حين ترى هرولة وزير الخارجية الأمريكي إلى الرياض بعد موقف السعودية الصلب من مجمل القضايا في المنطقة، وعلى رأسها التدخل الإيراني في البحرين، وقضية سوريا ومؤتمر جنيف ومقعد مجلس الأمن، تدرك أن الثقل السعودي العالمي سياسياً واقتصادياً جعل الأمريكان يهرولون إلى الرياض خوفاً من موقف أكثر تشدداً، أو خوفاً من تبعات على الاقتصاد العالمي إذا ما اتخذت الرياض قراراً مصيرياً يتعلق بالنفط.
إمساك الأمير بندر بن سلطان لملفات مهمة في السعودية جعل الإيرانيين يقولون للسعوديين إن أي تقارب بين طهران والرياض لن يحدث وبندر بن سلطان في منصبه، ليس بعيداً عن الخوف الإيراني؛ فإن الغرب وأمريكا يعرفون الأمير بندر بن سلطان جيداً، فالغرب يطلقون عليه «الثعلب» على خلفية قضايا كثيرة كان لبندر بن سلطان دور في قلب الطاولة على الغرب.
ليس بعيداً عن التطورات السعودية الأمريكية الإيرانية في المنطقة، فما صرح به السفير الأمريكي بالبحرين توماس كراجيسكي من تصريحات أمس تجعلك تتساءل في نفسك فتقول: ألا يتشابه حديث كراجيسكي في بعض تقلباته وفي مداهنته وفي إطلاق ألفاظ تحتمل أمرين أو معنيين، ألا تتشابه بخطابات علي سلمان حينما تضيق عليه الدوائر فتجده يتغزل في السعودية (مثلاً) أو أنه ينكر ويناقض أحاديث سابقة له تتعلق بالحكومة المنتخبة أو الانقلاب أو الاعتراف بالدولة.
السفير الأمريكي قال أمس: «لا ندعم الوفاق سياسياً.. ولن ألتقي أي شخص يمارس العنف»..!!
لكن مسألة إنكار دعم الوفاق سياسياً هذه تجعلنا كمواطنين نقول قاتل الله المدلسين في كل مكان، قاتل الله من يكذبون، ولا نريد أن نعلق أكثر من ذلك.
لكن يا سعادة السفير إن لم تدعم الوفاق سياسياً؛ فماذا تسمي خطابات أوباما التي كانت تستقي معلوماتها منك أنت ومن تقاريرك..؟
فهل هناك دعم سياسي أكثر من أن يذكر الرئيس الأمريكي اسم الوفاق في خطاباته البائسة؟
نريد أن نصدقك يا سعادة السفير «بس على قولة سعد الفرج.. ودي أصدق بس قوية..!».
في محور آخر قال السفير: «لن ألتقي شخصاً يمارس العنف»..!
وهذا الكلام في شكله جيد، غير أنه أيضاً لا يخرج عن التصريحات التي تحمل ضبابية، فقد لا تلتقي يا سعادة السفير من يمارس العنف، لكن قد يكون بينك وبينهم وسيط، وقد لا تلتقي من يمارس العنف، ولكنك تلتقي من يدعم العنف ويقف خلفه ويقدم له التمويل، والأمر سيان؛ سواء من يمارس العنف أو يدعمه، فهل أنت تستطيع أن تقول لنا إنك لن تلتقي من يدعم العنف صراحة؟
كما أن هناك سؤالاً آخر فإذا ما أدانت المحكمة خليل مرزوق من خلال دعمه للعنف أو حمله علم 14 فبراير فهل ستقابله؟ أم سيصبح ممن ينطبق عليهم قولك (يمارس العنف)..؟
في منعطف آخر قال السفير الأمريكي: « تم استئناف مبيعات معظم الأسلحة للبحرين» وكلمة معظم تختلف عن كلمة كل، فلماذا لم تقل كل الأسلحة وهي أسلحة دفاعية في الأصل، وهل هناك ما يمنع أن تباع كل الأسلحة الدفاعية للبحرين؟
«معظم» كلمة مطاطية، فإن كنا أحد الحلفاء خارج الناتو فماذا يمنع أن تبيع أمريكا الأسلحة للبحرين، خصوصاً أن البحرين تواجه أخطاراً خارجية؟
هل خطاب السفير الأمريكي أمس له علاقة بزيارة جون كيري للرياض؟
هل تغير بعض خطاب السفير الأمريكي كان بفعل الضغوط السعودية؟
لا أعرف لماذا السفير الأمريكي يصر على أن يجعل نفسه أحد أكثر السفراء الأمريكان الذين يمقتهم أهل البحرين عبر تاريخ العلاقة الدبلوماسية الأمريكية مع البحرين؟ لماذا السفير كراجيسكي لا يحاول تصحيح مواقفه وتقاريره، وبالتالي تصحيح علاقته بالشعب البحريني؟
لا أعتب عليك سعادة السفير مادام هناك من يمثلون الحكومة ويدافعون عنك في غيابك، هذا شيء لا نتجنى فيه على أحد، فقد شهدنا هذه الواقعة، لكن مع كل ما نراه ونسمع من اختلاف مواقف السفير الأمريكي كل ذلك يظهر حالة اهتزاز الموقف الأمريكي في المنطقة، الأمريكان ليسوا هم الأمريكان حتى وإن حملت أياديهم عصا غليظة، إلا أنهم يمارسون التلويح بها فقط، ولا يستطيعون أستخدامها، المواقف الأخيرة تقول ذلك، وحالة الاقتصاد الأمريكي لا تحتمل حروباً حتى جوية فقط..!
{{ article.visit_count }}
إمساك الأمير بندر بن سلطان لملفات مهمة في السعودية جعل الإيرانيين يقولون للسعوديين إن أي تقارب بين طهران والرياض لن يحدث وبندر بن سلطان في منصبه، ليس بعيداً عن الخوف الإيراني؛ فإن الغرب وأمريكا يعرفون الأمير بندر بن سلطان جيداً، فالغرب يطلقون عليه «الثعلب» على خلفية قضايا كثيرة كان لبندر بن سلطان دور في قلب الطاولة على الغرب.
ليس بعيداً عن التطورات السعودية الأمريكية الإيرانية في المنطقة، فما صرح به السفير الأمريكي بالبحرين توماس كراجيسكي من تصريحات أمس تجعلك تتساءل في نفسك فتقول: ألا يتشابه حديث كراجيسكي في بعض تقلباته وفي مداهنته وفي إطلاق ألفاظ تحتمل أمرين أو معنيين، ألا تتشابه بخطابات علي سلمان حينما تضيق عليه الدوائر فتجده يتغزل في السعودية (مثلاً) أو أنه ينكر ويناقض أحاديث سابقة له تتعلق بالحكومة المنتخبة أو الانقلاب أو الاعتراف بالدولة.
السفير الأمريكي قال أمس: «لا ندعم الوفاق سياسياً.. ولن ألتقي أي شخص يمارس العنف»..!!
لكن مسألة إنكار دعم الوفاق سياسياً هذه تجعلنا كمواطنين نقول قاتل الله المدلسين في كل مكان، قاتل الله من يكذبون، ولا نريد أن نعلق أكثر من ذلك.
لكن يا سعادة السفير إن لم تدعم الوفاق سياسياً؛ فماذا تسمي خطابات أوباما التي كانت تستقي معلوماتها منك أنت ومن تقاريرك..؟
فهل هناك دعم سياسي أكثر من أن يذكر الرئيس الأمريكي اسم الوفاق في خطاباته البائسة؟
نريد أن نصدقك يا سعادة السفير «بس على قولة سعد الفرج.. ودي أصدق بس قوية..!».
في محور آخر قال السفير: «لن ألتقي شخصاً يمارس العنف»..!
وهذا الكلام في شكله جيد، غير أنه أيضاً لا يخرج عن التصريحات التي تحمل ضبابية، فقد لا تلتقي يا سعادة السفير من يمارس العنف، لكن قد يكون بينك وبينهم وسيط، وقد لا تلتقي من يمارس العنف، ولكنك تلتقي من يدعم العنف ويقف خلفه ويقدم له التمويل، والأمر سيان؛ سواء من يمارس العنف أو يدعمه، فهل أنت تستطيع أن تقول لنا إنك لن تلتقي من يدعم العنف صراحة؟
كما أن هناك سؤالاً آخر فإذا ما أدانت المحكمة خليل مرزوق من خلال دعمه للعنف أو حمله علم 14 فبراير فهل ستقابله؟ أم سيصبح ممن ينطبق عليهم قولك (يمارس العنف)..؟
في منعطف آخر قال السفير الأمريكي: « تم استئناف مبيعات معظم الأسلحة للبحرين» وكلمة معظم تختلف عن كلمة كل، فلماذا لم تقل كل الأسلحة وهي أسلحة دفاعية في الأصل، وهل هناك ما يمنع أن تباع كل الأسلحة الدفاعية للبحرين؟
«معظم» كلمة مطاطية، فإن كنا أحد الحلفاء خارج الناتو فماذا يمنع أن تبيع أمريكا الأسلحة للبحرين، خصوصاً أن البحرين تواجه أخطاراً خارجية؟
هل خطاب السفير الأمريكي أمس له علاقة بزيارة جون كيري للرياض؟
هل تغير بعض خطاب السفير الأمريكي كان بفعل الضغوط السعودية؟
لا أعرف لماذا السفير الأمريكي يصر على أن يجعل نفسه أحد أكثر السفراء الأمريكان الذين يمقتهم أهل البحرين عبر تاريخ العلاقة الدبلوماسية الأمريكية مع البحرين؟ لماذا السفير كراجيسكي لا يحاول تصحيح مواقفه وتقاريره، وبالتالي تصحيح علاقته بالشعب البحريني؟
لا أعتب عليك سعادة السفير مادام هناك من يمثلون الحكومة ويدافعون عنك في غيابك، هذا شيء لا نتجنى فيه على أحد، فقد شهدنا هذه الواقعة، لكن مع كل ما نراه ونسمع من اختلاف مواقف السفير الأمريكي كل ذلك يظهر حالة اهتزاز الموقف الأمريكي في المنطقة، الأمريكان ليسوا هم الأمريكان حتى وإن حملت أياديهم عصا غليظة، إلا أنهم يمارسون التلويح بها فقط، ولا يستطيعون أستخدامها، المواقف الأخيرة تقول ذلك، وحالة الاقتصاد الأمريكي لا تحتمل حروباً حتى جوية فقط..!