الذين قتلهم حزب الله جراء عملياته الإرهابية خارج حدود الدولة اللبنانية، وما قتل من اللبنانيين خلال الحرب الداخلية وما بعدها، وما قتل من أبناء الطائفة الشيعية في حربه مع حركة أمل، في معارك إقليم التفاح سنة 1990م تحديداً، يفوق مئات بل آلاف المرات عدد جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا في الحرب مع حزب الله.
لهذا فإن مثل هذا الحزب يصعب على إيران استنساخه في اليمن طالما أن نسخه السابقة في الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية قد فشلت فشلاً ذريعاً. ثم إن الساحة اليمنية ليس فيها ما يعطي النظام الإيراني من المبررات التي تستوجب استنساخ «حزب الله»، فالشعب اليمني الذي اختار الوحدة بملء أرادته لا يمكن أن يعود إلى الفرقة والتمزق بعد أن جرب السياسات والفتن التي خلفها الاحتلال البريطاني بين أبنائه، كما إن الادعاء بوجود اضطهاد طائفي في اليمن أمر لا يمكن إقناع أحد به كونه أمراً يثير الضحك، فكيف يشكوا الحوثيون من اضطهاد طائفي، وأغلب من حكم اليمن كانوا من أبناء الشيعة «الزيدية»، وأن المذهب الرسمي للبلاد هو المذهب الزيدي الذي يدعي الحوثيون أنهم ينتمون إليه؟.
إذاً ما هي التجربة المناسبة التي يمكن استنساخها في اليمن لتقوم على تحقيق الهدف الإيراني؟
بمراجعة بسيطة لقراءة التوجهات السياسية لبعض البلدان الخليجية التي أعلنت عن رغبتها في دخول اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي بهدف إعادة التوازن مع إيران بعد غياب العراق، يتضح كيف أن النظام الإيراني قد أدرك خطورة دخول اليمن إلى هذا المجلس، وذلك لما يمتلكه اليمن من تاريخ وإرث حضاري وطاقات بشرية وموقع جغرافي استراتيجي، حيث دخول اليمن إلى جانب المملكة العربية السعودية قادر على إعادة التوازن إلى منطقة الخليج العربي، لهذا كان لابد من إدخال اليمن في صراعات داخلية تمنعه من دخول مجلس التعاون الخليجي أو حتى تشكيل تحالف قوي مع المملكة العربية السعودية، والتي أصبحت رأس الحربة في مواجهة التآمر الإيراني.
لذا كان استنساخ «جيش المهدي» وإعطائه تسمية أخرى «الحوثيون»، خير وسيلة لإشعال الفتنة ونشر الفوضى والخراب في اليمن، وذلك بعد أن أثبتت تجربة جيش المهدي في العراق بأنها تجربة ناجحة في هذا المجال، ومن الأمور الدالة على صحة الترابط بين هذا الناسخ «جيش المهدي» والمنسوخ «الحوثيون»، هي التصريحات التي كان أدلى بها زعيم جيش المهدي مقتدى الصدر بتاريخ 25 مايو 2007، والتي اتهم فيها السلطات اليمنية بارتكاب انتهاكات ضد المتمردين الحوثيين «وصلت حد استخدام الأسلحة المحرمة» على حد زعمه، وطالب فيها بتدخل دولي في اليمن.
وبعد الاتهام الذي وجهه الرئيس اليمني آنذاك علي عبدالله صالح في 9/9/2009، لزعيم جيش المهدي مقتدى الصدر من أنه وجهة إيرانية لدعم جماعة الحوثيين، وقد اعترف الشيخ صلاح العبيدي، الناطق باسم التيار الصدري، قائلاً: «حاولنا التدخل بوساطة في اليمن لإنهاء الأزمة»، مدعياً «أن كل ما قمنا به هو وساطة لحقن الدماء». ولا ندري كيف غابت هذه اللفتة الإنسانية الكريمة عن بال الشيخ العبيدي وزعيم التيار الصدري، ولم يسعوا إلى حقن الدماء العراقية البريئة التي أرقيت بأيادي جيش المهدي السفاح؟.
لقــــد كانـــت النعجـــة البريطانيــــة «دولــــــي» (5 يوليــو 1996 - 14 فبراير 2003) أول حيــــوان يتم استنساخه، ورغم العناية الفائقة التي لقيتها «دولــــي» إلا أنها لم تعش سوى ست سنـــوات وبضعة أشهر، وقد فارقت الحياة بأسلوب القتل الرحيم بعد أن أظهرت الفحوص البيطرية أنها مصابة بمرض «صدري!». وهذا دليل على أن الكائن المستٌنسخ لا يعيش طويلاً، خصوصاً عندما يكون بقاءه مرهون باستمرار وصول الترياق الإيراني. وهذا الأمر لا يخص الحوثيين وحدهم بل يشمل الغوغائيين في البحرين وآخرين أيضاً.
لهذا فإن مثل هذا الحزب يصعب على إيران استنساخه في اليمن طالما أن نسخه السابقة في الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية قد فشلت فشلاً ذريعاً. ثم إن الساحة اليمنية ليس فيها ما يعطي النظام الإيراني من المبررات التي تستوجب استنساخ «حزب الله»، فالشعب اليمني الذي اختار الوحدة بملء أرادته لا يمكن أن يعود إلى الفرقة والتمزق بعد أن جرب السياسات والفتن التي خلفها الاحتلال البريطاني بين أبنائه، كما إن الادعاء بوجود اضطهاد طائفي في اليمن أمر لا يمكن إقناع أحد به كونه أمراً يثير الضحك، فكيف يشكوا الحوثيون من اضطهاد طائفي، وأغلب من حكم اليمن كانوا من أبناء الشيعة «الزيدية»، وأن المذهب الرسمي للبلاد هو المذهب الزيدي الذي يدعي الحوثيون أنهم ينتمون إليه؟.
إذاً ما هي التجربة المناسبة التي يمكن استنساخها في اليمن لتقوم على تحقيق الهدف الإيراني؟
بمراجعة بسيطة لقراءة التوجهات السياسية لبعض البلدان الخليجية التي أعلنت عن رغبتها في دخول اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي بهدف إعادة التوازن مع إيران بعد غياب العراق، يتضح كيف أن النظام الإيراني قد أدرك خطورة دخول اليمن إلى هذا المجلس، وذلك لما يمتلكه اليمن من تاريخ وإرث حضاري وطاقات بشرية وموقع جغرافي استراتيجي، حيث دخول اليمن إلى جانب المملكة العربية السعودية قادر على إعادة التوازن إلى منطقة الخليج العربي، لهذا كان لابد من إدخال اليمن في صراعات داخلية تمنعه من دخول مجلس التعاون الخليجي أو حتى تشكيل تحالف قوي مع المملكة العربية السعودية، والتي أصبحت رأس الحربة في مواجهة التآمر الإيراني.
لذا كان استنساخ «جيش المهدي» وإعطائه تسمية أخرى «الحوثيون»، خير وسيلة لإشعال الفتنة ونشر الفوضى والخراب في اليمن، وذلك بعد أن أثبتت تجربة جيش المهدي في العراق بأنها تجربة ناجحة في هذا المجال، ومن الأمور الدالة على صحة الترابط بين هذا الناسخ «جيش المهدي» والمنسوخ «الحوثيون»، هي التصريحات التي كان أدلى بها زعيم جيش المهدي مقتدى الصدر بتاريخ 25 مايو 2007، والتي اتهم فيها السلطات اليمنية بارتكاب انتهاكات ضد المتمردين الحوثيين «وصلت حد استخدام الأسلحة المحرمة» على حد زعمه، وطالب فيها بتدخل دولي في اليمن.
وبعد الاتهام الذي وجهه الرئيس اليمني آنذاك علي عبدالله صالح في 9/9/2009، لزعيم جيش المهدي مقتدى الصدر من أنه وجهة إيرانية لدعم جماعة الحوثيين، وقد اعترف الشيخ صلاح العبيدي، الناطق باسم التيار الصدري، قائلاً: «حاولنا التدخل بوساطة في اليمن لإنهاء الأزمة»، مدعياً «أن كل ما قمنا به هو وساطة لحقن الدماء». ولا ندري كيف غابت هذه اللفتة الإنسانية الكريمة عن بال الشيخ العبيدي وزعيم التيار الصدري، ولم يسعوا إلى حقن الدماء العراقية البريئة التي أرقيت بأيادي جيش المهدي السفاح؟.
لقــــد كانـــت النعجـــة البريطانيــــة «دولــــــي» (5 يوليــو 1996 - 14 فبراير 2003) أول حيــــوان يتم استنساخه، ورغم العناية الفائقة التي لقيتها «دولــــي» إلا أنها لم تعش سوى ست سنـــوات وبضعة أشهر، وقد فارقت الحياة بأسلوب القتل الرحيم بعد أن أظهرت الفحوص البيطرية أنها مصابة بمرض «صدري!». وهذا دليل على أن الكائن المستٌنسخ لا يعيش طويلاً، خصوصاً عندما يكون بقاءه مرهون باستمرار وصول الترياق الإيراني. وهذا الأمر لا يخص الحوثيين وحدهم بل يشمل الغوغائيين في البحرين وآخرين أيضاً.