يا جماعة الخير يا أصحاب القرار، أقولها وبكل صراحة ورجاء بلا زعل، فصديقك من صدقك القول لا من نافقك وجاملك بالكذب. البحرين باتت اليوم في وضع لا يتحمل أية تخبطات أو لخبطات في إسناد الأمور لمن هم ليسوا أهلاً للثقة، والأهم لمن يضعون البحرين أمامهم ولا يضعون أنفسهم أمام البحرين.
لدي أمثلة عديدة، ولا أريد أن أفضح أشخاصاً بالأسماء، لكن بصراحة بعض المواقف التي عايشتها مع مسؤولين -يفترض بأنهم أول من يدافع عن البحرين- مواقف «مخجلة» و«مؤسفة» تدفعني للتعجب والاستغراب، إذ كيف يوضع في موقع حساس ليدافع عن البلـد من هو أصلاً «جبان» و«خائـــف» بأن يقف بقوة لأجل هذا البلد؟! كيف يمكن الاعتماد على أناس يتضح فيهم كره دفين للبلد وحكامها والمخلصين من أهلها وأن كل ما يصدر عنهم تمثيل ونفاق؟!
والله أخبرت أحد الوزراء الوطنيين الكرام بأنني لولا احترامي لوضعية أحد المسؤولين الذين وضعوا في موقع حساس بموجب مرسوم ملكي، بأنه لولا احترامي لرمز البلاد ملكنا العزيز الحبيب لما ترددت في «صفع» هذا المسؤول الذي يفترض بأن يكون أول من يدافع عن البحرين ويبين الحقائق وما حصل فيها حينما فاجأني بحديث لا يصدر إلا عن عملاء ومتخاذلين، حديث فيه كره واضح وصريح لإجراءات الحكومة ولزملاء إعلاميين وقفوا ودافعوا عن البلد في أحلك أوقاتها، فقط لأن هذا المسؤول «يستميت» في محاولة بيان أنه «معتدل» و«ماسك العصا من المنتصف» في حين ينبطح «انبطاحاً» لأجل رضا الانقلابيين.
هذه بلوة ومصيبة كثير من المسؤولين الذين بعضهم كان مختبئاً في منزله أو هارباً مسافراً من البلد وقت محاولة الاختطاف، وبعضهم «خرس» و«انطم» لسانه عن كلمة واحدة دفاعاً عن البحرين، واليوم بعضهم يمارس التنظير السخيف ويدعي الوطنية ويصور نفسه أنه على مسافة واحدة من الجميع، في حين أنها ليست سوى مظاهر «نفاق» و«خداع» للدولة.
من يقـول هــذا الكـــلام ويحـــاول أن يصور نفسه بأنه معتدل حتى تهلل باسمه المعارضة الانقلابية، أو حتى يحظى بمنصب أو تعيين لا يحتج عليه الانقلابيون، هو من يظن خاطئاً بأن كارهي البحرين سيتلقفونه بالأحضان، والله سيجاملونه بغية استخدامه لا حباً فيه، من يقوم بهذا الفعل ليس سوى شخص جبان خانع لا يقوى على الوقوف وقفة رجال للدفاع عن وطنه بكلمة.
مـــن يمــــارس «الانبطــــاح» لهــــذه المعارضة، ومن يحاول «التـــودد» لها عله ينجح في استرضائها، عليه أن يتذكر ذلك اليوم الذي وقفوا فيه تحت منصة الدوار وقالوا «باقون حتى يسقط النظام»، عليه أن يتذكر كلمة «ارحلوا»، عليه أن يتذكر كل ما حصــل بتفاصيله الدقيقة. هم من طعنوا الوطن وحاولوا اختطافه ونصبوا المشانق لحكامه ومازالوا يهتفون بالإساءات لرمزه الأول جلالة الملك. هؤلاء لا ينبغي «مد البساط» لهم أكثر وكأن الدولة تسترضيهم، لابد من فرض القانون وتطبيقه على أي كان، هذه بلد وليست ساحة لعب يفعل فيها أي كان ما يشاء.
إن كانت المصيبة في وجود هذه الطوابير الخامسة رغم علانية حراكها المعادي للدولة، فإن المصيبة أكبر بوجود مسؤولين وأشخاص يتم تعيينهم في مواقع وهم «أجبن» ما يكونون للوقوف دفاعاً عن الوطن، وهم أبعد ما يكونون عن وضع البحرين أمامهم بل أولويتهم هي أنفسهم ومكاسبهم ومغانمهم والحرص على تمثيل دور المحبين للوطن الموالين لقادته.
لماذا نكرر نفس الأخطاء التي كادت أن تودي بالبلد؟! لماذا مازلنا نعين من هو مشكوك في ولائه؟! لماذا مازلنا نتوسم الخير فيمن أثبت التاريخ بأن مواقفه تجاه الوطن هي مواقف خذلان وخنوع وخوف؟!
رجاء لمن يعنيه الأمر، شوفوا لكم صرفة مع هؤلاء المسؤولين، من لا يحترم الوطن ولا يقف مدافعاً عنه بقوة لا يستحق ذرة احترام، ولا تقولوا لنا سياسة وتكتيكاً، السياسة والدبلوماسية لا تعني الضعف والخنوع والهوان.