انتهت عشرة محرم، ولله الحمد والمنة لم يحدث ما يزيد الانشقاق في جسد هذا المجتمع المسالم، وإن حدثت تجاوزات ينبغي عدم غض الطرف عنها كي لا تتكرر مستقبلاً. لكن أقوالاً ذات فائدة لم تنتهِ ويتمنى المرء ألا تنتهي، وإن كان الزمان مجنوناً! لعل من المناسب ونحن لانزال نعيش ذكرى الإمام الحسين عليه السلام أن نستعرض هنا بعض الأقوال العاقلة التي تم التغريد بها وعبرت عن قناعات أصحابها وانتشر بعضها ولقي قبولاً كبيراً.. من العاقلين.
يقول أحدهم «إذا لم نترجم مبادئ عاشوراء في معاملاتنا وعباداتنا وفكرنا، حينها نكون قد اختزلنا هذه الملحمة العظيمة فقط في شعاراتنا، وهذا إجحاف في حق الحسين». قول مهم لخص سلوكيات كثير من المهتمين بذكرى الحسين، والتي تتناقض مع مبادئ الحسين، حيث يفعلون عكس ما حارب الحسين من أجله وما دعا إليه الإسلام «ترى أي أجر يمكن أن يحصل عليه من شارك في عزاء عاشوراء وهو لا يصلي أو يرتكب الذنوب بكرة وأصيلاً؟ وأي أجر يحصل عليه من يتعامل مع أهله بما لا يرضي الله ورسوله والحسين الذي حارب من أجل الدين؟ وأي أجر يحصل عليه هؤلاء لو لم يتوقفوا عن ممارسة سلوكياتهم المسيئة للدين وللمذهب وللإنسانية؟».
في السياق نفسه يقول العلامة سيد علي الأمين في تغريدات ثلاث انتشرت كثيراً «ما قيمة دمع تذرفه لا يغسل حقداً على أخيك؟ وما قيمة صدر تلطمه وصدرك مملوء غيظاً على من لا يؤمن بمشروعك؟» ويقول «إن الكثير من الممارسات التي تجري في عاشوراء هي من العادات التي لا دليل عليها في أصل الشرع ولم يقم بممارستها الأئمة في حياتهم» ويقول أيضاً «لا يريد الحسين أكفاً تلطم الصدور وإنما يريد أكفاً تتصافح ونفوساً تتسامح».
هذه أقوال عاقلة؛ لكنها للأسف الشديد يعتبرها من يعانون من مشكلات في عقولهم أقوالاً مجنونة وتطاولاً على المذهب، فهؤلاء يعتبرون كل ذي وجهة نظر لا تتوافق معهم وإن رأوها صائبة متجاوزاً وخارجاً عن الملة ولعلهم يعتبرونه ومن معه ضالين مضلين!
هذا المشهد يفسر ما صرنا فيه وما آلت إليه أحوالنا، فعندما لا تجد الأقوال العاقلة ترحيباً وقبولاً، وعندما يتم اتهام كل ذي عقل وقول سديد بالتطاول والتجاوز على الدين والمذهب فإنه لا يكون غريباً أن ينظر إلينا الآخرون من عل ويعتبروننا جميعاً دون العقل ودون التحضر.
مقابل هذه الأقوال العاقلة تبرز بين الحين والحين أقوال أقل ما يقال عنها إنها مجنونة، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يحاول أن يروج له شاب عراقي يسيطر على برنامج ديني عبر فضائية تبث من بريطانيا اسمها «صوت العترة»، حيث يعتبر كل من يقول بحرمة التطبير ضالاً، ويسعى إلى الترويج لقناعاته المتمثلة في هذا الخصوص، فيقول رداً على من يواجهونه بفتوى السيد علي الخامنئي، والتي هي ضد التطبير؛ بأن خامنئي يلزم مقلديه فقط، أما مقلدو المراجع الأخرى فملزمون بفتاواهم! معتبراً أن فتوى السيد صادق الشيرازي وآخرين معه هي الصح، وأن هذا يعني أن على الشيعة أن يأخذوا بهذه الفتوى فيشاركوا في مواكب التطبير التي يقف الخامنئي ضدها!
أما عن السيستاني الذي من المعروف أنه لم تصدر عنه فتوى في هذا الخصوص، فقال إن عدم إصداره الفتوى يعني «الحلية» ويعني أنه يؤيد التطبير! وهاجم كل من قال بعكس ذلك واعتبره كاذباً.
سؤال بريء؛ هل الأحياء من المراجع الذين أصدروا الفتاوى بصحة التطبير يشاركون في العزاء بضرب رؤوسهم بالسيوف؟ وهل يسمحون لأبنائهم بذلك؟!
{{ article.visit_count }}
يقول أحدهم «إذا لم نترجم مبادئ عاشوراء في معاملاتنا وعباداتنا وفكرنا، حينها نكون قد اختزلنا هذه الملحمة العظيمة فقط في شعاراتنا، وهذا إجحاف في حق الحسين». قول مهم لخص سلوكيات كثير من المهتمين بذكرى الحسين، والتي تتناقض مع مبادئ الحسين، حيث يفعلون عكس ما حارب الحسين من أجله وما دعا إليه الإسلام «ترى أي أجر يمكن أن يحصل عليه من شارك في عزاء عاشوراء وهو لا يصلي أو يرتكب الذنوب بكرة وأصيلاً؟ وأي أجر يحصل عليه من يتعامل مع أهله بما لا يرضي الله ورسوله والحسين الذي حارب من أجل الدين؟ وأي أجر يحصل عليه هؤلاء لو لم يتوقفوا عن ممارسة سلوكياتهم المسيئة للدين وللمذهب وللإنسانية؟».
في السياق نفسه يقول العلامة سيد علي الأمين في تغريدات ثلاث انتشرت كثيراً «ما قيمة دمع تذرفه لا يغسل حقداً على أخيك؟ وما قيمة صدر تلطمه وصدرك مملوء غيظاً على من لا يؤمن بمشروعك؟» ويقول «إن الكثير من الممارسات التي تجري في عاشوراء هي من العادات التي لا دليل عليها في أصل الشرع ولم يقم بممارستها الأئمة في حياتهم» ويقول أيضاً «لا يريد الحسين أكفاً تلطم الصدور وإنما يريد أكفاً تتصافح ونفوساً تتسامح».
هذه أقوال عاقلة؛ لكنها للأسف الشديد يعتبرها من يعانون من مشكلات في عقولهم أقوالاً مجنونة وتطاولاً على المذهب، فهؤلاء يعتبرون كل ذي وجهة نظر لا تتوافق معهم وإن رأوها صائبة متجاوزاً وخارجاً عن الملة ولعلهم يعتبرونه ومن معه ضالين مضلين!
هذا المشهد يفسر ما صرنا فيه وما آلت إليه أحوالنا، فعندما لا تجد الأقوال العاقلة ترحيباً وقبولاً، وعندما يتم اتهام كل ذي عقل وقول سديد بالتطاول والتجاوز على الدين والمذهب فإنه لا يكون غريباً أن ينظر إلينا الآخرون من عل ويعتبروننا جميعاً دون العقل ودون التحضر.
مقابل هذه الأقوال العاقلة تبرز بين الحين والحين أقوال أقل ما يقال عنها إنها مجنونة، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يحاول أن يروج له شاب عراقي يسيطر على برنامج ديني عبر فضائية تبث من بريطانيا اسمها «صوت العترة»، حيث يعتبر كل من يقول بحرمة التطبير ضالاً، ويسعى إلى الترويج لقناعاته المتمثلة في هذا الخصوص، فيقول رداً على من يواجهونه بفتوى السيد علي الخامنئي، والتي هي ضد التطبير؛ بأن خامنئي يلزم مقلديه فقط، أما مقلدو المراجع الأخرى فملزمون بفتاواهم! معتبراً أن فتوى السيد صادق الشيرازي وآخرين معه هي الصح، وأن هذا يعني أن على الشيعة أن يأخذوا بهذه الفتوى فيشاركوا في مواكب التطبير التي يقف الخامنئي ضدها!
أما عن السيستاني الذي من المعروف أنه لم تصدر عنه فتوى في هذا الخصوص، فقال إن عدم إصداره الفتوى يعني «الحلية» ويعني أنه يؤيد التطبير! وهاجم كل من قال بعكس ذلك واعتبره كاذباً.
سؤال بريء؛ هل الأحياء من المراجع الذين أصدروا الفتاوى بصحة التطبير يشاركون في العزاء بضرب رؤوسهم بالسيوف؟ وهل يسمحون لأبنائهم بذلك؟!