الخليج بدون الأمريكان لن يكون خليجاً من غير تواجد أمريكي، بل ستستمر المصالح الاستراتيجية لواشنطن فيـه، ولكــن مسؤوليـــة إدارتها وحمايتها ستتركز لدى محور ليس المحور التقليدي الذي اعتمدت عليـه واشنطـــن منــذ 30 سنة، بل محور جديد من الممكن أن يكون محور النفوذ الإيراني الممتد من طهران مروراً ببغداد وجنوب بيروت وانتهاء بدمشق.
الخليـــج بـــدون الأمريكـــان هــي حالة تمثل سيناريو محتمل بدأنا بمشاهـــدة تفاصيله، ولن يكـــون الخليـــج بــدون أمريكـــان، وإنمــا ستكون الحقيقة هي دول مجلس التعاون بدون الأمريكان. وقد يبدو سيناريو جنونياً لمن شهد تطورات التحالف المعاصر بيــن العواصـــم الخليجية وواشنطن.
إذا كان التواجد العسكري الأمريكي سمة من سمة العلاقات الخليجية - الأمريكية بسبـــب التسهيـــلات العسكريــــة الواسعــــة المقدمــــة لواشنطن والتي تنامت بشكل لافت بعد حرب تحرير الكويت في العام 1991، فإنها في حالة الخليج بدون أمريكان ستتراجع كثيراً، وقد تنتهي، أو تتركز في الأراضي العراقية والإيرانية إذا حدث تطبيع مستقبلاً، أو قد يكون خياراً متاحاً وهو إقامة قاعدة عسكرية عائمة في مياه الخليج العربي أو بحر العرب.
تراجع التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة، وظهور حالة الخليج بدون الأمريكان تعني تراجع الدور الأمريكي في حماية أمــن الخليــج، وهـــو مــا سيدفـــع دول مجلـــس التعاون الخليجي إلى خيارين؛ الأول البحــث عـــن قـــوة دوليـــة جديدة لتعزيز أمن الخليج، وخلق توازن القــوى الإقليمـي، ويفتـرض هذا الخيار أن تلجأ دول مجلس التعاون إلى تنويع مصادرها من الأسلحة. أو الخيار الثاني وهو الاعتماد العسكري الذاتي، بحيث لا تعتمد هذه الدول في حفظ الأمــن الإقليمي على قوة دولية كما حدث خلال القرنين الماضيين، بريطانيا أولاً ثم الولايات المتحدة.
إذا لجأت دول الخليج العربية إلــى الخيار الثاني، فإنها ستضطر إلى زيادة نفقاتها العسكرية رغم أنهــا نفقـات تعتبــر الأعلى علـــى المستوى العالمي. واللافت هنا أن النفقات العسكرية الخليجية الحالية المرتفعة من الممكن أن تكون أكثر ارتفاعاً عما هو عليه الوضع اليوم، فالوضع الحالي يعتمد على تحالف عسكري مع واشنطن، ورغم ذلك فإن النفقات العسكرية مرتفعة، فكيف يمكن أن يكون عليه الوضع إذا غاب الحليف العسكري؟
طبعاً خيارات وفرص كثيرة واسعة، فهناك العديد من القوى الكبرى ترغب في ملء أي فراغ عسكري أو أمني في منطقة الخليج العربي، ويمكن إقامة تحالفات ثنائية أو تحالفات جماعية وهي الأفضل طبعاً. ولكن المخاوف تتركز على كيفية ضبط النفقات العسكرية بحيث لا تشكل عبئاً مقابل أي اختلال عسكري محتمل في موازين القوى.
في كافة الخيارات فإن تراجع الدور الأمريكي في أمن الخليج من شأنه أن يخلق تهديدات جديدة بين القوى الإقليمية في المنطقة، ومن شأنه أن يدفع بسباق تسلح في المنطقة يذكرنا بما كان عليه الوضع مطلع الثمانينات من القرن العشرين.
الخليـــج بـــدون الأمريكـــان هــي حالة تمثل سيناريو محتمل بدأنا بمشاهـــدة تفاصيله، ولن يكـــون الخليـــج بــدون أمريكـــان، وإنمــا ستكون الحقيقة هي دول مجلس التعاون بدون الأمريكان. وقد يبدو سيناريو جنونياً لمن شهد تطورات التحالف المعاصر بيــن العواصـــم الخليجية وواشنطن.
إذا كان التواجد العسكري الأمريكي سمة من سمة العلاقات الخليجية - الأمريكية بسبـــب التسهيـــلات العسكريــــة الواسعــــة المقدمــــة لواشنطن والتي تنامت بشكل لافت بعد حرب تحرير الكويت في العام 1991، فإنها في حالة الخليج بدون أمريكان ستتراجع كثيراً، وقد تنتهي، أو تتركز في الأراضي العراقية والإيرانية إذا حدث تطبيع مستقبلاً، أو قد يكون خياراً متاحاً وهو إقامة قاعدة عسكرية عائمة في مياه الخليج العربي أو بحر العرب.
تراجع التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة، وظهور حالة الخليج بدون الأمريكان تعني تراجع الدور الأمريكي في حماية أمــن الخليــج، وهـــو مــا سيدفـــع دول مجلـــس التعاون الخليجي إلى خيارين؛ الأول البحــث عـــن قـــوة دوليـــة جديدة لتعزيز أمن الخليج، وخلق توازن القــوى الإقليمـي، ويفتـرض هذا الخيار أن تلجأ دول مجلس التعاون إلى تنويع مصادرها من الأسلحة. أو الخيار الثاني وهو الاعتماد العسكري الذاتي، بحيث لا تعتمد هذه الدول في حفظ الأمــن الإقليمي على قوة دولية كما حدث خلال القرنين الماضيين، بريطانيا أولاً ثم الولايات المتحدة.
إذا لجأت دول الخليج العربية إلــى الخيار الثاني، فإنها ستضطر إلى زيادة نفقاتها العسكرية رغم أنهــا نفقـات تعتبــر الأعلى علـــى المستوى العالمي. واللافت هنا أن النفقات العسكرية الخليجية الحالية المرتفعة من الممكن أن تكون أكثر ارتفاعاً عما هو عليه الوضع اليوم، فالوضع الحالي يعتمد على تحالف عسكري مع واشنطن، ورغم ذلك فإن النفقات العسكرية مرتفعة، فكيف يمكن أن يكون عليه الوضع إذا غاب الحليف العسكري؟
طبعاً خيارات وفرص كثيرة واسعة، فهناك العديد من القوى الكبرى ترغب في ملء أي فراغ عسكري أو أمني في منطقة الخليج العربي، ويمكن إقامة تحالفات ثنائية أو تحالفات جماعية وهي الأفضل طبعاً. ولكن المخاوف تتركز على كيفية ضبط النفقات العسكرية بحيث لا تشكل عبئاً مقابل أي اختلال عسكري محتمل في موازين القوى.
في كافة الخيارات فإن تراجع الدور الأمريكي في أمن الخليج من شأنه أن يخلق تهديدات جديدة بين القوى الإقليمية في المنطقة، ومن شأنه أن يدفع بسباق تسلح في المنطقة يذكرنا بما كان عليه الوضع مطلع الثمانينات من القرن العشرين.