يحكى عن الشيخ ميثم، وهو عالم دين بحريني جليل، (ضريحه في أم الحصم) أنه مر في طريق عودته من المسجد برجل يبيع التين فاشتهته نفسه وهم بشرائه، لكنه توقف حتى يهدأ الصراع الذي اشتعل لحظتها في داخله بين حب الدنيا وحب الدين، فقد كان زاهداً، وحسب للحظة أنه لو اشترى التين فإنه يكون بذلك قد انحاز للدنيا وقد تتعود نفسه ملذاتها فيتأثر دينه، فحسم الموضوع بأن قال لنفسه «يا شيخ ميثم.. يا دين يا تين»، واختار الدين.
بالطريقة نفسها ينبغي من الحريصين اليوم على الجمع بين القيام بواجب عزاء أبي عبدالله الحسين وبين الخروج في مظاهرات سياسية أن يحسموا أمرهم؛ حيث لا يمكن القيام بالمهمتين في آن واحد، يا مظاهرات يا عزاء، يا دين يا تين، لكن عزاء ومظاهرات في نفس الوقت أمر غير ممكن وغير مقبول ويتسبب في مشكلات لا حصر لها.
ما حدث في الأيام الأولى من شهر محرم هو أن مجموعات قليلة ركبت رأسها وأصرت على الخروج في مظاهرات، بعضها كان في العاصمة المحظور تسيير المظاهرات فيها، ما يعني الرغبة في الدخول في حالة تحد بغية استعراض العضلات ودفع رجال الأمن ليطلقوا عليهم مسيلات الدموع التي يبيحها لهم القانون وتصوير المشهد ونشره على أنهم معتدى عليهم من قبل الداخلية.
خلط سافر بين حق الحسين وحق التظاهر المكفول دستوراً وقانوناً، وخلط في فهم مواد الدستور والقانون، وتحد لا يمكن أن تقبل به أي سلطة. ما يقوم به هؤلاء خطأ ينبغي التوقف عنه وينبغي أن يكون للمعنيين بشؤون العزاء والمآتم دور ورأي وسلطة كي لا تفلت الأمور ويحدث ما ليس في الحسبان، فليس منطقاً الجمع بين مراسم عاشوراء وبين التظاهر الذي هو حق ولكن يتم توظيفه بشكل يعبر عن قلة خبرة.
ما يقوم به هذا البعض يسيء إلى حق الآخرين في إحياء ذكرى الإمام الحسين، ذلك أنه يجعلهم يعيشون حالة قلق تؤثر عليهم، فلا يتمكنون من الوفاء بالتزامهم المذهبي، وقد يأتيهم السوء بدل أن يأتي ذلك البعض المتسبب في شحن الأجواء وتوتيرها، حيث العادة أنهم يشعلونها ويهربون فينال الآخرون نتيجة ما لا ذنب لهم فيه ويصيرون الضحية.
لا قيمــة للمظاهـــرات فـــي عاشـــوراء ولا معنى لها، خصوصاً وأنها تتسبب في أذى المشاركين في العزاء، تماماً مثلما أنه خارج عن المألوف ومرفوض استغلال التنظيمات الحزبية على اختلافها موسم عاشوراء لشحن العامة ضد الدولة وتحريضهم عليها (في العامين الماضيين تم استغلال أماكن العزاء بالعاصمة لهذا الغرض، فقاموا بتعليق صور «القياديين» ونصــب منصـــة ألقيت منها كلمات تحريضية ووجهت الاتهامات للدولة، وهو ما يعد تجنياً على المناسبة والمشاركين فيها).
أصحاب المآتم غالباً لا يمتلكون الخبرة اللازمة للتعامل مع هؤلاء الذين يتسببون في نشر الفوضى ويلوون عنق المناسبة لتخدم أهدافهم، كما إنهم ليست لديهم سلطة يستطيعون بها منع هؤلاء من القيام بتلك السلوكيات الخاطئة، لكن هيئة تنظيم المواكب الحسينية يفترض أنها تمتلك بعض السلطة، وكذلك الجمعيات السياسية؛ خصوصاً جمعية الوفاق التي يوجــد لهــا «ممثلــون» بيــن المعزيـــن.. والمتظاهرين!
لا بـــد من فصل هذا عن ذاك، فموســم عاشوراء هو للقيام بحق الحسين الشهيد في إحياء ذكراه، وليس منطقاً أبداً محاولة توظيف الأقوال المنسوبة إلى الإمام في شأن لا علاقة له بالعزاء.
هذا الخلط ليس في صالح المعزين وعاشوراء، وهو لا يشكل مكسباً لأولئك وإن خفف من الضغط النفسي الذي من الواضح أنهم صاروا يعانون منه فيتركون الدين ويجرون خلف التين!
بالطريقة نفسها ينبغي من الحريصين اليوم على الجمع بين القيام بواجب عزاء أبي عبدالله الحسين وبين الخروج في مظاهرات سياسية أن يحسموا أمرهم؛ حيث لا يمكن القيام بالمهمتين في آن واحد، يا مظاهرات يا عزاء، يا دين يا تين، لكن عزاء ومظاهرات في نفس الوقت أمر غير ممكن وغير مقبول ويتسبب في مشكلات لا حصر لها.
ما حدث في الأيام الأولى من شهر محرم هو أن مجموعات قليلة ركبت رأسها وأصرت على الخروج في مظاهرات، بعضها كان في العاصمة المحظور تسيير المظاهرات فيها، ما يعني الرغبة في الدخول في حالة تحد بغية استعراض العضلات ودفع رجال الأمن ليطلقوا عليهم مسيلات الدموع التي يبيحها لهم القانون وتصوير المشهد ونشره على أنهم معتدى عليهم من قبل الداخلية.
خلط سافر بين حق الحسين وحق التظاهر المكفول دستوراً وقانوناً، وخلط في فهم مواد الدستور والقانون، وتحد لا يمكن أن تقبل به أي سلطة. ما يقوم به هؤلاء خطأ ينبغي التوقف عنه وينبغي أن يكون للمعنيين بشؤون العزاء والمآتم دور ورأي وسلطة كي لا تفلت الأمور ويحدث ما ليس في الحسبان، فليس منطقاً الجمع بين مراسم عاشوراء وبين التظاهر الذي هو حق ولكن يتم توظيفه بشكل يعبر عن قلة خبرة.
ما يقوم به هذا البعض يسيء إلى حق الآخرين في إحياء ذكرى الإمام الحسين، ذلك أنه يجعلهم يعيشون حالة قلق تؤثر عليهم، فلا يتمكنون من الوفاء بالتزامهم المذهبي، وقد يأتيهم السوء بدل أن يأتي ذلك البعض المتسبب في شحن الأجواء وتوتيرها، حيث العادة أنهم يشعلونها ويهربون فينال الآخرون نتيجة ما لا ذنب لهم فيه ويصيرون الضحية.
لا قيمــة للمظاهـــرات فـــي عاشـــوراء ولا معنى لها، خصوصاً وأنها تتسبب في أذى المشاركين في العزاء، تماماً مثلما أنه خارج عن المألوف ومرفوض استغلال التنظيمات الحزبية على اختلافها موسم عاشوراء لشحن العامة ضد الدولة وتحريضهم عليها (في العامين الماضيين تم استغلال أماكن العزاء بالعاصمة لهذا الغرض، فقاموا بتعليق صور «القياديين» ونصــب منصـــة ألقيت منها كلمات تحريضية ووجهت الاتهامات للدولة، وهو ما يعد تجنياً على المناسبة والمشاركين فيها).
أصحاب المآتم غالباً لا يمتلكون الخبرة اللازمة للتعامل مع هؤلاء الذين يتسببون في نشر الفوضى ويلوون عنق المناسبة لتخدم أهدافهم، كما إنهم ليست لديهم سلطة يستطيعون بها منع هؤلاء من القيام بتلك السلوكيات الخاطئة، لكن هيئة تنظيم المواكب الحسينية يفترض أنها تمتلك بعض السلطة، وكذلك الجمعيات السياسية؛ خصوصاً جمعية الوفاق التي يوجــد لهــا «ممثلــون» بيــن المعزيـــن.. والمتظاهرين!
لا بـــد من فصل هذا عن ذاك، فموســم عاشوراء هو للقيام بحق الحسين الشهيد في إحياء ذكراه، وليس منطقاً أبداً محاولة توظيف الأقوال المنسوبة إلى الإمام في شأن لا علاقة له بالعزاء.
هذا الخلط ليس في صالح المعزين وعاشوراء، وهو لا يشكل مكسباً لأولئك وإن خفف من الضغط النفسي الذي من الواضح أنهم صاروا يعانون منه فيتركون الدين ويجرون خلف التين!