عندما تكون كلمة نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الديهي في حفل تكريم طلاب الوفاق من أولها حتى آخرها تسقيط وازدراء وتحقير الدولة في عيون خريجيهم الذين درسوا على نفقة الدولة من الابتدائي حتى مراحل الجامعة، فإنه بالتأكيد ليس حفل تكريم بل حفل تدشين لمليشيات يتم إعدادها للتغلغل في الدولة لتنفيذ المخطط الوفاقي للاستيلاء على الحكم، وذلك عندما يكون 820 خريجاً لبسوا «بالطو» يحمل هوية وشعار الوفاق، نعم.. ليس تكريماً بل تدشين قواعد ترتكز عليها الوفاق في المؤامرات الانقلابية القادمة، وألغاماً تطعم بها أرض البحرين.. حيث لم تقتصر جهود قادة الإرهاب وأنشطتهم على بث الحقد والكراهية في قلوب أبنائهم في المآتم والحوزات والمدارس بل صار غرس الكراهية وتعزيز الانتقام وتفعيل الثأر في نفوسهم في كل مناسبة في حياتهم، من فوق المنابر وفي الندوات، حتى حفلات تكريم الابتدائي، حيث احتوى هذا الحفل المراحل كافة، وهو الحفل السابع.
«الظالمـــون يميـــزون بيـــن المتفوقيـــن ويحرمونهم مــن البعثــات علــى أســاس طائفي، لأن لدى هؤلاء المسؤولين عقدة في الحقارة. فسروا لي كيف أن أصحاب المعدلات الكبيرة يحرمون من البعثات، فسروا لي ما هذا السلوك.. غير أن يكون انحطاطاً ودونية من لدى الآخرين في فهمهم لهذا الوطن.. إنه انحطاط وعقدة من تفوق الآخرين، هم يكرهون أننا نتفوق، عمدوا للفصل من المدارس والجامعات، عمدوا لخلق أجواء نفسية محبطة، هم هكذا لأن لديهم عقدة ونقصاً» هذا يسير من كثير احتوت عليه كلمة الوفاق للمتفوقين، فماذا إذاً تتوقعون من أجيالها؟ ماذا تتوقعون من عقول خريجين حشيت جماجمهم وعروقهم ودماءهم بالحقد والثأر والمظلومية؟ وماذا سيفعلون إذا ما تسلموا أمانة أرض ومال وعرض ونفوس؟ هؤلاء الخريجون الذين أنفقــت عليهــم الدولـة طائل الأموال من بعثات وزارة التربية إلى برامج الابتعاث التي يتبناها الحكم، والذي اختصهم بأفضل الجامعات وأندر التخصصات، فإذا بكل هذا لم يثمر في عيونهم بل طعنوا قلب الدولة واشتراكهـــم في قلب الحكم، ولكن مـــع الأسف لم تستوعب الدولة الدرس وعادوا إلى مقاعدهم مكرّمين مكافئين، ويتوالى الخريجون، ويتوالى الابتعاث وتستمر الدولة في سخائها وعطائها!!
«لكن رغم ذلك فإنه لا يجدي نفعاً معنا ومع أولئك الذين اتخذوا من إيمانهم وصلابتهم سلوكاً يزيل معه كل العوائق التي تريد لنا أن نكون في الصفوف الخلفية، فشعب البحرين قدم نماذج من أبناء الشهداء المتفوقين، والمعتقلين المتفوقين وهو دليل على أننا نسجن ونقتل في خدمة هذا الوطن»، وهذا نص آخر احتوت عليه كلمة الوفاق للمتفوقين، نعم إنها تخاطب مشاعرهم وتستبعث حماسهم للانتقام من الدولة، عندما تصور الدولة عدواً يحاربهم ويقتلهم، فهذا هو الشحن الطائفي الصفوي، وهذا ما تعنيه «الثارات».. نعم إنهم يعدونهم للثأر والانتقام، وكما حدث بالضبط حين ثأر وانتقم الأطباء والممرضون في مستشفى السلمانيـة مــن شرفاء الوطن، عندما منعوهم من العلاج وحولوا المستشفـــى إلى ثكنـــة عسكريــة، وها هي أجيالهم وأفواجهم القادمة تكمل مشوارهم، فإن انتهى دور الطبيب العكري في السلمانية فمئات العكريين والعكارة سيحلون مكانه، إنها سلسلة متواصلة من الإرهابيين تتكاثر على يد الوفاق، ومــا حفلة التكريم هذه إلا جزء من الحضانة التي تسبق الخروج من الشرانق لتتوالد منها مليشيات تنفث سموم الحقد والثأر الذي سيدفع ثمنه شرفاء البحرين، عندما يصبحون مرضى تلعب أيادي أطبائهم في قلوبهم وأكبادهم، وعندما يكونون في مراكز الاستثمار وفي مؤسسات الاقتصاد والنفط والغاز والمواصلات والتعليم وفي الأجهزة الأمنية، وقد يأتي اليوم الذي سيقودون الدبابة والنفاثة.
«نحن في جمعية الوفاق نحمل رؤية في تطوير الوطن على طريق التنمية لذلك ندعم المتفوقين من أبناء هذا الوطن، المتفوقون هم من يقودون عجلة التنمية والرقي لهذا الوطن» إنه نص آخر من الكلمة.. نعم إن هؤلاء الطلبة اليوم يحملون مسؤولية تنفيذ رؤية الوفاق حين قبلوا بحملها عندما لبسوا «بالطو» الوفاق.. إنها تكملة لما بدأها الوزير السابق من إعداد أجيال في معهد البحرين بالتعاون مع الوزير الآخــر الذي سخـــر «تمكيـــن» كــي يضمنوا تدفق خزانة الدولة عليهم، خزانة الدولة التي فتحتها في الماضي الطائفية بوزارة التربية والتعليم، التي خرجت أجيالاً نفذت المؤامرة الانقلابية، وها هي أجيال تعد لتنفيذ مؤامرة انقلابية قادمة، إنها رؤية الوفاق المكتملة العناصر، الوافية الأعداد والجاهزة للتنفيذ فلديهم الخريجون ولديهم الموظفون الذين يسيطرون على مؤسسات الدولة، فالسلسلة متواصلة والأفواج تلو الأفواج، وجميعهــم احتضنتهم الدولة وأنفقت عليهم بسخاء ورخاء طمعــاً في أن يكونوا يداً بناءة للوطن.. لا لن يكونوا فهذه الأفواج وقبلها أفواج وستليها أفواج تتخرج من تحت «بالطو» الوفاق، والذين سيقودون عجلة التنمية والرقي برؤية الوفاق الصفوية، لا برؤية الدولة الخليفية.
على الدولة السلام ثم السلام مادامت لن تكترث ولن تسأل ولن تحاسب على هذه الكلمة المحرضة على الإرهاب الدموي، التي احتوت كلماتها على معاني القتل والانتقام، لن تسأل أبداً الدولة طالما ظل الأمل يراودها بأنها قد تستطيع يوماً أن تحول النبتة السامة إلى نبتة نافعة، وأنه قد ينفع مع هذه الأشكال لقاءات وحوار، أو عطاء أو زيادة ابتعاث وانتقاء تخصصات، كلـه لن يجدي مع أتباع الوفاق.. فحذارِ يا دولة.. ثم حذارِ من أفواج تلوها أفواج تخرجت من تحت «بالطو» الولي الفقيه.