دائرة الزمن تدور، وهاهو علي سلمان يعود لنفس المكان الذي طرده منه سعيد الشهابي قبل قرابة عقدين من الزمان يستجدي النجدة!
«دار الحكمة» في لندن، مؤسسة تابعة لحركة «أحرار البحرين» غير المرخصة التي هي أساساً صناعة إيرانية، مؤسسوها أشخاص بينهم معارضون حاليون ومن يفترض كونهم سابقين، يرأسهم سعيد الشهابي السفير الإيراني المعتمد لشؤون البحرين، كان معه ولا يزال –حسبما يتردد- في مجلس الإدارة معارض سابق ووزير سابق ورئيس تحرير.
هذه «الدار» التي تقوم بدور «بيوت الشباب» باستضافة بحرينيين راضٍ عنهم الشهابي فيوفر لهم السكن والإقامة والصرف وحتى طلبات اللجوء والإقامة، هذه الدار استضافت أمين عام الوفاق علي سلمان قبل أيام ليتحدث عن «النصر الحتمي»!
سلمان عاد إلى «بيت الطاعة» الذي طرد منه الشهابي، إذ حينما كان مناضل الوفاق شاباً صغيراً ومعه مجموعة هي اليوم عناصر وفاقية وأصبحوا نواباً في البرلمان، كانوا حينها في لندن تحت إمرة ومسؤولية الشهابي، لكنهم ارتكبوا خطأ فادحاً حينما قالوا للشهابي يومها إن «القيادات والمرجعيات الدينية في البحرين تريد أن تعرف مصدر أمواله ودخله الذي يصرف منه على «أحرار البحرين» وعليهم»، فكان بالشهابي أن أشار لهم إلى الباب طارداً إياهم خارجاً، فتحول سلمان لخطيب متجول في المساجد والتجمعات في لندن وخارجها، وبعض من معه بحثوا عن أعمال ووصل بأحدهم «أصبح عضواً برلمانياً لاحقاً» أن عمل كسائق تاكسي!
حينما دشن جلالة الملك مشروعه الإصلاحي ودعا من في الخارج للعودة والعمل في الداخل، عاد سعيد الشهابي باعتباره قائد المعارضة إلى البحرين ليتسيد المشهد، لكنه فوجئ بـ«الشباب» الذين صرف عليهم وأخذهم تحت جناحه «قبل طردهم» بأنهم هم متسيدو المشهد وأن لا موقع له من الإعراب، حتى الصحيفة التي أراد رئاسة تحريرها بناء على خبرته السابقة برئاسة تحرير مجلة «العالم» الإيرانية لقرابة عقد من الزمان، حتى هذه الصحيفة مُنحت سلفاً لتلميذه السابق وشريكه في تأسيس «أحرار البحرين»، فما كان منه إلا العودة إلى لندن والعمل من هناك على شق الوفاق ونزع حسن مشيمع والسنكيس منها.
اليوم يعود علي سلمان ليستنجد بالشهابي، لا استنجاداً ضد النظام البحريني بقدر ما هو استنجاد ليوقف هجوم أتباعه وأنصاره على الوفاق وأمينها العام وعناصرها، ففي مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من يهاجم الوفاق اليوم هم أتباع الشهابي المتبنون لشعار إسقاط النظام وتوصيف العائلة الحاكمة بأنهم «غزاة».
يبدو واضحاً أن هناك محاولات ترضية، إذ صراخ خليل مرزوق بنفس كلمات الشهابي في وقت يجلس فيه سلمان على طاولة أمام الشهابي والأخير واضعاً رجلاً على رجل، لا يفسر إلا بأنه محاولة احتواء لجماعة تقل عن الوفاق عدداً، لكنها تفوق الوفاق في تأثيرها على الشباب والشارع المنفلت وبسهولة تدفعهم للتحريق والتخريب وممارسة الإرهاب.
تابعنا حديث سلمان في اللقاء، والمثير في اللقاء ليس كلام سلمان الذي لم يكن فيه جديد سوى محاولات توسل الصمود باعتبار أن «النصر» قادم، بل المثير عدد الذين خرجوا من البحرين ليستقروا في لندن، وهي حالة تبعث على التساؤل بشأن المصاريف الكبيرة التي يتكفلها سعيد الشهابي للصرف عليهم وإعاشتهم! طبعاً البركة في الأموال الإيرانية!
واضح جداً بأن الشهابي لم يرد «حرق» علي سلمان رغم سهولة ذلك، كان يكفي سؤاله فقط عن «إسقاط النظام» هذا الشعار الذي «تنكرت» له الوفاق، رغم أن أتباع الشهابي طرحوا المسألة في ظل محاولة غريبة لقمع رأيهم، ربما لعدم إحراج ضيفهم، مثل موسى عبدعلي وعلي مشيمع، والأخير كانت مداخلته محرجة تماماً لأمين عام الوفاق الذي لف وناور.
الفيديو الموجود على «اليوتيوب» يكشف الكثير من الشخصية «المزدوجة» التي يحاول علي سلمان التمثل بها، حديثه يختلف حينما يجلس مع عناصر تمثل النظام، وحديثه يختلف حينما يخاطب جمهور الوفاق في مواقعهم داخل القرى، وحديثه يختلف تماماً حينما يتحدث مع أنصار سعيد الشهابي، وواضح أن الرجل أخذ يحاول مخاطبتهم بما يستجلب تعاطفهم، فخرج عن هدوئه ولم يحسب كلماته حينما تحدث عن النظام ورموز الحكم في البحرين، وكشف في نقطة هامة بأن الهدف ليس دولة مدنية يعيش فيها السنة والشيعة معاً، بل استمرار محاولة إسقاط النظام بأي شكل كان.
حتى «تكتيك» الوفاق للحوار كشفه سلمان في بيان «خطير» جداً يتوجب أن يتمعن فيه من يظن بأنه يمكن الوثوق بالوفاق ولو بنسبة 1%، وذلك حينما قال إن «أي طرف لا يمكنه «سحق» الآخر سيلجأ للحوار»، ضارباً مثلاً بالدولة وبموازاتها ضارباً مثلاً بالمعارضة متمثلة بالوفاق، ما يعني بتفسير العبارة أنه «لو تأتى للوفاق ومن معها إسقاط النظام وترحيل العائلة الحاكمة أو تصفيتها لما قبلوا بالتحاور أو حتى التفاهم أصلاً»!
كل ما قاله وركز عليه بأن النصر قادم، وأن الوفاق في حالة أقوى، وهذا كلام ينفيه الواقع وتنسفه ردود الفعل الغاضبة من شارع الوفاق الذي ضاع وتاه بسبب الطموح «الانقلابي» المستمر.
علـــي سلمان يحاول استمالة الشهابي وكسب تعاطفه ليوقف الهجوم عليه والاستهزاء به، وفي البحرين خليل مرزوق يحاول أن يسجن نفسه عبر شتم النظام والتطاول على القانون، إذ يبدو أن «الجماعة» لم يعودوا يمتلكـــون القدرة في استغلال مزيد من الناس ليتاجروا بدمائهم وجثثهم وحان الوقت لاستخدام أنفسهم كقضايا يتاجرون بها.
الخلاصة، علي سلمان قال «صامدون» و«منتصرون» وإن الوفاق لن تشارك في انتخابات 2014، ونحن نقول ننتظر ونشوف!
اتجاه معاكس:
سؤال للإخوة في وزارة العدل وأتمنى الحصول على إجابة.
لو كتبت هنا أو في وسيلة للتواصل الاجتماعي أو تكلمت في ندوة عامة بأن «القانون تحت قدمي»، فماذا ستكون عقوبتي بحسب ما ينص عليه القانون؟!
أفيدونا أفادكم الله!
«دار الحكمة» في لندن، مؤسسة تابعة لحركة «أحرار البحرين» غير المرخصة التي هي أساساً صناعة إيرانية، مؤسسوها أشخاص بينهم معارضون حاليون ومن يفترض كونهم سابقين، يرأسهم سعيد الشهابي السفير الإيراني المعتمد لشؤون البحرين، كان معه ولا يزال –حسبما يتردد- في مجلس الإدارة معارض سابق ووزير سابق ورئيس تحرير.
هذه «الدار» التي تقوم بدور «بيوت الشباب» باستضافة بحرينيين راضٍ عنهم الشهابي فيوفر لهم السكن والإقامة والصرف وحتى طلبات اللجوء والإقامة، هذه الدار استضافت أمين عام الوفاق علي سلمان قبل أيام ليتحدث عن «النصر الحتمي»!
سلمان عاد إلى «بيت الطاعة» الذي طرد منه الشهابي، إذ حينما كان مناضل الوفاق شاباً صغيراً ومعه مجموعة هي اليوم عناصر وفاقية وأصبحوا نواباً في البرلمان، كانوا حينها في لندن تحت إمرة ومسؤولية الشهابي، لكنهم ارتكبوا خطأ فادحاً حينما قالوا للشهابي يومها إن «القيادات والمرجعيات الدينية في البحرين تريد أن تعرف مصدر أمواله ودخله الذي يصرف منه على «أحرار البحرين» وعليهم»، فكان بالشهابي أن أشار لهم إلى الباب طارداً إياهم خارجاً، فتحول سلمان لخطيب متجول في المساجد والتجمعات في لندن وخارجها، وبعض من معه بحثوا عن أعمال ووصل بأحدهم «أصبح عضواً برلمانياً لاحقاً» أن عمل كسائق تاكسي!
حينما دشن جلالة الملك مشروعه الإصلاحي ودعا من في الخارج للعودة والعمل في الداخل، عاد سعيد الشهابي باعتباره قائد المعارضة إلى البحرين ليتسيد المشهد، لكنه فوجئ بـ«الشباب» الذين صرف عليهم وأخذهم تحت جناحه «قبل طردهم» بأنهم هم متسيدو المشهد وأن لا موقع له من الإعراب، حتى الصحيفة التي أراد رئاسة تحريرها بناء على خبرته السابقة برئاسة تحرير مجلة «العالم» الإيرانية لقرابة عقد من الزمان، حتى هذه الصحيفة مُنحت سلفاً لتلميذه السابق وشريكه في تأسيس «أحرار البحرين»، فما كان منه إلا العودة إلى لندن والعمل من هناك على شق الوفاق ونزع حسن مشيمع والسنكيس منها.
اليوم يعود علي سلمان ليستنجد بالشهابي، لا استنجاداً ضد النظام البحريني بقدر ما هو استنجاد ليوقف هجوم أتباعه وأنصاره على الوفاق وأمينها العام وعناصرها، ففي مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من يهاجم الوفاق اليوم هم أتباع الشهابي المتبنون لشعار إسقاط النظام وتوصيف العائلة الحاكمة بأنهم «غزاة».
يبدو واضحاً أن هناك محاولات ترضية، إذ صراخ خليل مرزوق بنفس كلمات الشهابي في وقت يجلس فيه سلمان على طاولة أمام الشهابي والأخير واضعاً رجلاً على رجل، لا يفسر إلا بأنه محاولة احتواء لجماعة تقل عن الوفاق عدداً، لكنها تفوق الوفاق في تأثيرها على الشباب والشارع المنفلت وبسهولة تدفعهم للتحريق والتخريب وممارسة الإرهاب.
تابعنا حديث سلمان في اللقاء، والمثير في اللقاء ليس كلام سلمان الذي لم يكن فيه جديد سوى محاولات توسل الصمود باعتبار أن «النصر» قادم، بل المثير عدد الذين خرجوا من البحرين ليستقروا في لندن، وهي حالة تبعث على التساؤل بشأن المصاريف الكبيرة التي يتكفلها سعيد الشهابي للصرف عليهم وإعاشتهم! طبعاً البركة في الأموال الإيرانية!
واضح جداً بأن الشهابي لم يرد «حرق» علي سلمان رغم سهولة ذلك، كان يكفي سؤاله فقط عن «إسقاط النظام» هذا الشعار الذي «تنكرت» له الوفاق، رغم أن أتباع الشهابي طرحوا المسألة في ظل محاولة غريبة لقمع رأيهم، ربما لعدم إحراج ضيفهم، مثل موسى عبدعلي وعلي مشيمع، والأخير كانت مداخلته محرجة تماماً لأمين عام الوفاق الذي لف وناور.
الفيديو الموجود على «اليوتيوب» يكشف الكثير من الشخصية «المزدوجة» التي يحاول علي سلمان التمثل بها، حديثه يختلف حينما يجلس مع عناصر تمثل النظام، وحديثه يختلف حينما يخاطب جمهور الوفاق في مواقعهم داخل القرى، وحديثه يختلف تماماً حينما يتحدث مع أنصار سعيد الشهابي، وواضح أن الرجل أخذ يحاول مخاطبتهم بما يستجلب تعاطفهم، فخرج عن هدوئه ولم يحسب كلماته حينما تحدث عن النظام ورموز الحكم في البحرين، وكشف في نقطة هامة بأن الهدف ليس دولة مدنية يعيش فيها السنة والشيعة معاً، بل استمرار محاولة إسقاط النظام بأي شكل كان.
حتى «تكتيك» الوفاق للحوار كشفه سلمان في بيان «خطير» جداً يتوجب أن يتمعن فيه من يظن بأنه يمكن الوثوق بالوفاق ولو بنسبة 1%، وذلك حينما قال إن «أي طرف لا يمكنه «سحق» الآخر سيلجأ للحوار»، ضارباً مثلاً بالدولة وبموازاتها ضارباً مثلاً بالمعارضة متمثلة بالوفاق، ما يعني بتفسير العبارة أنه «لو تأتى للوفاق ومن معها إسقاط النظام وترحيل العائلة الحاكمة أو تصفيتها لما قبلوا بالتحاور أو حتى التفاهم أصلاً»!
كل ما قاله وركز عليه بأن النصر قادم، وأن الوفاق في حالة أقوى، وهذا كلام ينفيه الواقع وتنسفه ردود الفعل الغاضبة من شارع الوفاق الذي ضاع وتاه بسبب الطموح «الانقلابي» المستمر.
علـــي سلمان يحاول استمالة الشهابي وكسب تعاطفه ليوقف الهجوم عليه والاستهزاء به، وفي البحرين خليل مرزوق يحاول أن يسجن نفسه عبر شتم النظام والتطاول على القانون، إذ يبدو أن «الجماعة» لم يعودوا يمتلكـــون القدرة في استغلال مزيد من الناس ليتاجروا بدمائهم وجثثهم وحان الوقت لاستخدام أنفسهم كقضايا يتاجرون بها.
الخلاصة، علي سلمان قال «صامدون» و«منتصرون» وإن الوفاق لن تشارك في انتخابات 2014، ونحن نقول ننتظر ونشوف!
اتجاه معاكس:
سؤال للإخوة في وزارة العدل وأتمنى الحصول على إجابة.
لو كتبت هنا أو في وسيلة للتواصل الاجتماعي أو تكلمت في ندوة عامة بأن «القانون تحت قدمي»، فماذا ستكون عقوبتي بحسب ما ينص عليه القانون؟!
أفيدونا أفادكم الله!