لكل دولة من دول العالم ثلاثة رموز تعاقب من يتجرأ ويتطاول عليها، الرئيس والعلم والنشيد الوطني، بل أن بعض الدول ترفع من سقف العقوبات كثيراً لتصل إلى السجن المؤبد وربما الإعدام. أما العلم فلا يجوز رفع بديل عنه واتخاذ غيره رمزاً في أي تجمع لأن في هذا التصرف إهانة للبلاد، وكذلك النشيد الوطني، وأما رئيس البلاد فهو كما الأب في بيته، لا يجوز التطاول عليه من قبل أبنائه، ولا يقبل أبناؤه التطاول عليه من قبل الآخرين فهذا بالنسبة إليهم خط أحمر.
ولأن هذه الرموز الثلاثة من شأنها أن تضفي هالة من الهيبة تصل في بعض الدول إلى حد القدسية، لذا فإنه لا توجد دولة في العالم مهما صغر شأنها ومهما زادت فيها مساحة الحريات تقبل بالتطاول عليها، فهذه الرموز الثلاثة هي في وجهها الآخر شرف الدولة الذي لا يمكن أن تقبل المساس به.
فـــي أمريكــــا وأوروبــا ومختلــف الــدول المتقدمة والتي ينظر إليها على أنها واحة الديمقراطيات لا يمكن أن تجد من يتجاوز هذه الخطوط فيهين العلم أو النشيـــد الوطني أو الرئيس، فالمواطن هناك والمقيم والزائر يعرف جيدا عقوبة ومخاطر مثل هذا التجاوز ويعرف أنه لا يدخل في باب الحريات ولا علاقة له بالديمقراطية.
في البلاد العربية وبسبب ما صار يعرف بـ «الربيع العربي» وما جرى في بعضها من انتفاضات وثورات استغل من لم تسعفه ثقافته وخبرته الوضع وسعى إلى إحداث تغيير في هذا الشأن حتى بدا أن من السهل توجيه النقد اللاذع للرؤساء والذي يصل حد الإساءة الشخصية التي يرفضها العرف والأخلاق والعادات والتقاليد قبل أن يعاقب عليها القانون.
في البـلاد العربيــة بشكــل عــام يخلــط الكثيرون بين النقد الذي هو في كل الأحوال حق وبين الإســاءة، عدا أنهـــم يفهمون النقد على أنه التعرض للسلبيات دون الإيجابيات وهذا خطأ، حيث النقد اصطلاحاً يعني بيان إيجابيات وسلبيات الموضوع المنتقد، وحيث النقد يعني تناول الموضوع وليس صاحبه. هناك فارق كبير بين النقد وبين التطاول على الآخر.
لا يمكن التغاضي عن أفعال الحكومة وممارساتها، بل ينبغي تعريضها للنقد وإبداء الملاحظات على برامجها وخططها والتركيز على الجوانب التي يعتقد أنها قصرت فيها وتنبيهها إلى الأخطاء، لكن انتقاد الحكومة شيء والتطاول على رئيسها شيء آخر، لأن التطاول ليس نقداً ويعاقب عليه العرف والأخلاق والقانون ولا يرضى به المجتمع لأنه ببساطة يدخل في باب العنف السياسي ويهدد بنيان الدولة وكيانها واحترام هياكلها.
هذا باختصار هو الخطأ الذي وقع فيه مؤخراً أمين عام جمعية الوفاق «الوطني الإسلامية»، فما قاله تعليقاً على حدوث بعض الأخطاء الطبية لا يدخـل فــي بــاب النقد للحكومة لأنه تعرض إلى شخص سمو رئيس الوزراء الذي هو رمز من رموز هذا الوطن وتطاول عليه.
ما لا ينتبه إليه البعض هو أن لمجتمعات الخليج العربي خصوصية ينبغي مراعاتها، هذه الخصوصية تستوجب عدم تطبيق النظريات بحذافيرها عليها لأن الأرضية أساساً غير مهيأة لها وبالتالي لا يمكن استيعابها وقبولها. في بلدان الخليج العربي لا يقبل الناس بمثل هذه الأمور أياً كان العنوان الذي وضعت تحته، في هذه البلدان الأمور تختلف عما هي في بلدان أخرى وخصوصاً في الغرب. في بلدان الخليج العربي يعتبر الناس التطاول على رموز الدولة تطاولا على شخوصهم فلا يقبلون به ويعتبرونه صفاقة ودون الأدب.
لعل الجميع يتذكر الحكم الذي صدر قبل حين في حق شاعر بإحدى دول الخليج العربي عندما اعتبرت قصيدته تطاولًا على رمز الدولة وتحريضاً على الإطاحة بنظام الحكم.
أعتقد أن الرسالة وصلت.
{{ article.visit_count }}
ولأن هذه الرموز الثلاثة من شأنها أن تضفي هالة من الهيبة تصل في بعض الدول إلى حد القدسية، لذا فإنه لا توجد دولة في العالم مهما صغر شأنها ومهما زادت فيها مساحة الحريات تقبل بالتطاول عليها، فهذه الرموز الثلاثة هي في وجهها الآخر شرف الدولة الذي لا يمكن أن تقبل المساس به.
فـــي أمريكــــا وأوروبــا ومختلــف الــدول المتقدمة والتي ينظر إليها على أنها واحة الديمقراطيات لا يمكن أن تجد من يتجاوز هذه الخطوط فيهين العلم أو النشيـــد الوطني أو الرئيس، فالمواطن هناك والمقيم والزائر يعرف جيدا عقوبة ومخاطر مثل هذا التجاوز ويعرف أنه لا يدخل في باب الحريات ولا علاقة له بالديمقراطية.
في البلاد العربية وبسبب ما صار يعرف بـ «الربيع العربي» وما جرى في بعضها من انتفاضات وثورات استغل من لم تسعفه ثقافته وخبرته الوضع وسعى إلى إحداث تغيير في هذا الشأن حتى بدا أن من السهل توجيه النقد اللاذع للرؤساء والذي يصل حد الإساءة الشخصية التي يرفضها العرف والأخلاق والعادات والتقاليد قبل أن يعاقب عليها القانون.
في البـلاد العربيــة بشكــل عــام يخلــط الكثيرون بين النقد الذي هو في كل الأحوال حق وبين الإســاءة، عدا أنهـــم يفهمون النقد على أنه التعرض للسلبيات دون الإيجابيات وهذا خطأ، حيث النقد اصطلاحاً يعني بيان إيجابيات وسلبيات الموضوع المنتقد، وحيث النقد يعني تناول الموضوع وليس صاحبه. هناك فارق كبير بين النقد وبين التطاول على الآخر.
لا يمكن التغاضي عن أفعال الحكومة وممارساتها، بل ينبغي تعريضها للنقد وإبداء الملاحظات على برامجها وخططها والتركيز على الجوانب التي يعتقد أنها قصرت فيها وتنبيهها إلى الأخطاء، لكن انتقاد الحكومة شيء والتطاول على رئيسها شيء آخر، لأن التطاول ليس نقداً ويعاقب عليه العرف والأخلاق والقانون ولا يرضى به المجتمع لأنه ببساطة يدخل في باب العنف السياسي ويهدد بنيان الدولة وكيانها واحترام هياكلها.
هذا باختصار هو الخطأ الذي وقع فيه مؤخراً أمين عام جمعية الوفاق «الوطني الإسلامية»، فما قاله تعليقاً على حدوث بعض الأخطاء الطبية لا يدخـل فــي بــاب النقد للحكومة لأنه تعرض إلى شخص سمو رئيس الوزراء الذي هو رمز من رموز هذا الوطن وتطاول عليه.
ما لا ينتبه إليه البعض هو أن لمجتمعات الخليج العربي خصوصية ينبغي مراعاتها، هذه الخصوصية تستوجب عدم تطبيق النظريات بحذافيرها عليها لأن الأرضية أساساً غير مهيأة لها وبالتالي لا يمكن استيعابها وقبولها. في بلدان الخليج العربي لا يقبل الناس بمثل هذه الأمور أياً كان العنوان الذي وضعت تحته، في هذه البلدان الأمور تختلف عما هي في بلدان أخرى وخصوصاً في الغرب. في بلدان الخليج العربي يعتبر الناس التطاول على رموز الدولة تطاولا على شخوصهم فلا يقبلون به ويعتبرونه صفاقة ودون الأدب.
لعل الجميع يتذكر الحكم الذي صدر قبل حين في حق شاعر بإحدى دول الخليج العربي عندما اعتبرت قصيدته تطاولًا على رمز الدولة وتحريضاً على الإطاحة بنظام الحكم.
أعتقد أن الرسالة وصلت.