونية لاستجلاب بشر من الهند والسند، ومن ثم يقومون برميهم في الشوارع.
إنها السَخرة والله التي لا يقبل بها كل من الدين والعقل والأخلاق والقانون والمنطق والإنسانية، ولهذا فنحن هنا لسنا ضد الأجنبي بما هو إنسان من المفترض أن يحترم، بل كلنا ضد المواطن الذي جاء بهذا الأجنبي ليمارس معه دور «السخرة» بكل صلافة وبجاحة، بل نحن في كامل تعاطفنا مع الآسيويين الذين يأتي بهم الهوامير غير الوطنية لإذلالهم وامتهانهم وابتزاز كرامتهم دون وجه حق.
الدولة اليوم، مطالبة وبكل صرامة بمحاسبة من جاء بهؤلاء المساكين إلى البحرين، وليس في معاقبة الضحية، لأن هذه الفوضى لو استمرت بعض الوقت، فإن البحرين سوف توضع في قائمة الدول التي تتاجر بالبشر، والسبب هو في وجود أشخاص متنفذين همهم جباية المال من رجل ضعيف، يلحس الأرض في لهب الصيف كي يطعم أولاده ولكي يعيش بقية عمره دون كرامة، وأن وكل ما نستطيع قوله لهم هنا.. والله العظيم حرام عليكم.
قبل أسبوع من الآن وبينما كنت أهم بالخروج لشراء حاجة من سوق المنامة، وإذا بشاب آسيوي ملتحٍ، كان يعتمر «قحفية» يوم الجمعة، قال لي وهو يتصنع البكاء ويفتح قميصه كي يريني جرحاً طويلاً غائراً في بطنه: أنا فقير ومحتاج إلى عملية جراحية وأنا مسلم وأنت مسلم، ثم قام بإخراج أوراق يبرهن لي من خلالها بأن المستشفى الذي يتعالج فيه، طلب منه فاتورة كبيرة لا يمكن أن يقوم بتسديدها!
في العاصمة، حين تدخلها، يشعرك الجو الأجنبي فيها بالغربة المطلقة وأنت في وطنك، وبعدها لا يظل أعرج ولا أعمى ولا شاب ولا كسيح ولا متعلم ولا جاهل ولا طفل ولا امرأة إلا وطلبوا منك مساعدتهم بالمال والطعام والشراب، أو أن يجبروك بالموافقة على أن يقوموا بتنظيف سيارتك النظيفة أصلاً.
من جاء بهؤلاء إلى البحرين؟ وكيف دخلوها وعبروها من دون رخصة دخول «فيزا» إلى البلاد؟ كيف يدخلون كل مرة وفي كل مرة بأسماء مختلفة وربما بجوازات مزورة؟ كيف تسمح الدولة لكل هذه «العاهات» التي لا تَقْبَل بها أوطانها لكي يتركوهم في شوارع ومدن أعرق الأوطان العربية على الإطلاق؟
حين يأتي إلى البحرين محاسب آسيوي يعمل براتب خرافي في شركة وطنية، يمكن لنا أن «نبلع» ذلك ونحن على مضض، أو ربما نستطيع أن نخلق له المبررات المنطقية لبقاء هذا المحاسب في البحرين، لكن بالله عليكم، كيف نفسر وجود إنسان آسيوي من لحم ودم وكرامة في أن يقوم بالكدِ على نفسه عبر حاويات القمامة، فنجده ينتقل من حاوية إلى حاوية لجمع علب المشروبات الغازية ليبيعها حتى يعيش؟ أو لعل هنالك رخصة عمل اسمها رخصة التسول وجمع الأوراق والعلب الفارغة من الحاويات لبيعها بثمن بخس لكننا لا نعلم بها؟ الله وحده أعلم.
إنها والله ليست «حلوة» لا في حق البحرين ولا في حق هذا الإنسان الذي يهرب من جوع وطنه ليعيش الجوع في الاغتراب، لكنه جشع الهوامير الكبيرة التي تتعمد ولأجل دنانير قذرة تصلهم نهاية كل شهر من هؤلاء المستضعفين، في استصدار رخص عمل مزيفة وغير قانونية لاستجلاب بشر من الهند والسند، ومن ثم يقومون برميهم في الشوارع.
إنها السَخرة والله التي لا يقبل بها كل من الدين والعقل والأخلاق والقانون والمنطق والإنسانية، ولهذا فنحن هنا لسنا ضد الأجنبي بما هو إنسان من المفترض أن يحترم، بل كلنا ضد المواطن الذي جاء بهذا الأجنبي ليمارس معه دور «السخرة» بكل صلافة وبجاحة، بل نحن في كامل تعاطفنا مع الآسيويين الذين يأتي بهم الهوامير غير الوطنية لإذلالهم وامتهانهم وابتزاز كرامتهم دون وجه حق.
الدولة اليوم، مطالبة وبكل صرامة بمحاسبة من جاء بهؤلاء المساكين إلى البحرين، وليس في معاقبة الضحية، لأن هذه الفوضى لو استمرت بعض الوقت، فإن البحرين سوف توضع في قائمة الدول التي تتاجر بالبشر، والسبب هو في وجود أشخاص متنفذين همهم جباية المال من رجل ضعيف، يلحس الأرض في لهب الصيف كي يطعم أولاده ولكي يعيش بقية عمره دون كرامة، وأن وكل ما نستطيع قوله لهم هنا.. والله العظيم حرام عليكم.