قال عضو الوفاق هادي الموسوي: «بالأمس تعدوا على حرمة مؤسسة سياسية لأكثر من 9 ساعات، وصادروا أدوات فنية من دون وجود ممثل للجمعية، وهو العمل غير القانوني»، نقول له؛ هل أصبحت أيضاً مقار الجمعيات السياسية لها حرمات والدخول فيها من الموبقات؟ أم أنها أصبحت مباني مقدسة يحرم مسها أو الدخول من أبوابها؟
أما قوله «بأنه عمل غير قانوني»، فنسأله هل عمل ما يسمى «المتحف الثوري» وافتتاح أبوابه للزيارة هو عمل قانوني؟ وهل قامت هذه الجمعية التي تخضع لقانون الجمعيات السياسية التابعة لوزارة العدل بالحصول على التراخيص اللازمة من مؤسسات الدولة ذات العلاقة قبل قيامها بالعمل في هذا المتحف؟ ثم ماذا تقصد الوفاق من إقامة هذا المتحف هل تريد أن تؤسس تاريخاً لدولتها؟ وذلك عندما اكتشفت أنه ليس لأي من أعضائها ولا مراجعها تاريخ ولا جذور ولا آثار في البحرين، ولا في تاريخ الخليج العربي، ولا تاريخ الأمة الإسلامية من شرقها حتى غربها؟ ثم ماذا عن قول هذا العضو «إن خطوة اقتحام المقر هي إحدى هفوات النظام»، فهل يريد هذا العضو أن تسكت الدولة ولا تتحرك حتى تبلغ جرأة الوفاق بأن تقيم متحفها في مركز المعارض؟ أم أن الوفاق أصبحت حالها حال الدولة ولها ما للدولة؟ ثم ماذا عن قوله «سنقدم كل ما جرى بشأن اقتحام مقرها ومصادرة محتويات «متحف الثورة» بيد المقرر الأممي الخاص بحرية التعبير»؟ هل أصبح المقرر الأممي حاكماً على البحرين؟ أم هل أصبح المحرر الأممي المفتي السياسي للبحرين؟
ثم إذا كان المقرر الأممي يعتبر الكذب والتزوير حرية تعبير إذاً فليتكرم على الدولة بشيء من الحرية والتعبير التي يمنحها للوفاق والتي أضفى الشرعية حتى على جرائمها الإرهابية، وسماها توترات وحرية رأي، وليسمح للدولة بالتعبير عن استيائها وغضبها، أو يسمح لأحد أبناء الشهداء من رجال الأمن أو لوالد أحمد الظفيري الذي فجرته عبوة ناسفة زرعتها ميلشيات الوفاق، أو والد زهراء صالح التي قتلها سيخ أطلقته عليها ميلشيات الوفاق، بأن يقتحم هذا المتحف من باب حرية التعبير ويكسر محتوياته لأنه يرى أن هذا المتحف صفحة سوداء في تاريخ البحرين، ويرى هذا المتحف الذي منه سقى العذابات والمرارات وعاش منها أيام سوداء لن ينسيها أبداً، أم أن، يا حضرة العضو، حرية التعبير حصراً على الوفاق وأتباعها؟!
نعود مرة أخرى إلى قول العضو «تعدوا على حرمة مؤسسة سياسية لأكثر من 9 ساعات»، ونقول له هل تعرف معنى الحرمة في كتاب الله؟ هل تعرف حرمة الدماء التي تسفكها ميلشياتك في شوارع البحرين دون رحمة وشفقة ولا إنسانية، تسفكها منذ 3 سنوات دون أن تنطق بكلمة «حرام أو حرمة» ولو مرة واحدة، وهل عرفت حرمة شهر رمضان التي فجرت فيها السيارة المفخخة عند بيت الله، أم أن المصلين والمساجد ليس لها في عقيدتك أو سياستك حرمات؟ وهل قطع الطريق الذي تمارسه ميلشياتك عمل قانوني يقره المقرر الأممي الذي ينظر في الأدوات الفنية ريشة وأصباغاً وجبساً، بأنه عمل غير قانوني؟
كما نسأل؛ إذا كان هذا تسمونه «متحف ثوري»؛ لماذا لا تعرضون مجسم السيارة التي دهست المريسي؟ أليس هذا عملاً ثورياً وبطولياً؟ ثم لماذا لم تعرضوا على جدرانكم صوراً لرجال الأمن وأوصالهم مبتورة ورقابهم مقطوعة وعظامهم محروقة؟ أليس هذا من إنجازات «ثورتكم»؟ ولماذا لم تضعوا مجسمات للمتفجرات والقنابل وصناديق المولوتوفات والأسلحة التي تستخدمونها لقنص رجال الأمن؟ لماذا لم تضعوا مطافىء الحريق والأسياخ الذي تثقبون بها صدور رجال الأمن ورقابهم؟ لماذا لم تضعوا مجسماً لزهراء صالح وهي تتهاوى والسيخ مغروس في رأسها؟ أليس هذا إنجاز ثورتكم؟ ولماذا لم تضعوا ملصقات لهجوم ميلشياتكم على جامعة البحرين ولماذا لم تعرضوا مجسمات لسيارات الإسعاف وهي تنزل حمولة الأسلحة للمليشيات وأخرى لسيارة إسعاف والعمال الأجانب يجرون منها وهم مكبلو الأيدي وجراحهم تنزف وأطباؤكم وممرضاتكم يهللون ويكبرون بانتصاراتهم في ردهات المستشفى؟ والكثير الكثير من إنجازات ثورتكم الانقلابية التي لا يكفيها مقرات جمعيتكم، بل تحتاج لمعارض بحجم البحرين لتروي الإرهاب الدامي الذي يعيشه المواطنون، والذي لا ينظره المقرر الأممي الذي ينظر في مصادرة ريشة وأصباغ وجبس. إن هذا المتحف هو عمل مخالف للقانون؛ فقد أقيم في مبنى غير مرخص لإقامة معارض ولا متاحف، فالمبنى مرخص من الدولة وفقاً لقانون الجمعيات السياسية، كما أن للدولة الحق ليس في مصادرة محتويات المتحف بل إغلاق مقرها، وذلك لاستخدام الوفاق مقر الجمعية كوكر للمؤامرات للإطاحة بالحكم الخليفي، وما هذا المتحف إلا دليل بالنوايا الخبيثة تجاه الدولة الخليفية، وستستمر هذا النوايا لدى الوفاق حتى تكون مجسمات متحفها الثوري وعمائم مراجعها تعرض في متحف البحرين الوطني.