بحســـب الخبـــر الــذي نشرته جريدتنـــا «الوطـــن» يوم أمس ونقلاً عن مصـــادر مطلعة، أن السفير الأمريكي في البحرين توماس كرايجيسكي اجتمع مؤخراً مع أمين عام جمعية الوفاق علي سلمــان وطلب منه التحشيد لمظاهرة شعبية كبيرة دعماً لموقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما وخطابه الأخير.
الجيد أن الصحيفة أشارت لمحاولاتها الحصــــول على تعليق السفارة بشـــأن الموضوع إلا أن السفارة لم تستجب، وهنا نقول لو كانت المسألة غير صحيحة لكان النفي سهلاً جداً، لكن لا دخان من غير نار.
لكن لنتحدث عن هذا الطلب الأمريكي إن صح بأن «يخدم» علي سلمان السفير هذه المرة بأن يحشد لمسيرة «تشكر» باراك أوباما!
هل يمكن للوفاق أن تدعو لمسيرة يقوم فيها أتباعها بشكر الرئيس الأمريكي ورفع صوره مثلما يرفعون صورة الولي الفقيه، فقط لأن أوباما ذكر اسم البحرين في سياق جملة تتحدث عن أوضاع الشرق الأوسط؟!
والله لو فعلتها الوفاق سنقول لهم «برافو»، بالفعل أنتم أوفياء لجهود السفير الأمريكي معكم، الرجل «تعب» كثيراً ليدعمكم سراً وعلانية، أخذ على عاتقه تحمل انتقادات الأطراف الأخرى لأجلكم، بالتالي «خدمة صغيرة» عبر مسيرة واحدة تهتف لأوباما وتشكره ليست بمسألة تعجز عنها الوفاق.
لكنني أرى بأن المسألة فيها «فخ» من السيد كرايجيسكي، لعل الولايات المتحدة وصلت لمرحلة تريد أن تعرف فيها نوعية العلاقة التي تبنيها سفارتها في المنامة عبر سفيرها مع الوفاق، وهل هي علاقة تبادلية المنفعة أم مجرد استقواء وفاقي بالسفير ودولته، أي هل يمكنها أن تنتج عن مصالح مشتركة، بحيث يساند كل طرف الآخر في تحركه وأهدافه.
السفير الأمريكي «ما قصر» مع الوفاق، يداري على تحريضهم وإرهابهم، أحياناً يغلب الدبلوماسية حتى لا يزعل الدولة، لكنه يذهب في جانب آخر لزيارة علي سلمان في مقر الوفاق (الرجل يعرف أصول الجيرة، رغم أنه أمريكي)، وأحياناً يندد بالعنف إن طال رجال أمن، لكنه سرعان ما يعود ليتكلم بلغة هلامية علها تخفف على الوفاق قليلاً من الانتقاد والضغط.
الآن، إن صدق حصول هذا الطلب، فعلى الوفاق أن تلبي طلب صديقها السفير، أقلها من باب الذوق ورد الجميل والوقوف مع بعض في «الشدائد»، وإن كان أوباما يحتاج إلى تلميع الآن، فلماذا لا «تلمعه» الوفاق وتخرج في مسيرة لتشكره، برجاء ألا تنسوا وجود عيسى قاسم وعلي سلمان ليتصدرا الصفوف؟!
والله يستاهل السفير الأمريكي يا وفاق، لا تكسرون بخاطره.
لكن المشكلة يا سيد كرايجيسكي، وهنا أشك بأنك لا تعرف ذلك ويبدو أصلاً أنك تريد «إحراج الوفاق»، المشكلة يا سفير الولايات المتحدة الأمريكية، كيف تخرج الوفاق في مسيرة لتشكر أوباما، وهو الذي هدد إيران مؤخراً باستمرار العقوبات ولوح باستمرار الخيار العسكري في حال عدم التزام إيران بتحييد برنامجها النووي؟! كيف تخرج الوفاق لتشكر أوباما وهو الذي أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي قبل يومين أنه «حذر» مع محاولة التقارب الإيراني التي بدأها الرئيس الجديد روحاني؟! كيف أصلاً تخرج الوفاق لتشكر أوباما في حين الاسم الرسمي الذي أطلقه الخميني ومن بعده الخامنئي على الولايات المتحدة هو «الشيطان الأكبر؟!».
والله أتمنى صادقاً أن تخرج هذه المسيرة، نريد أن نرى كيف ستشكر الوفاق باراك أوبامـــا، كيف سترفع صوره، والأهـــم كم العدد الذي سيحتشد في المسيرة الضخمة لشكر الرئيس الأمريكي لأنه أورد اسم البحرين في جملة بخطابه!
المشكلة أن السفير الأمريكي -بحسب ما هو منشور- يريد من الوفاق أن تحشد لهذه المسيرة لتشكر الرئيس الأمريكي على وصفه البحرين أنها من بلـــدان «التوتــر الطائفي» وجمعها مع العراق وسوريا! هذه المشكلة يا سيد كرايجيسكي، إن كان أوباما يرى العراق وسوريا بلدان توتر طائفي، فالوفاق لا تراها كذلك أبداً، وضع العراق بالنسبة للوفاق «عسل على القلب» إذ هو وضع يجعل الحاكم والآمر الناهي هو المرشد الإيراني! كذلك الحال بالنسبة لسوريا، الوفاق لا تراه وضعاً طائفياً يقتل فيه بشار الأسد الأبرياء بدم بارد وبدعم من إيران وحزبها العسكري!
كيف ستخرج الوفاق في هذه المسيرة؟! كيف ستشكر أوباما؟! هل ستشكره على البحرين وتشتمه على وصفه للعراق وسوريا أو تعهداته لنتنياهو بالضغط على إيران والتلويح بالعصى العسكرية.
والله طلعت مو سهل يا كرايجيسكي، ناوي يحذف الوفاق في «الخيه!» برجاء جعل من يكتبون التقارير في سفارتكم يشرحون لك معنى «الخيه!».
{{ article.visit_count }}
الجيد أن الصحيفة أشارت لمحاولاتها الحصــــول على تعليق السفارة بشـــأن الموضوع إلا أن السفارة لم تستجب، وهنا نقول لو كانت المسألة غير صحيحة لكان النفي سهلاً جداً، لكن لا دخان من غير نار.
لكن لنتحدث عن هذا الطلب الأمريكي إن صح بأن «يخدم» علي سلمان السفير هذه المرة بأن يحشد لمسيرة «تشكر» باراك أوباما!
هل يمكن للوفاق أن تدعو لمسيرة يقوم فيها أتباعها بشكر الرئيس الأمريكي ورفع صوره مثلما يرفعون صورة الولي الفقيه، فقط لأن أوباما ذكر اسم البحرين في سياق جملة تتحدث عن أوضاع الشرق الأوسط؟!
والله لو فعلتها الوفاق سنقول لهم «برافو»، بالفعل أنتم أوفياء لجهود السفير الأمريكي معكم، الرجل «تعب» كثيراً ليدعمكم سراً وعلانية، أخذ على عاتقه تحمل انتقادات الأطراف الأخرى لأجلكم، بالتالي «خدمة صغيرة» عبر مسيرة واحدة تهتف لأوباما وتشكره ليست بمسألة تعجز عنها الوفاق.
لكنني أرى بأن المسألة فيها «فخ» من السيد كرايجيسكي، لعل الولايات المتحدة وصلت لمرحلة تريد أن تعرف فيها نوعية العلاقة التي تبنيها سفارتها في المنامة عبر سفيرها مع الوفاق، وهل هي علاقة تبادلية المنفعة أم مجرد استقواء وفاقي بالسفير ودولته، أي هل يمكنها أن تنتج عن مصالح مشتركة، بحيث يساند كل طرف الآخر في تحركه وأهدافه.
السفير الأمريكي «ما قصر» مع الوفاق، يداري على تحريضهم وإرهابهم، أحياناً يغلب الدبلوماسية حتى لا يزعل الدولة، لكنه يذهب في جانب آخر لزيارة علي سلمان في مقر الوفاق (الرجل يعرف أصول الجيرة، رغم أنه أمريكي)، وأحياناً يندد بالعنف إن طال رجال أمن، لكنه سرعان ما يعود ليتكلم بلغة هلامية علها تخفف على الوفاق قليلاً من الانتقاد والضغط.
الآن، إن صدق حصول هذا الطلب، فعلى الوفاق أن تلبي طلب صديقها السفير، أقلها من باب الذوق ورد الجميل والوقوف مع بعض في «الشدائد»، وإن كان أوباما يحتاج إلى تلميع الآن، فلماذا لا «تلمعه» الوفاق وتخرج في مسيرة لتشكره، برجاء ألا تنسوا وجود عيسى قاسم وعلي سلمان ليتصدرا الصفوف؟!
والله يستاهل السفير الأمريكي يا وفاق، لا تكسرون بخاطره.
لكن المشكلة يا سيد كرايجيسكي، وهنا أشك بأنك لا تعرف ذلك ويبدو أصلاً أنك تريد «إحراج الوفاق»، المشكلة يا سفير الولايات المتحدة الأمريكية، كيف تخرج الوفاق في مسيرة لتشكر أوباما، وهو الذي هدد إيران مؤخراً باستمرار العقوبات ولوح باستمرار الخيار العسكري في حال عدم التزام إيران بتحييد برنامجها النووي؟! كيف تخرج الوفاق لتشكر أوباما وهو الذي أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي قبل يومين أنه «حذر» مع محاولة التقارب الإيراني التي بدأها الرئيس الجديد روحاني؟! كيف أصلاً تخرج الوفاق لتشكر أوباما في حين الاسم الرسمي الذي أطلقه الخميني ومن بعده الخامنئي على الولايات المتحدة هو «الشيطان الأكبر؟!».
والله أتمنى صادقاً أن تخرج هذه المسيرة، نريد أن نرى كيف ستشكر الوفاق باراك أوبامـــا، كيف سترفع صوره، والأهـــم كم العدد الذي سيحتشد في المسيرة الضخمة لشكر الرئيس الأمريكي لأنه أورد اسم البحرين في جملة بخطابه!
المشكلة أن السفير الأمريكي -بحسب ما هو منشور- يريد من الوفاق أن تحشد لهذه المسيرة لتشكر الرئيس الأمريكي على وصفه البحرين أنها من بلـــدان «التوتــر الطائفي» وجمعها مع العراق وسوريا! هذه المشكلة يا سيد كرايجيسكي، إن كان أوباما يرى العراق وسوريا بلدان توتر طائفي، فالوفاق لا تراها كذلك أبداً، وضع العراق بالنسبة للوفاق «عسل على القلب» إذ هو وضع يجعل الحاكم والآمر الناهي هو المرشد الإيراني! كذلك الحال بالنسبة لسوريا، الوفاق لا تراه وضعاً طائفياً يقتل فيه بشار الأسد الأبرياء بدم بارد وبدعم من إيران وحزبها العسكري!
كيف ستخرج الوفاق في هذه المسيرة؟! كيف ستشكر أوباما؟! هل ستشكره على البحرين وتشتمه على وصفه للعراق وسوريا أو تعهداته لنتنياهو بالضغط على إيران والتلويح بالعصى العسكرية.
والله طلعت مو سهل يا كرايجيسكي، ناوي يحذف الوفاق في «الخيه!» برجاء جعل من يكتبون التقارير في سفارتكم يشرحون لك معنى «الخيه!».