هذا قرار مهم وجميل وشجاع؛ لكنه للأسف لم يتخذ بعد، وقد لا يجرؤ أحد من المعنيين به اتخاذه رغم الحاجة الماسة إليه، فالتوقف عن تنفيذ تلك العمليات عديمة الجدوى والتي لا تتسبب إلا في تعطيل حياة الناس وأذاهم، قرار يفترض أن يكون قد اتخذ ليشعر الجميع أن عاشوراء سيمر على خير، فيعيشونه من دون قلق ويؤدي المتصلون به واجبهم فيه على أكمل وجه وكما يشتهون.
على مدار السنتين والنيف الماضيتين لم تحقق عمليات قطع الشوارع وإشعال النيران في إطارات السيارات وبراميل القمامة وتفجير أسطوانات الغاز وغيرها من ممارسات لا تليق بمن يعتبر نفسه في «ثورة»، أي شيء يعود على هذا الحراك بالفائدة، بل على العكس تسببت في اتخاذ الكثيرين موقفاً سالباً من منفذيها لأنهم صاروا يتعرضون للخطر وتتأثر حياتهم سلباً، فلا يمكن لمن يجد نفسه وقد تعطل في الشارع وسط غابة من السيارات لا تتحرك فلم يصل إلى غايته في الوقت المناسب أن يتعاطف مع قاطعي الطريق وناثري الأذى، ولا يمكن لمن شعر بأن حياته تعرضت للخطر بسبب هكذا تصرف لا مسؤول أن يثني على سلوك هؤلاء الذين للأسف لم يجدوا حتى الآن من يبين لهم أن سلوكهم هذا بعيد عن الدين وعن أخلاق «الثوار».
من هنا فإن قرار التوقف عن تلك الممارسات اعتباراً من اليوم وحتى ختام أيام العزاء سيكون له مردود إيجابي كبير، وسيثمنه الجميع، لأنه قرار من شأنه أن ينزع فتيلاً قابلاً للاشتعال في أيام هي من حق الإمام الحسين وليست من حقهم، وهو قرار حكيم سيقابل بالثناء بشكل خاص من قبل المشغولين بالعزاء بشكل حقيقي، والذين يعرفون أن ذكرى الحسين مناسبة لتوحيد الكلمة وجمع الشمل وليست فرصة لمزيد من التفرقة والعداوات.
الواضح أن من يعتبرون أنفسهم في ثورة يعتقدون أن التوقف عن هذه الممارسات سيؤدي إلى دخول «الثوار» في حالة ارتخاء، وأن هذه الحالة ستؤدي إلى إضعاف الثورة وستكون بداية نهايتها. لو كان هكذا هو تفكير هؤلاء فهذا يعني أن كل ما قاموا به حتى الآن سيذهب أدراج الرياح، حيث الثورة التي تضعف بتوقف بعض ممارساتها الخاطئة لعدة أيام لا يمكن أن تعتبر ثورة، فالثورة الحقيقية حراك لا يتأثر بتوقف بعض ممارساتها.
ليس المطلوب فقط التوقف عن تلك العمليات غير ذات القيمة والمتمثلة في اختطاف الشوارع فترة عاشوراء، لكن المطلوب أيضاً عدم ممارسة أي نشاط لا يتوافق مع الهدف من إحياء ذكرى الحسين، وهذا يشمل شيلات العزاء والشعارات المرفوعة ومختلف المظاهر التي أدت إلى تلويث هذه المناسبة العظيمة بالسياسة، متذرعة بكلمات للإمام الحسين، فالمناسبة دينية بحتة ولا علاقة لها بالسياسة، وإن كانت مسألة الإسقاط فيها سهلة (العام الماضي خرجت «حلقة عزاء» ارتدى المشاركون فيها قمصاناً عليها شعار ائتلاف شباب فبراير وكانوا ملثمين، كما نصبت منصة لإلقاء الخطب السياسية وشحن الناس ضد الدولة).
هذه دعوة لجعل موسم عاشوراء خالياً من كل ما قد يسيء إليه ويقلق الناس والمشاركين في العزاء بشكل خاص، دعوة تتضمن الابتعاد عن أي ممارسة لا علاقة لها بذكرى الحسين قد يحلو للبعض القيام بها حيث تسير المواكب الحسينية، وتتضمن التوقف عن تلك السلوكيات المسيئة وغير المعبرة عن أخلاق الإنسان البحريني، والمتمثلة في تعطيل وإرباك الحياة.
هذه الدعوة تشمل أيضاً امتناع الجميع عن الإدلاء بأي تصريحات في هذه الفترة قد تكدر الصفو وتتسبب في إثارة الآخرين، فموسم عاشوراء بطبيعته حساس ولا يستوعب مثل هذه الأمور.
فهل من شجاع في «المعارضة» يمكنه أن يتخذ مثل هذه القرارات الشجاعة؟
على مدار السنتين والنيف الماضيتين لم تحقق عمليات قطع الشوارع وإشعال النيران في إطارات السيارات وبراميل القمامة وتفجير أسطوانات الغاز وغيرها من ممارسات لا تليق بمن يعتبر نفسه في «ثورة»، أي شيء يعود على هذا الحراك بالفائدة، بل على العكس تسببت في اتخاذ الكثيرين موقفاً سالباً من منفذيها لأنهم صاروا يتعرضون للخطر وتتأثر حياتهم سلباً، فلا يمكن لمن يجد نفسه وقد تعطل في الشارع وسط غابة من السيارات لا تتحرك فلم يصل إلى غايته في الوقت المناسب أن يتعاطف مع قاطعي الطريق وناثري الأذى، ولا يمكن لمن شعر بأن حياته تعرضت للخطر بسبب هكذا تصرف لا مسؤول أن يثني على سلوك هؤلاء الذين للأسف لم يجدوا حتى الآن من يبين لهم أن سلوكهم هذا بعيد عن الدين وعن أخلاق «الثوار».
من هنا فإن قرار التوقف عن تلك الممارسات اعتباراً من اليوم وحتى ختام أيام العزاء سيكون له مردود إيجابي كبير، وسيثمنه الجميع، لأنه قرار من شأنه أن ينزع فتيلاً قابلاً للاشتعال في أيام هي من حق الإمام الحسين وليست من حقهم، وهو قرار حكيم سيقابل بالثناء بشكل خاص من قبل المشغولين بالعزاء بشكل حقيقي، والذين يعرفون أن ذكرى الحسين مناسبة لتوحيد الكلمة وجمع الشمل وليست فرصة لمزيد من التفرقة والعداوات.
الواضح أن من يعتبرون أنفسهم في ثورة يعتقدون أن التوقف عن هذه الممارسات سيؤدي إلى دخول «الثوار» في حالة ارتخاء، وأن هذه الحالة ستؤدي إلى إضعاف الثورة وستكون بداية نهايتها. لو كان هكذا هو تفكير هؤلاء فهذا يعني أن كل ما قاموا به حتى الآن سيذهب أدراج الرياح، حيث الثورة التي تضعف بتوقف بعض ممارساتها الخاطئة لعدة أيام لا يمكن أن تعتبر ثورة، فالثورة الحقيقية حراك لا يتأثر بتوقف بعض ممارساتها.
ليس المطلوب فقط التوقف عن تلك العمليات غير ذات القيمة والمتمثلة في اختطاف الشوارع فترة عاشوراء، لكن المطلوب أيضاً عدم ممارسة أي نشاط لا يتوافق مع الهدف من إحياء ذكرى الحسين، وهذا يشمل شيلات العزاء والشعارات المرفوعة ومختلف المظاهر التي أدت إلى تلويث هذه المناسبة العظيمة بالسياسة، متذرعة بكلمات للإمام الحسين، فالمناسبة دينية بحتة ولا علاقة لها بالسياسة، وإن كانت مسألة الإسقاط فيها سهلة (العام الماضي خرجت «حلقة عزاء» ارتدى المشاركون فيها قمصاناً عليها شعار ائتلاف شباب فبراير وكانوا ملثمين، كما نصبت منصة لإلقاء الخطب السياسية وشحن الناس ضد الدولة).
هذه دعوة لجعل موسم عاشوراء خالياً من كل ما قد يسيء إليه ويقلق الناس والمشاركين في العزاء بشكل خاص، دعوة تتضمن الابتعاد عن أي ممارسة لا علاقة لها بذكرى الحسين قد يحلو للبعض القيام بها حيث تسير المواكب الحسينية، وتتضمن التوقف عن تلك السلوكيات المسيئة وغير المعبرة عن أخلاق الإنسان البحريني، والمتمثلة في تعطيل وإرباك الحياة.
هذه الدعوة تشمل أيضاً امتناع الجميع عن الإدلاء بأي تصريحات في هذه الفترة قد تكدر الصفو وتتسبب في إثارة الآخرين، فموسم عاشوراء بطبيعته حساس ولا يستوعب مثل هذه الأمور.
فهل من شجاع في «المعارضة» يمكنه أن يتخذ مثل هذه القرارات الشجاعة؟