وصف أوباما إبادة أكثر من 200 ألف سوري من قبل نظامه بأنه «توتر طائفي»، كما وصف إبادة أكثر من مليوني سني من قبل الحكومة الصفوية «توتر طائفي»، ثم شبه البحرين؛ الدولة التي يقتل رجال أمنها من قبل المليشيات التي تطالب بإسقاط النظام وتطالب بحكومة على غرار الحكومة العراقية الموالية لطهران، بأن ما يحدث فيها «توتر طائفي».
نقول لأوباما من بدأ أولاً لابد أن يتحمل، وأنت بدأت فتحمل ما سنذكره لك، فقط قليل من جرائم أمريكا في العراق، وذلك كي يتأكد من ذاكرته، حتى لا يعود إلى خلط الأوراق ولا التمويه والتشتيت حين يقرن اسم البحرين بالعراق وسوريا، وسنقول لأوباما عن بعض ما كشفه موقع ويكيليكس بأن «مئات المدنيين قتلوا على الحواجز الأمريكية في العراق، وقد ظل المدنيون بينهم النساء الحوامل والعجائز والأطفال، وحتى المرضى النفسيون، يقتلون طيلة سنوات الحرب على نقاط التفتيش العسكرية وبنيران الطائرات الأمريكية المقاتلة».
كما كشفت الوثائق أيضاً «أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي متورط في إدارة فرق للقتل والتعذيب، وأن الوثائق تؤكد أن المالكي منحاز بالقوة إلى طائفته الشيعية على حساب مواطنيه السنة، وقيام الجيش الأمريكي بالتستر على أعمال التعذيب التي تعرض لها السجناء على يد قوات الشرطة والجيش العراقيين، وأن إيران تقوم بتمويل وتسليح المليشيات الشيعية».
طبعاً الجرائم فظيعة والضحايا ليس لهم عد والتفاصيل طويلة لا يمكن أن توجز في مقال، فلا يمكن أن نوجز هنا قصة كل قتيل من مجموع أكثر من مليوني عراقي الذين إبادتهم الحكومة العراقية والأمريكية، فالمأساة أكبر من أن تتحملها حروف الكلمات، فهي مأساة لم يحدث مثلها في العالم القديم ولا الحديث، عدا عن المعتقلين في السجون العراقية والأمريكية وغيرهم من المشردين واللاجئين والمرضى والمعوقين. فقد أعادت أمريكا الشعب العراقي إلى العصر الحجري؛ نصف أطفاله لا يذهبون المدارس و7 ملايين يتيم و5 ملايين أرملة، وغير ذلك الكثير.
فإذا خانت أوباما الذاكرة، أو أنه قد يكون ساعتها يعيش في المريخ، فنحن نذكره ببعض هذه الجرائم التي ارتكبتها أمريكا وإيران في العراق، ولا داعي أن نذكر ما يحصل في سوريا، فجثث أهل السنة التي قتلها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والنظام السوري تحكي فظاعة ما يحدث في سوريا، التي اختزل أوباما ما يجري فيها بـ توترات طائفية»، ثم يساوي حرب الإبادة في سوريا والعراق بحالة البحرين التي يعيش فيها الشيعة عيشة النعيم.
نقول لإوباما إذا لم يرسل إليك جرايسكي صور قصورهم وبيوتهم ونخلهم وأحيائهم ومساجدهم ومآتمهم، فسوف نرسلها على إيميلك الشخصي، الذي نتمنى أن نحصل عليه من سفيرك. كما سنرسل لك مشاهد الإرهاب الذي لم تشاهده مثله في حياتك، وذلك لأن لا أمريكا ولا بريطانيا ولا غيرهم من دول الاتحاد الأوروبي ولا إيران ولا العراق شهدوا إرهاباً مثله، فمن يتجرأ في هذه الدول على رجل أمن حتى بنصف كلمة، وها هم ضباط الـ «إف.بي.أي» يردون المشتبه به في تفجير بوسطن قتيلاً أثناء التحقيق معه، وها هو حكم قضائي في كاليفورنيا يصدر بحبس الشاب «كوري بايرون» 4 سنوات لتسببه في موت كلب بوليسي، حيث أطلق شرطي الكلب وراءه عندما كان يقود سيارته وهو في حالة سكر، فقام بعضه من ذراعه مما دفع الشاب إلى القفز من الجسر مع الكلب الذي تشبث به مما أدى إلى موته في الحادث، وقد تم دفن الكلب في قاعدة مشاة البحرية الأمريكية في شمال سان دييغو بحضور مئات الأشخاص و120 كلباً بوليسياً.
أما في البحرين، يا أوباما، فرجال الأمن يحرقون أحياء، وتثقب صدورهم ورقابهم وخواصرهم بأسياخ تقذف من المليشيات الإرهابية التي تدعو الدولة أن تتحاور معهم، في الوقت الذي فيه رجال شرطتك يطلقون الرصاص الحي في جلسات الحوار والتحقيق، ويصدر حكم بالحبس 4 سنوات لشاب مجرد تسبب في موت كلب بوليسي، فكيف لو قام هذا الشاب بالتسبب في موت شرطي، أو قطعت مجموعة من الشبان شوارع واشنطن، كما تقطع المليشيات الإرهابية الشوارع في البحرين، فهل ستجلس معهم تتحاور؟ أم ستسميها حالة طائفية أو توترات عرقية؟ أم أنك ستتعامل معهم بقانون الإرهاب الأمريكي الذي يجيز أن تقتلهم في أثناء التحقيق، كما يجيز أن تلاحقهم بالطائرات بدون طيار إذا اشتبهت في وجودهم في بلد ما وراء الجبال أو بين القرى الأفغانية أو المناطق اليمنية؟ أم أنك ستسجنهم في غوانتاناموا دون محاكمات؟.
نعم؛ لقد شبهت حالة البحرين بالعراق وسوريا لتشتت الأنظار عن تراجعك لضرب سوريا، ثم أنه عربون صداقة مع روحاني، الذي لم تصدق زيارته لك فما كان منك إلا أن تهديه هدية كان يحلم بها، وتحول جرائم بشار إلى مجرد توترات طائفية، ثم تمحو جرائم إيران وجرائم دولتك في العراق، ثم تمهد الطريق لإيران حين تحول جرائم ميلشياتها في البحرين أنها الأخرى توترات طائفية، فالمسألة إذاً إما أن يكون سفيرك في البحرين لا يعكس لك الحقائق ولا يوافيك بالتسجيلات لجرائم الوفاق الإرهابية الموثقة، وفي هذه الحالة نعذرك لأن سفيرك خان الأمانة، والتي جعلت شعب البحرين وشعوب الخليج والوطن العربي تسخر من أمريكا عندما قارنت البحرين بسوريا في العراق، وذلك عندما ظهر رئيسها ليعلن أن حالة البحرين هي نفسها في العراق وسوريا، في الوقت الذي يشاهد العالم طائرات النظام السوري تقصف المدارس والمنازل وتقتل الأطفال، وفي الوقت التي تبث تسجيلات لأفراد الحرس الثوري الإيراني الذين تم القبض عليهم من قبل الجيش الحر وهم يعترفون بجرائمهم، وفي الوقت الذي يقتل المالكي المتظاهرين في ساحة الحويحة التي سقط فيها مئات القتلي، ثم تأتي للبحرين التي كل يوم يسقط فيها شرطي بين قتيل وجريح ضحايا الإرهاب الوفاقي الذي يزور مقراته سفيرك في البحرين، ويجلس مع الإرهابي الأول علي سلمان كي يتدارسون الخطة المقبلة، التي يحاول سفيرك من خلالها أن يثبت جدارته بأنه استطاع أن يفعل في البحرين كما فعل في العراق.
نقول لأوباما هذا قليل من كثير، وقد بدأت أنت أولاً، فتحمل ما سنذكره لك من جرائم أمريكا ليس في العراق، بل جرائم أمريكا حتى ضد الشعب الأمريكي الأصلي الذي أبادته، وجعلت ما تبقى من سلالته غجر يعيشون في مركبات متنقلة، ولا زالوا كما هم في عهدك، جرائم أمريكا ليس لها شبيه ولا مثيل إلا في إيران والعراق وسوريا، إذاً لا غرابة إن اجتمعت كلمتكم في هيئة الأمم المتحدة.. فالطيور على أشكالها تقع.
{{ article.visit_count }}
نقول لأوباما من بدأ أولاً لابد أن يتحمل، وأنت بدأت فتحمل ما سنذكره لك، فقط قليل من جرائم أمريكا في العراق، وذلك كي يتأكد من ذاكرته، حتى لا يعود إلى خلط الأوراق ولا التمويه والتشتيت حين يقرن اسم البحرين بالعراق وسوريا، وسنقول لأوباما عن بعض ما كشفه موقع ويكيليكس بأن «مئات المدنيين قتلوا على الحواجز الأمريكية في العراق، وقد ظل المدنيون بينهم النساء الحوامل والعجائز والأطفال، وحتى المرضى النفسيون، يقتلون طيلة سنوات الحرب على نقاط التفتيش العسكرية وبنيران الطائرات الأمريكية المقاتلة».
كما كشفت الوثائق أيضاً «أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي متورط في إدارة فرق للقتل والتعذيب، وأن الوثائق تؤكد أن المالكي منحاز بالقوة إلى طائفته الشيعية على حساب مواطنيه السنة، وقيام الجيش الأمريكي بالتستر على أعمال التعذيب التي تعرض لها السجناء على يد قوات الشرطة والجيش العراقيين، وأن إيران تقوم بتمويل وتسليح المليشيات الشيعية».
طبعاً الجرائم فظيعة والضحايا ليس لهم عد والتفاصيل طويلة لا يمكن أن توجز في مقال، فلا يمكن أن نوجز هنا قصة كل قتيل من مجموع أكثر من مليوني عراقي الذين إبادتهم الحكومة العراقية والأمريكية، فالمأساة أكبر من أن تتحملها حروف الكلمات، فهي مأساة لم يحدث مثلها في العالم القديم ولا الحديث، عدا عن المعتقلين في السجون العراقية والأمريكية وغيرهم من المشردين واللاجئين والمرضى والمعوقين. فقد أعادت أمريكا الشعب العراقي إلى العصر الحجري؛ نصف أطفاله لا يذهبون المدارس و7 ملايين يتيم و5 ملايين أرملة، وغير ذلك الكثير.
فإذا خانت أوباما الذاكرة، أو أنه قد يكون ساعتها يعيش في المريخ، فنحن نذكره ببعض هذه الجرائم التي ارتكبتها أمريكا وإيران في العراق، ولا داعي أن نذكر ما يحصل في سوريا، فجثث أهل السنة التي قتلها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والنظام السوري تحكي فظاعة ما يحدث في سوريا، التي اختزل أوباما ما يجري فيها بـ توترات طائفية»، ثم يساوي حرب الإبادة في سوريا والعراق بحالة البحرين التي يعيش فيها الشيعة عيشة النعيم.
نقول لإوباما إذا لم يرسل إليك جرايسكي صور قصورهم وبيوتهم ونخلهم وأحيائهم ومساجدهم ومآتمهم، فسوف نرسلها على إيميلك الشخصي، الذي نتمنى أن نحصل عليه من سفيرك. كما سنرسل لك مشاهد الإرهاب الذي لم تشاهده مثله في حياتك، وذلك لأن لا أمريكا ولا بريطانيا ولا غيرهم من دول الاتحاد الأوروبي ولا إيران ولا العراق شهدوا إرهاباً مثله، فمن يتجرأ في هذه الدول على رجل أمن حتى بنصف كلمة، وها هم ضباط الـ «إف.بي.أي» يردون المشتبه به في تفجير بوسطن قتيلاً أثناء التحقيق معه، وها هو حكم قضائي في كاليفورنيا يصدر بحبس الشاب «كوري بايرون» 4 سنوات لتسببه في موت كلب بوليسي، حيث أطلق شرطي الكلب وراءه عندما كان يقود سيارته وهو في حالة سكر، فقام بعضه من ذراعه مما دفع الشاب إلى القفز من الجسر مع الكلب الذي تشبث به مما أدى إلى موته في الحادث، وقد تم دفن الكلب في قاعدة مشاة البحرية الأمريكية في شمال سان دييغو بحضور مئات الأشخاص و120 كلباً بوليسياً.
أما في البحرين، يا أوباما، فرجال الأمن يحرقون أحياء، وتثقب صدورهم ورقابهم وخواصرهم بأسياخ تقذف من المليشيات الإرهابية التي تدعو الدولة أن تتحاور معهم، في الوقت الذي فيه رجال شرطتك يطلقون الرصاص الحي في جلسات الحوار والتحقيق، ويصدر حكم بالحبس 4 سنوات لشاب مجرد تسبب في موت كلب بوليسي، فكيف لو قام هذا الشاب بالتسبب في موت شرطي، أو قطعت مجموعة من الشبان شوارع واشنطن، كما تقطع المليشيات الإرهابية الشوارع في البحرين، فهل ستجلس معهم تتحاور؟ أم ستسميها حالة طائفية أو توترات عرقية؟ أم أنك ستتعامل معهم بقانون الإرهاب الأمريكي الذي يجيز أن تقتلهم في أثناء التحقيق، كما يجيز أن تلاحقهم بالطائرات بدون طيار إذا اشتبهت في وجودهم في بلد ما وراء الجبال أو بين القرى الأفغانية أو المناطق اليمنية؟ أم أنك ستسجنهم في غوانتاناموا دون محاكمات؟.
نعم؛ لقد شبهت حالة البحرين بالعراق وسوريا لتشتت الأنظار عن تراجعك لضرب سوريا، ثم أنه عربون صداقة مع روحاني، الذي لم تصدق زيارته لك فما كان منك إلا أن تهديه هدية كان يحلم بها، وتحول جرائم بشار إلى مجرد توترات طائفية، ثم تمحو جرائم إيران وجرائم دولتك في العراق، ثم تمهد الطريق لإيران حين تحول جرائم ميلشياتها في البحرين أنها الأخرى توترات طائفية، فالمسألة إذاً إما أن يكون سفيرك في البحرين لا يعكس لك الحقائق ولا يوافيك بالتسجيلات لجرائم الوفاق الإرهابية الموثقة، وفي هذه الحالة نعذرك لأن سفيرك خان الأمانة، والتي جعلت شعب البحرين وشعوب الخليج والوطن العربي تسخر من أمريكا عندما قارنت البحرين بسوريا في العراق، وذلك عندما ظهر رئيسها ليعلن أن حالة البحرين هي نفسها في العراق وسوريا، في الوقت الذي يشاهد العالم طائرات النظام السوري تقصف المدارس والمنازل وتقتل الأطفال، وفي الوقت التي تبث تسجيلات لأفراد الحرس الثوري الإيراني الذين تم القبض عليهم من قبل الجيش الحر وهم يعترفون بجرائمهم، وفي الوقت الذي يقتل المالكي المتظاهرين في ساحة الحويحة التي سقط فيها مئات القتلي، ثم تأتي للبحرين التي كل يوم يسقط فيها شرطي بين قتيل وجريح ضحايا الإرهاب الوفاقي الذي يزور مقراته سفيرك في البحرين، ويجلس مع الإرهابي الأول علي سلمان كي يتدارسون الخطة المقبلة، التي يحاول سفيرك من خلالها أن يثبت جدارته بأنه استطاع أن يفعل في البحرين كما فعل في العراق.
نقول لأوباما هذا قليل من كثير، وقد بدأت أنت أولاً، فتحمل ما سنذكره لك من جرائم أمريكا ليس في العراق، بل جرائم أمريكا حتى ضد الشعب الأمريكي الأصلي الذي أبادته، وجعلت ما تبقى من سلالته غجر يعيشون في مركبات متنقلة، ولا زالوا كما هم في عهدك، جرائم أمريكا ليس لها شبيه ولا مثيل إلا في إيران والعراق وسوريا، إذاً لا غرابة إن اجتمعت كلمتكم في هيئة الأمم المتحدة.. فالطيور على أشكالها تقع.