خريطة التحالفات السياسية لا يجب أن تتركز على الغرب فقط، ليس العالم كله متمثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية ولا بريطانيا، بل الاتجاه شرقاً كان مطلباً مهماً خاصة مع تنامي قوة الأقطاب الآسيوية.
جلالة الملك حفظه الله حالياً في الصين، في جمهورية عظيمة هي تمثل القطب الاقتصادي الثاني بعد الولايات المتحدة على مستوى العالم، والتنين الصيني أثبت أنه الخليفة الأقوى للدب الروسي الذي بدأ لفظ أنفاسه في نهاية الحرب الباردة، ونفق تماماً مع انهيار الاتحاد السوفيتي.
السياسة لعبة الأذكياء، واليوم أي دولة لا تحتاج لتعزيز لتحالفاتها وتقوية روابطها الاقتصادية بالأخص وغيرها، هي دولة تجعل نفسها عرضة لأي هزة مستحدثة تأتي على حسب مزاج اللاعبين في مقدرات العالم.
التوجه للشرق مسألة تحمل بعداً في النظر، بدأت منذ تحركات سمو رئيس الوزراء على امتداد عقود لمد التعاون البحريني في مختلف جوانبه مع دول الشرق الآسيوي، الصين كان واضحاً بأنها القوة العالمية الناهضة ومزاحمتها اليابان على عرش القوى الاقتصادية الآسيوية كان ينبئ بأنها الطرف الآخر الذي بإمكانه لعب دور قطب التوازن العالمي بمواجهة الولايات المتحدة وتفردها بمقدرات العالم ضمن نظرية «القطب الواحد» التي طبقتها بنجاح منذ سقوط الغريم السوفيتي.
المشهد السياسي بالنسبة للبحرين كدولة اليوم يقدم لنا معطيات واضحة تماماً، فالولايات المتحدة - التي تعول على دعمها وحراك سفيرها بعض قوى التأزيم الداخلي - باتت تعيد تقييم حساباتها وتعيد إصلاح ما اهتز في شأن العلاقات وبناء الثقة من خلال اجتماعات دورية ودائمة على صعيد قيادات الجيش والأسطول الأمريكي مع قيادات البلد، السفير الأمريكي قام بزيارات متتابعة لسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، والتفاهمات في الجانب العسكري والتعاون الأمني انتقلت لمستوى أقوى من ذي قبل.
من يعول على حراك السفير الأمريكي ويمني نفسه بأن البيت الأبيض سيفعل بالبحرين مثل ما فعله في مصر، عليه أن يستوعب بأن الولايات المتحدة لن «تغامر» مجدداً بدعم جماعات بإمكانها «حرق» أي بلد بسبب النظرة الحزبية والعمل الفئوي. نعم هناك تعاط نوعاً ما، لكن الأمريكيين لا يضيرهم أبداً محاولة إجراء التجارب واستخدام البشر كفئران تجارب.
في العلاقة مع الحليفة الأخرى بريطانيا، لا نظن أن المشهد يحتاج إلى شرح وتفصيل، البريطانيون سبقوا الأمريكيين في إعادة قراءة المشهد البحريني وإعادة التموضع وفهم الحالة البحرينية الآنية وكيف أنه من غير الحصافة «هز» علاقة امتدت لقرون والمراهنة على تغيير قد يخلق كياناً يتحول لسفارة إيرانية في قلب الخليج العربي!
الفرنسيون والروس ليسوا معسكرات تقدم مصلحة الآخرين على مصالحهم، سواء أكانت معارضة أو أنظمة، شعارات حقوق الإنسان والدفاع عن الصوت المعارض، هي شعارات التاريخ يثبت تماماً كيف يتعامل معها الروس خاصة إن كانت مع جماعات تتخذ من إقلاق الأمن القومي أداة لهو لها.
الصين ذات وضعية تختلف، مع عدم إغفال مستوى قوتها السياسية والاقتصادية، لم تعد الصين لاعباً خجولاً يقبل بأن يقاد العالم حسب رؤية الأقطاب الأخرى، بل الجمهورية الشعبية لها صوتها القوي، ولها تحالفاتها الأقوى مع حلفائها القائمة على التعاون لأبعد الحدود.
البحرين دولة يفترض بها دورياً أن تقيم مستوى علاقاتها، أن تقدم وتؤخر في مواقع الحلفاء والأصدقاء بناء على المواقف، وهي دولة من حقها أن توجه اقتصادها وأموالها في اتجاه من يتعاون مع البحرين لتطوير اقتصادياتها ويدعمها في عمليات النمو والنهوض والتنمية.
فارق كبير بين تعامل دولة لها كيانها ولها هيكلها ولها مشاريعها وطموحاتها، وبين تعامل فئة تريد الاستقواء بدول لضرب دولة يرونها «صديقة» و»حليفة» بهدف تغيير الدولة لتلبس جلد دولة أخرى لا تملك من هؤلاء الحلفاء – إن لم يكونوا كلهم فأغلبهم - إلا العداء والصراع السياسي الذي يهدد الأمن والاستقرار العالمي.
نعرف أن زيارة الصين مزعجة للمحرضين والإرهابيين، مثلما كان الموقف الكوري الصريح وقبله البريطاني ومعه كثير من المواقف الرسمية الدولية من الحوار وخطوات الدولة البحرينية، لكن هؤلاء يمكنهم أن يجدوا التعزية في أروقة مفوضية حقوق الإنسان، «النعامة» التي عجزت عن إجرام بشار الأسد و»حزب الله» وإيران و»أستأسدت» على البحرين بالكلام، أو ربما يفيدهم الكيان الصهيوني الذي تمت مغازلة إعلامه يوماً بوصف «الهولوكوست الشيعي»، أو أية دكاكين أخرى لحقوق الإنسان تنظر بعين وتغمض الأخرى.
بشأن زيارة الصين «برافو» جلالة الملك، «برافو» لمملكة البحرين.
جلالة الملك حفظه الله حالياً في الصين، في جمهورية عظيمة هي تمثل القطب الاقتصادي الثاني بعد الولايات المتحدة على مستوى العالم، والتنين الصيني أثبت أنه الخليفة الأقوى للدب الروسي الذي بدأ لفظ أنفاسه في نهاية الحرب الباردة، ونفق تماماً مع انهيار الاتحاد السوفيتي.
السياسة لعبة الأذكياء، واليوم أي دولة لا تحتاج لتعزيز لتحالفاتها وتقوية روابطها الاقتصادية بالأخص وغيرها، هي دولة تجعل نفسها عرضة لأي هزة مستحدثة تأتي على حسب مزاج اللاعبين في مقدرات العالم.
التوجه للشرق مسألة تحمل بعداً في النظر، بدأت منذ تحركات سمو رئيس الوزراء على امتداد عقود لمد التعاون البحريني في مختلف جوانبه مع دول الشرق الآسيوي، الصين كان واضحاً بأنها القوة العالمية الناهضة ومزاحمتها اليابان على عرش القوى الاقتصادية الآسيوية كان ينبئ بأنها الطرف الآخر الذي بإمكانه لعب دور قطب التوازن العالمي بمواجهة الولايات المتحدة وتفردها بمقدرات العالم ضمن نظرية «القطب الواحد» التي طبقتها بنجاح منذ سقوط الغريم السوفيتي.
المشهد السياسي بالنسبة للبحرين كدولة اليوم يقدم لنا معطيات واضحة تماماً، فالولايات المتحدة - التي تعول على دعمها وحراك سفيرها بعض قوى التأزيم الداخلي - باتت تعيد تقييم حساباتها وتعيد إصلاح ما اهتز في شأن العلاقات وبناء الثقة من خلال اجتماعات دورية ودائمة على صعيد قيادات الجيش والأسطول الأمريكي مع قيادات البلد، السفير الأمريكي قام بزيارات متتابعة لسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، والتفاهمات في الجانب العسكري والتعاون الأمني انتقلت لمستوى أقوى من ذي قبل.
من يعول على حراك السفير الأمريكي ويمني نفسه بأن البيت الأبيض سيفعل بالبحرين مثل ما فعله في مصر، عليه أن يستوعب بأن الولايات المتحدة لن «تغامر» مجدداً بدعم جماعات بإمكانها «حرق» أي بلد بسبب النظرة الحزبية والعمل الفئوي. نعم هناك تعاط نوعاً ما، لكن الأمريكيين لا يضيرهم أبداً محاولة إجراء التجارب واستخدام البشر كفئران تجارب.
في العلاقة مع الحليفة الأخرى بريطانيا، لا نظن أن المشهد يحتاج إلى شرح وتفصيل، البريطانيون سبقوا الأمريكيين في إعادة قراءة المشهد البحريني وإعادة التموضع وفهم الحالة البحرينية الآنية وكيف أنه من غير الحصافة «هز» علاقة امتدت لقرون والمراهنة على تغيير قد يخلق كياناً يتحول لسفارة إيرانية في قلب الخليج العربي!
الفرنسيون والروس ليسوا معسكرات تقدم مصلحة الآخرين على مصالحهم، سواء أكانت معارضة أو أنظمة، شعارات حقوق الإنسان والدفاع عن الصوت المعارض، هي شعارات التاريخ يثبت تماماً كيف يتعامل معها الروس خاصة إن كانت مع جماعات تتخذ من إقلاق الأمن القومي أداة لهو لها.
الصين ذات وضعية تختلف، مع عدم إغفال مستوى قوتها السياسية والاقتصادية، لم تعد الصين لاعباً خجولاً يقبل بأن يقاد العالم حسب رؤية الأقطاب الأخرى، بل الجمهورية الشعبية لها صوتها القوي، ولها تحالفاتها الأقوى مع حلفائها القائمة على التعاون لأبعد الحدود.
البحرين دولة يفترض بها دورياً أن تقيم مستوى علاقاتها، أن تقدم وتؤخر في مواقع الحلفاء والأصدقاء بناء على المواقف، وهي دولة من حقها أن توجه اقتصادها وأموالها في اتجاه من يتعاون مع البحرين لتطوير اقتصادياتها ويدعمها في عمليات النمو والنهوض والتنمية.
فارق كبير بين تعامل دولة لها كيانها ولها هيكلها ولها مشاريعها وطموحاتها، وبين تعامل فئة تريد الاستقواء بدول لضرب دولة يرونها «صديقة» و»حليفة» بهدف تغيير الدولة لتلبس جلد دولة أخرى لا تملك من هؤلاء الحلفاء – إن لم يكونوا كلهم فأغلبهم - إلا العداء والصراع السياسي الذي يهدد الأمن والاستقرار العالمي.
نعرف أن زيارة الصين مزعجة للمحرضين والإرهابيين، مثلما كان الموقف الكوري الصريح وقبله البريطاني ومعه كثير من المواقف الرسمية الدولية من الحوار وخطوات الدولة البحرينية، لكن هؤلاء يمكنهم أن يجدوا التعزية في أروقة مفوضية حقوق الإنسان، «النعامة» التي عجزت عن إجرام بشار الأسد و»حزب الله» وإيران و»أستأسدت» على البحرين بالكلام، أو ربما يفيدهم الكيان الصهيوني الذي تمت مغازلة إعلامه يوماً بوصف «الهولوكوست الشيعي»، أو أية دكاكين أخرى لحقوق الإنسان تنظر بعين وتغمض الأخرى.
بشأن زيارة الصين «برافو» جلالة الملك، «برافو» لمملكة البحرين.