نشرت كاتبة من الكتاب والمحليين الأمريكيين «روبن رايت» في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية «تحليلاً» جاء تحت عنوان «كيف لخمس دول تصبح 14 دولة؟» وهذه الكاتبة تعد من الكتاب «المرموقين» على الصعيد الرسمي الأمريكي في التحليل في الشؤون الدولية.
وقبل الدخول في مضمون هذا التحليل، تجدر الإشارة إلى أن هذه الكاتبة نشرت كتاباً عام 2008 تحت عنوان «أحلام وظلال» توقعت السيناريوهات التي أوصلتنا إلى الثورات العربية، ثم لحقته بكتاب جديد صدر مؤخراً تتحدث فيه عن التغيير في ما بعد «الربيع العربي».
في مقالها الذي جاء مؤخراً وهو موضوعنا هنا، قسمت الكاتبة المملكة العربية السعودية إلى خمسة أقسام، الشرقية ونجد والحجاز والجنوب والشمال، فيما قسمت العراق إلى 3 بين الشيعة والسنة والأكراد، وكذلك سوريا إلى 3 بين السنة والأكراد والعلويين على الساحل، واليمن إلى قسمين شمالي وجنوبي، وليبيا إلى 3 هي الأخرى أيضاً.
وباختصار أرجعت الكاتبة هذه التقسيمات -التي طرحتها وفق خرائط نشرتها مرفقة بالمقال- أن أسباب هذا التفكك يعود إلى العديد من الصراعات أبرزها الطائفية، والقومية، والقبلية، والصراع على السلطة، كل حسب موقعه.
ولنترك ما قلناه في الأعلى جانباً، ولنتحدث وفق تحليلاتنا الشخصية عن نشر مثل هذه التحليلات في الغرب على أيدي كتاب «مرموقين» يروجون لأفكار التقسيم ومخططاته. إن التدخلات الخارجية في الوطن العربي كانت على أشدها خلال السنوات الثلاث الماضية، والدور الدولي المتمثل في الغرب من أمريكا والدول الأوروبية المتحالفة معها كان لها أثر سلبي كبير في تعميق الخلافات وتغذيتها، فهي دعمت الثورات، ودعمت الثورات المضادة، ودعمت التسليح، ودعمت كل ما من شأنه أن يغذي هذه الصراعات، وكانت لا تريد لأي استقرار أن يكون في المنطقة إلا بعد إنهاكها حتى آخر رمق.
وبصراحة تامة، إننا نرى أن الطريق الذي يسير عليه الغرب في التعامل مع الأحداث العربية، يسير تماماً إلى طريق التقسيم الذي يريدون أن يصلوا له، فنحن نقول إن هذه الخرائط التي نشرتها الكاتبة لم تأتِ من فراغ، ولم تأتِ من عبث، بل هي نتاج طبيعي لعمل سنوات طويلة في تقسيم الوطن العربي منذ انهيار الدولة العثمانية.
إن هذه الجهود التي يبذلها الغرب في سبيل تفتيت معالم الوطن العربي والإسلامي لابد من جهود إضافية تواجهها لتقف في وجه مخططاتها، وأولها الوعي الشخصي لدى الإنسان والمواطن العادي بهذه المخططات.
وثانياً، إن قيادة جديدة لابد أن تنشأ عبر تحالف قيادات عربية صاعدة تستطيع «1- مواجهة مثل هذه المخططات»، «2- تستطيع إدارة شؤون البلاد وتكون لديها سطوة كبيرة على إدارة الصراعات في الوطن العربي».
إن ترك الموضوع نحو هذا المنحدر كما يجري حالياً، وترك الأمور بدون زمام يساعد ويعطي مساحة أكبر لهؤلاء للتلاعب بمصير الأمة، ولكن الشيء الذي يدعو للتفاؤل أن هؤلاء دائماً يظنون أنهم يمكرون لوحدهم.
{{ article.visit_count }}
وقبل الدخول في مضمون هذا التحليل، تجدر الإشارة إلى أن هذه الكاتبة نشرت كتاباً عام 2008 تحت عنوان «أحلام وظلال» توقعت السيناريوهات التي أوصلتنا إلى الثورات العربية، ثم لحقته بكتاب جديد صدر مؤخراً تتحدث فيه عن التغيير في ما بعد «الربيع العربي».
في مقالها الذي جاء مؤخراً وهو موضوعنا هنا، قسمت الكاتبة المملكة العربية السعودية إلى خمسة أقسام، الشرقية ونجد والحجاز والجنوب والشمال، فيما قسمت العراق إلى 3 بين الشيعة والسنة والأكراد، وكذلك سوريا إلى 3 بين السنة والأكراد والعلويين على الساحل، واليمن إلى قسمين شمالي وجنوبي، وليبيا إلى 3 هي الأخرى أيضاً.
وباختصار أرجعت الكاتبة هذه التقسيمات -التي طرحتها وفق خرائط نشرتها مرفقة بالمقال- أن أسباب هذا التفكك يعود إلى العديد من الصراعات أبرزها الطائفية، والقومية، والقبلية، والصراع على السلطة، كل حسب موقعه.
ولنترك ما قلناه في الأعلى جانباً، ولنتحدث وفق تحليلاتنا الشخصية عن نشر مثل هذه التحليلات في الغرب على أيدي كتاب «مرموقين» يروجون لأفكار التقسيم ومخططاته. إن التدخلات الخارجية في الوطن العربي كانت على أشدها خلال السنوات الثلاث الماضية، والدور الدولي المتمثل في الغرب من أمريكا والدول الأوروبية المتحالفة معها كان لها أثر سلبي كبير في تعميق الخلافات وتغذيتها، فهي دعمت الثورات، ودعمت الثورات المضادة، ودعمت التسليح، ودعمت كل ما من شأنه أن يغذي هذه الصراعات، وكانت لا تريد لأي استقرار أن يكون في المنطقة إلا بعد إنهاكها حتى آخر رمق.
وبصراحة تامة، إننا نرى أن الطريق الذي يسير عليه الغرب في التعامل مع الأحداث العربية، يسير تماماً إلى طريق التقسيم الذي يريدون أن يصلوا له، فنحن نقول إن هذه الخرائط التي نشرتها الكاتبة لم تأتِ من فراغ، ولم تأتِ من عبث، بل هي نتاج طبيعي لعمل سنوات طويلة في تقسيم الوطن العربي منذ انهيار الدولة العثمانية.
إن هذه الجهود التي يبذلها الغرب في سبيل تفتيت معالم الوطن العربي والإسلامي لابد من جهود إضافية تواجهها لتقف في وجه مخططاتها، وأولها الوعي الشخصي لدى الإنسان والمواطن العادي بهذه المخططات.
وثانياً، إن قيادة جديدة لابد أن تنشأ عبر تحالف قيادات عربية صاعدة تستطيع «1- مواجهة مثل هذه المخططات»، «2- تستطيع إدارة شؤون البلاد وتكون لديها سطوة كبيرة على إدارة الصراعات في الوطن العربي».
إن ترك الموضوع نحو هذا المنحدر كما يجري حالياً، وترك الأمور بدون زمام يساعد ويعطي مساحة أكبر لهؤلاء للتلاعب بمصير الأمة، ولكن الشيء الذي يدعو للتفاؤل أن هؤلاء دائماً يظنون أنهم يمكرون لوحدهم.