توقفت قبل أيام أمام كلمات قالها العلامة اللبناني الشيعــــي السيد علي الأمين تتعلـــق بمناسبــــة عاشوراء، وهي للأمانة كلمات تلامس العقل والمنطق معاً، فقد قال: «لا يريد الإمام الحسيـــن أكفاً تلطم الصدور، وإنما يريد أكفاً تتصافح، ونفوساً تتسامح».
وقال أيضاً: «الحسين ليس ثأراً لبني هاشم، وليس ثأراً لطائفة أو مذهب، والذين قتلوه أصبحوا في محكمة الله تعالى، والله خير الحاكمين».
وقال الأمين أيضاً: «الإمام الحسين لا يريد اللافتات السوداء، وإنما يريد القلوب البيضاء، ما قيمة دمع تذرفه لا يغسل حقداً على أخيك، وما قيمة صدر تلطمه وصدرك مملوء غيظاً على من لا يؤمن بمشروعك»؟
هذا رجل دين شيعي يملك العلم، ويقول كلاماً عاقلاً، كلاماً يجب أن يسمعه الجميع ممن حولوا مناسبة عاشوراء إلى مناسبة لإيغال الصدور والتحريض، والشتم، وضرب الوحدة الوطنية في الدول.
من قال الكلام السابق ليس شخصاً من خارج المذهب الشيعي، وإنما من داخل المذهب، وليس رجلاً من العامة، بل من علماء الشيعة الذين يقولون كلاماً معتدلاً، يجعلك تحترمه، وإن كنت من دين آخر أو مذهب آخر.
ليت من يكتبون لافتات الشتائم والوعيد والانتقام والشحن الطائفي في البحرين، ومن يقسمون الناس إلى معسكرين؛ معسكر يزيد ومعسكر الحسين، كما قال عيسى قاسم ذات مرة في ذات المناسبة، (لكنه قبل أيام غير خطابه).. ليتهم يسمعون خطاب الأمين العاقل.
في ذات سياق فعاليات عاشوراء بالبحرين، فقد صدر خبر من وزارة الداخلية أمس يقول: «تم القبض على 6 أشخاص ممن شاركوا في طابور عسكري (أمس الأول) بالمنامة، وقالت الداخلية إنه فور تلقي البلاغ بالواقعة انتقلت فرقة مختصة وقامت باتخاذ الإجراءات اللازمة، وأنه تتم استكمال الإجراءات القانونية اللازمة».
إن كانت وزارة الداخلية قد اتخذت إجراءات حيال (الطابور العسكري) فإنها تعلم، ونحن نعلم، أن هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه العروض، والصور موجودة، لكن يبدو أن الأجهزة المختصة للمرة الأولى تتخذ إجراءات حيال هذه العروض، أو أنها أول مرة تعلن عن أنها اتخذت إجراءات.
هل هذه عاشوراء؟ هل هذه المناسبة الدينية الروحانية التي يجب أن تخرج منها خطابات توحد ولا تفرق، وخطابات تنتصر لمبادئ وقيم سيدنا الحسين رضي الله عنه؟
الخبر يقول «طابور عسكري» بينما تم القبض على 6 أشخاص؟
فهل الطابور من 6 أشخاص، أم ماذا؟
في ذات السياق وجه النائب الفاضل عبدالله بن حويل سؤالاً لوزير الداخلية عن هذه العروض العسكرية التي تنظمها جهات تنتمي إلى خلايا حزب الله.
أصابنا التعب، والإرهاق، ونحن نسأل عن القانون، ونسأل عن تطبيق القانون. عروض عسكرية ودولة داخل الدولة، واستنساخ لحالة لبنان المريرة، فإلى متى يحدث ذلك؟
يجب أن يطبق القانون على كل من شارك في الطابور العسكري، وليس 6 أشخاص، هذا الذي يجب أن يحدث، فهم مجندون لهذا العمل.
لكن السؤال هنا؛ إلى من يوجه هذا التنظيم العسكري أياديه؟
هل هو ضد الدولة، أم ضد بقية المجتمع، أم ضد الاثنين معاً؟
في الحالتين كارثة ومأساة، وإن كانت الداخلية قد قبضت على 6 أشخاص فيجب أن نعرف من خلف هذه التنظيمات، وكم تنظيماً عسكرياً آخر موجوداً.
لنقل لكم شيئاً في خاطر أغلبية المواطنين، والله يا دولة تعبنا من كلمة تطبيق القانون، هذا القانون الذي يشبه الرسوم المتحركة (كاسبر) شفاف ولا تعرف له لوناً ويختفي فجأة ويخرج فجأة..!
طبقوا القانون، أزيلوا كل التنظيمات التي هي خارج القانون، من هذه الجماعة أم من تلك، تعبنا ونحن ننادي بتطبيق القانون، لكن القانون يختفي أحياناً، حتى وصلنا للعروض العسكرية لحزب الشيطان وبشكل علني سافر.. فإلى متى يا دولة..؟
** إنجازات إدارة مكافحة المخدرات
إذا كنا نتكلم عن بعض القصور وبلغة النقد لبعض الأمور، فإن من واجبنا كذلك أن نشيد ونبرز الإنجازات التي تحدث في أي جهة خاصة إن كان الإنجاز وطنياً.
ما قامت به إدارة مكافحة المخدرات في العملية الأخيرة التي أعلن عنها يعد إنجازاً كبيراً لوزارة الداخلية، وللوزير الفاضل الشيخ راشد بن عبدالله، فقد قام رجال الأمن بضبط عملية كبيرة جداً تقدر قيمتها بمليوني دينار، وكانت تستهدف البحرين ودول الخليج وخاصة الكويت.
فقد كان رجال إدارة المخدرات يراقبون العملية لمدة 6 أشهر حتى أحكموا العملية وضبطوا كل أطراف العملية والرؤوس الكبيرة.
كل الشكر لمدير إدارة المخدرات الأخ مبارك بن حويل، وإلى رجال الإدارة على جهودهم، فيجب تكريم من قام بهذا العمل، وشكره، وتحفيزه للعمل، المخدرات أصبحت داءً كبيراً يعصف بالمجتمع، وكل جهد لمكافحتها هو جهد مشكور.