ينهض صباحاً وهو يشعر بتثاقل عن الاتجاه لما هو مصنف في مخيلته على أنه مثل المعسكر الدراسي الإلزامي، الذي يمضي فيه أكثر من سبع ساعات متواصلة يومياً.. يحمل حقيبته بتأفف ويمضي نحو مدرسته التي سيقضي فيها ساعات طوال عالقاً في فصله الدراسي جالساً يستمع لشرح المدرس الروتيني ويطالع كتبه ودفاتره، لا يدب الحماس فيه إلا حين تعانق عيناه عقارب الساعة التي تقترب من موعد الفسحة المدرسية، حيث وقتها لا يعرف ماذا يفعل فيها؟
هل يتزاحم مع الطلبة في الكافتيريا لشراء الطعام وتناوله؟ أم الجلوس في مجموعات مع أصدقائه أو اللعب أو حل واجبات الحصة القادمة؟ يصادف أنه قد يشرد بذهنه مواسياً نفسه باللعب بعد العودة من المدرسة، يتذكر «الآيباد» و«اللاب توب» الذي يود أن يتجول فيه بين الألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، لكنه يصدم بعد العودة إلى منزله بإلزام أهله له بحل واجباته المدرسية والمذاكرة مجدداً، رغم أنه يأتي منهكاً متعباً يود الراحة بعد أن استنفدت معظم طاقته مع ساعات الدوام الطويل!!
معظم الجيل الحالي، خصوصاً جيل الألفية، لا يميل إلى الدراسة المكثفة والتركيز فيها بدرجة كبيرة، فالنفسية والعقلية التي جاء بها مع نمط الحياة والثقافة جعلت ميوله واهتماماته مختلفة بعض الشيء عن الأجيال السابقة، التي لم تكن خيارات الترفيه متوافره في زمنها، بينما هو يجد معظم ساعات يومه تضيع بين حضور المدرسة والدروس الخصوصية ما بعد المدرسة، مقابل مغريات الترفيه المتعددة أمامه، وهو شيء لابد من الإقرار به تمهيداً لإيجاد نقلة نوعية في نمط التعليم الروتيني إذا ما كانت هناك جدية تامة من قبل المسؤولين في وزارة التربية والتعليم في مواكبة نظم التعليم الحديثة، والتي تكون مساحة التطبيق والأنشطة العملية فيها أكثر من الجانب النظري الروتيني، استمعوا لملاحظات المدرسات وكيف يجدن صعوبة مع الأجيال الحالية في التدريس ودفعهم للتركيز معهن.
لذا نقترح على القائمين بوزارة التربية والتعليم اقتباس تجربة التعليم باللعب المطبقة في الأنظمة التعليمية بالدول الغربية، إلى جانب الاطلاع على النظام المتبع في برنامج ولي العهد التدريبي العملي الصيفي لطلبة المنح الدراسية العالمية، وهو برنامج رائد يغرس بذور العمل الجماعي ويكشف المهارات الإبداعيـــة والقياديـــة للطلبة، حيث يتم تقسيمهم إلى فرق ومجموعات ويطلب من كل فريق حل مهمة رئيسة عن طريق إيجاد مشروع لها، وقد لوحظ من الطلبة المشاركين مدى التفاعل الكبير والتعلق في حضور هذه الورش، وهو أمر يستشفه من يتبادل الحديث معهم وهو يستمع لكم المعلومات التي التقطوها واختزنت لديهم عن طريق هذه الأنشطة التي تجمع بين الدراسة واللعب والعمل.
إن تخصيص حصة أو حصتين لتطبيق تجربة التعليم باللعب لن تقوم سلوك وقدرات الطلبة وتوجد نوعاً من كشف قدراتهم العقلية والابداعية فحسب؛ بل إنها ستعمل على إيجاد نوع من التفاعل الجميل بين الطلبة والمدرسة، وعلاقة تواصل دائمة قد تدفع الطالب لاحتساب الساعات والدقائق للانتظام في المدرسة وانتظار موعد حصص التحدي والإنجاز بعد الحصص النظرية الطويلة.
على سبيل المثال؛ لو خصصت حصة واحدة لتطبيق مناظرة بين مجموعتين من الطلبة عن الدروس التاريخية التي تتم دراستها ضمن المنهج الدراسي، هذه المناظرة لن يشعر الطالب وهو يحضر لها بالاتفاق مع زملائه أنها واجب مدرسي ثقيل على قلبه، بل ستعمل على دفعه للاهتمام بحل الواجبات والمذاكرة تمهيداً للتحضير لها وتحدي وحافز للمشاركة فيها وتبادل النقاش والحوار، بالمقابل غرس ثقافة الحوار الهادف كما ستجعله متعطشاً أكثر للمعرفة والبحث عن الأحداث التاريخية على الإنترنت وفي كتب أخرى غير المدرسية، حتى يطور ثقافته وتتميز مشاركته، إن إضاءة مصباح المعرفة وحبه هو ما تحتاج المدرسة فقط إلى تفعيله في نفوس الطلبة حتى لا تتعب بعدها كثيراً، وهي تبحث عن طرق تدفع الطلبة للإقبال على المناهج التعليمية.
متى ما شعر الطالب أنه جزء من عملية البناء التعليمي عن طريق المشاركة والتعبير، سيساهم هذا في الخروج بأجيال لا تنسى ما درسته وتعلمته فور تخرجها، بل تبني عليه مفاتيح التقدم المستقبلي وتحمله معها كغرس علمي دائم تطبقه في المجال الوظيفي، وحتى على صعيد تطور القدرات الشخصية لديها ويجعلها لا إرادياً تقع في حب مواصلة المطالعة والتعلم لإكمال ما غرس بداخلها، حيث ستجعله وهو متجه إلى المدرسة يشعر وكأنه متجه إلى منزله الآخر فعلاً لا إلى ثكنة عسكرية دراسية لا يتحرك فيها ويتفاعل إلا بالأوامر!
- ملاحظة على التشهير بإحدى المدارس الخاصة بالبحرين:
هذه ملاحظات ننقلها عن أحد أعضاء مجلس إدارة مدرسة المدينة العالمية يقول فيها: المدرسة الخاصة مشروع تجاري اجتماعي ميزانيته تأتي من جيوب المواطن صاحب المشروع دون وجود أي مساعدات من الحكومة ولا من متبرعين، وعلى هذا الأساس لابد أن تكون الربحية أحد الأهداف، هناك عدة شكاوى تأتي من قبل أولياء الأمور نتقبلها بصدر رحب، فهناك من يشتكي من الزحمة وهناك من يشتكي من صوت الجرس، كذلك هناك مشكلة مطالبة الوزارة لنا بأكل صحي مقابل أن أولياء الأمور يريدون طعاماً رخيصاً لأبنائهم، ونحن بين نارين نار قوانين الوزارة ونار إرضاء الأهالي.
لكن المشكلة الأزلية التي نواجهها مع الأهالي هي مشكلة دفع الرسوم، رغم تسهيل طريقة الدفع الشهري، وعندما يتم تذكير الأهالي بدفع الرسوم تثور ثائرتهم ويتهمونك بالتقصير، رغم عدم القيام بفصل أي طالب بسبب تأخر أهله عن دفع الرسوم، حتى أنه يتم السماح لهم بدخول الامتحانات، وبعد مطالبة الأهالي بتسليم الرسوم بعد النتائج يتهربون ولا يريدون استلام الشهادات.
ومن المفارقات أن بعض أولياء الأمور يتجهون مباشرة إلى الوزارة لتقديم الشكاوى دون الرجوع إلى المدرسة أولاً.
إن حقيقة حادثة نسيان طفل لثلاث ساعات بالمدرسة؛ إن الطفل رفض ركوب الباص بادعاء أن أمه سوف تأتي لأخذه، لذلك احتفظت الإدارة بالطفل، وعندما لم تجد الأم ابنها أخذت تشتكي عند الوزارة، وهذا حقها طبعاً، لكن المشكلة عند بدء الوزارة للتحقيق قام مسؤولو إدارة التعليم الخاص بزيارتنا، وكانت المشكلة أن المستشار من جنسية عربية لا يتكلم الإنجليزية والمديرة آسيوية لا تتكلم العربية، وكان التفاهم بينهما صعباً، وتم التوجيه بفصل أربعة من الموظفين نتيجة الإهمال، تم ذلك ونحن لا نعترض على الإجراءات لكن نتحفظ على طريقة التشهير بالمدرسة وإجراءات التحقيق، حيث قال لنا أحد المسؤولين هذه فرصة لكي يعلم الناس أننا نعمل ولكي نخفف الضغط على الوزارة، رغم أنه وقعت حادثة في مدرسة حكومية في نفس الفترة عندما أغلق سائق الباص المستعجل الباب على حقيبة طالبة عند نزولها من الباص مما تسبب لها بجروح، لكن الوزارة تكتمت على الموضوع، وتلك علامة استفهام نطرحها عن آلية نشر حوادث المدارس الخاصة والتشهير في اسمها مقابل التكتم على الحكومية!
{{ article.visit_count }}
هل يتزاحم مع الطلبة في الكافتيريا لشراء الطعام وتناوله؟ أم الجلوس في مجموعات مع أصدقائه أو اللعب أو حل واجبات الحصة القادمة؟ يصادف أنه قد يشرد بذهنه مواسياً نفسه باللعب بعد العودة من المدرسة، يتذكر «الآيباد» و«اللاب توب» الذي يود أن يتجول فيه بين الألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، لكنه يصدم بعد العودة إلى منزله بإلزام أهله له بحل واجباته المدرسية والمذاكرة مجدداً، رغم أنه يأتي منهكاً متعباً يود الراحة بعد أن استنفدت معظم طاقته مع ساعات الدوام الطويل!!
معظم الجيل الحالي، خصوصاً جيل الألفية، لا يميل إلى الدراسة المكثفة والتركيز فيها بدرجة كبيرة، فالنفسية والعقلية التي جاء بها مع نمط الحياة والثقافة جعلت ميوله واهتماماته مختلفة بعض الشيء عن الأجيال السابقة، التي لم تكن خيارات الترفيه متوافره في زمنها، بينما هو يجد معظم ساعات يومه تضيع بين حضور المدرسة والدروس الخصوصية ما بعد المدرسة، مقابل مغريات الترفيه المتعددة أمامه، وهو شيء لابد من الإقرار به تمهيداً لإيجاد نقلة نوعية في نمط التعليم الروتيني إذا ما كانت هناك جدية تامة من قبل المسؤولين في وزارة التربية والتعليم في مواكبة نظم التعليم الحديثة، والتي تكون مساحة التطبيق والأنشطة العملية فيها أكثر من الجانب النظري الروتيني، استمعوا لملاحظات المدرسات وكيف يجدن صعوبة مع الأجيال الحالية في التدريس ودفعهم للتركيز معهن.
لذا نقترح على القائمين بوزارة التربية والتعليم اقتباس تجربة التعليم باللعب المطبقة في الأنظمة التعليمية بالدول الغربية، إلى جانب الاطلاع على النظام المتبع في برنامج ولي العهد التدريبي العملي الصيفي لطلبة المنح الدراسية العالمية، وهو برنامج رائد يغرس بذور العمل الجماعي ويكشف المهارات الإبداعيـــة والقياديـــة للطلبة، حيث يتم تقسيمهم إلى فرق ومجموعات ويطلب من كل فريق حل مهمة رئيسة عن طريق إيجاد مشروع لها، وقد لوحظ من الطلبة المشاركين مدى التفاعل الكبير والتعلق في حضور هذه الورش، وهو أمر يستشفه من يتبادل الحديث معهم وهو يستمع لكم المعلومات التي التقطوها واختزنت لديهم عن طريق هذه الأنشطة التي تجمع بين الدراسة واللعب والعمل.
إن تخصيص حصة أو حصتين لتطبيق تجربة التعليم باللعب لن تقوم سلوك وقدرات الطلبة وتوجد نوعاً من كشف قدراتهم العقلية والابداعية فحسب؛ بل إنها ستعمل على إيجاد نوع من التفاعل الجميل بين الطلبة والمدرسة، وعلاقة تواصل دائمة قد تدفع الطالب لاحتساب الساعات والدقائق للانتظام في المدرسة وانتظار موعد حصص التحدي والإنجاز بعد الحصص النظرية الطويلة.
على سبيل المثال؛ لو خصصت حصة واحدة لتطبيق مناظرة بين مجموعتين من الطلبة عن الدروس التاريخية التي تتم دراستها ضمن المنهج الدراسي، هذه المناظرة لن يشعر الطالب وهو يحضر لها بالاتفاق مع زملائه أنها واجب مدرسي ثقيل على قلبه، بل ستعمل على دفعه للاهتمام بحل الواجبات والمذاكرة تمهيداً للتحضير لها وتحدي وحافز للمشاركة فيها وتبادل النقاش والحوار، بالمقابل غرس ثقافة الحوار الهادف كما ستجعله متعطشاً أكثر للمعرفة والبحث عن الأحداث التاريخية على الإنترنت وفي كتب أخرى غير المدرسية، حتى يطور ثقافته وتتميز مشاركته، إن إضاءة مصباح المعرفة وحبه هو ما تحتاج المدرسة فقط إلى تفعيله في نفوس الطلبة حتى لا تتعب بعدها كثيراً، وهي تبحث عن طرق تدفع الطلبة للإقبال على المناهج التعليمية.
متى ما شعر الطالب أنه جزء من عملية البناء التعليمي عن طريق المشاركة والتعبير، سيساهم هذا في الخروج بأجيال لا تنسى ما درسته وتعلمته فور تخرجها، بل تبني عليه مفاتيح التقدم المستقبلي وتحمله معها كغرس علمي دائم تطبقه في المجال الوظيفي، وحتى على صعيد تطور القدرات الشخصية لديها ويجعلها لا إرادياً تقع في حب مواصلة المطالعة والتعلم لإكمال ما غرس بداخلها، حيث ستجعله وهو متجه إلى المدرسة يشعر وكأنه متجه إلى منزله الآخر فعلاً لا إلى ثكنة عسكرية دراسية لا يتحرك فيها ويتفاعل إلا بالأوامر!
- ملاحظة على التشهير بإحدى المدارس الخاصة بالبحرين:
هذه ملاحظات ننقلها عن أحد أعضاء مجلس إدارة مدرسة المدينة العالمية يقول فيها: المدرسة الخاصة مشروع تجاري اجتماعي ميزانيته تأتي من جيوب المواطن صاحب المشروع دون وجود أي مساعدات من الحكومة ولا من متبرعين، وعلى هذا الأساس لابد أن تكون الربحية أحد الأهداف، هناك عدة شكاوى تأتي من قبل أولياء الأمور نتقبلها بصدر رحب، فهناك من يشتكي من الزحمة وهناك من يشتكي من صوت الجرس، كذلك هناك مشكلة مطالبة الوزارة لنا بأكل صحي مقابل أن أولياء الأمور يريدون طعاماً رخيصاً لأبنائهم، ونحن بين نارين نار قوانين الوزارة ونار إرضاء الأهالي.
لكن المشكلة الأزلية التي نواجهها مع الأهالي هي مشكلة دفع الرسوم، رغم تسهيل طريقة الدفع الشهري، وعندما يتم تذكير الأهالي بدفع الرسوم تثور ثائرتهم ويتهمونك بالتقصير، رغم عدم القيام بفصل أي طالب بسبب تأخر أهله عن دفع الرسوم، حتى أنه يتم السماح لهم بدخول الامتحانات، وبعد مطالبة الأهالي بتسليم الرسوم بعد النتائج يتهربون ولا يريدون استلام الشهادات.
ومن المفارقات أن بعض أولياء الأمور يتجهون مباشرة إلى الوزارة لتقديم الشكاوى دون الرجوع إلى المدرسة أولاً.
إن حقيقة حادثة نسيان طفل لثلاث ساعات بالمدرسة؛ إن الطفل رفض ركوب الباص بادعاء أن أمه سوف تأتي لأخذه، لذلك احتفظت الإدارة بالطفل، وعندما لم تجد الأم ابنها أخذت تشتكي عند الوزارة، وهذا حقها طبعاً، لكن المشكلة عند بدء الوزارة للتحقيق قام مسؤولو إدارة التعليم الخاص بزيارتنا، وكانت المشكلة أن المستشار من جنسية عربية لا يتكلم الإنجليزية والمديرة آسيوية لا تتكلم العربية، وكان التفاهم بينهما صعباً، وتم التوجيه بفصل أربعة من الموظفين نتيجة الإهمال، تم ذلك ونحن لا نعترض على الإجراءات لكن نتحفظ على طريقة التشهير بالمدرسة وإجراءات التحقيق، حيث قال لنا أحد المسؤولين هذه فرصة لكي يعلم الناس أننا نعمل ولكي نخفف الضغط على الوزارة، رغم أنه وقعت حادثة في مدرسة حكومية في نفس الفترة عندما أغلق سائق الباص المستعجل الباب على حقيبة طالبة عند نزولها من الباص مما تسبب لها بجروح، لكن الوزارة تكتمت على الموضوع، وتلك علامة استفهام نطرحها عن آلية نشر حوادث المدارس الخاصة والتشهير في اسمها مقابل التكتم على الحكومية!