يقولون بالأمثال: «إللي يأكل العصي مش مثل إللي يعدها.. والجمرة لا تحرق إلا محلها»، يعني بالأمر يوجد فاعل ومفعول به، ولا شك أن الأثر النفسي للفعل المترتب تنفيذه من قبل الفاعل على المفعول به لا يوازي الشعور الذي ينتاب المفعول به الذي وقع عليه الفعل. والإحساس الذي ينتاب المشاهد لا يقارن بما يمكن أن يعيشه المرء الذي وقع عليه الفعل.
أعلم جيداً أن الأمر عندما ينحاز باتجاه درس في قواعد اللغة العربية يبدأ بالصعوبة، فالموضوع يأخذ حيزاً آخر من مقال ممكن أن يحاكي الناس وأحوالهم إلى فعل وفاعل ومفعول به، مع العلم أن الحياة ملخصة بهذه التسميات الثلاث؛ بغض النظر عما إذا كان الفاعل ظالماً أو عادلاً أو إذا كان المفعول به بريئاً أو متهماً إن كان العمل مقبولاً أو مرفوضاً.
ولكي أسهل المسألة عليكم وعلي؛ فسوف أدخل في صلب الموضوع مباشرة، علماً أنه لا يحتمل وجهتي نظر، بين مؤيد ومعارض، بل على العكس تماماً فإنه يتم تصنيفه على أنه أسود ليس رمادياً، وقاتل هدام وليس مرمماً، متعمد ومقصود وليس عن طريق الخطأ حصل. إنه باختصار التنمر»Bullying» هذه الآفة الاجتماعية المنتشرة في مجتمعنا. يعرف التنمر بأنه تعرض شخص بشكل متكرر لمحاولات هجوم كلامية أو جسدية أو تخويفية. ويحدث بين شخص قوي يهاجم شخصاً آخر أضعف منه (سواء من الناحية البدنية أو النفسية أو كليهما). وهو بذلك شكل من أشكال العدوانية يؤدي إلى عواقب نفسية بعيدة المدى لكلا الجانبين؛ الضحية والمعتدي.
لاأزال أذكر أول مرة سمعت مصطلح (التنمر) كنت في صف الخامس الابتدائي، عندما مر هذا المصطلح على مسمعي مرور الكرام، فاعتقدت حينها أن التنمر هو ابن النمر، ذلك الحيوان المفترس، وحاولت أن أربط الحوار بمفهومي الشخصي للتنمر الذي شكلته ضمن مخيلتي الصغيرة آن ذاك، وجدت أن الكلام الذي يدور بجانبي لا يذكر أي نوع من أنواع الحيوانات، فعدت وربطت كلمة تنمر بـ «نمرة» أي رقم، ولكن الحوار لا يوجد في أي سلسلة رقمية.. ولكن للأسف بعد سماعي لهذا المصطلح أول مرة تكرر ذكره كثيراً، ومع الوقت عرفت المعنى الحقيقي له، وما هي الآثار السلبية المنضوية تحت هذه الأحرف الأربعة التي يمكن لمفعولها أن يضاهي مفعول افتراس النمر الثائر على الغزال الشارد. وهذا الأمر منتشر في كل مكان، لدرجة أنه من السهولة أن ترى موقفاً مؤلماً صادراً من أحد الأبناء بحق أخيه أو أخته ومباركاً بابتسامة رضا من الأهل. والأكثر من ذلك أنهم يؤيدون التصرف الذي قام به هذا الابن، ضاربين بعرض الحائط الآثار النفسية السلبية التي من الممكن أن يعيشها ولدهم الذي وقع عليه الفعل.
فأنا لن أتوجه لأحد من منظور ديننا الحنيف، وأنه لا بد من اتباع القاعدة القرآنية (ولا تنابزوا بالألقاب) هذا في حال كنتم تعلمون معنى كتاب الله عز وجل.. وإنما كلامي موجه لكل إنسان مسؤول بأنه لا بد من محاربة هذه الآفة الاجتماعية التي ممكن أن تهدم البيوت وتزلزل مجتمعات وتكون كفيلة بإنشاء جيل ضعيف لا يجد الثقة بنفسه ولا بالآخرين.
فإن حالفني الحظ ولم أكن يوماً عرضة لحالة من حالة التنمر، ولكن لاأزال أذكر الحروق التي كنت أداويها ولاأزال أذكر أناساً حرقتهم نار التنمر، وإن كنت سأنسى ما حل بغيري من جرح وأذى إلا أن آثار الجرح سوف تبقى عالقة في مكانها ويكون وصمة أذى في نفس صاحبها، فالنار لا تحرق إلا محلها.
أعلم جيداً أن الأمر عندما ينحاز باتجاه درس في قواعد اللغة العربية يبدأ بالصعوبة، فالموضوع يأخذ حيزاً آخر من مقال ممكن أن يحاكي الناس وأحوالهم إلى فعل وفاعل ومفعول به، مع العلم أن الحياة ملخصة بهذه التسميات الثلاث؛ بغض النظر عما إذا كان الفاعل ظالماً أو عادلاً أو إذا كان المفعول به بريئاً أو متهماً إن كان العمل مقبولاً أو مرفوضاً.
ولكي أسهل المسألة عليكم وعلي؛ فسوف أدخل في صلب الموضوع مباشرة، علماً أنه لا يحتمل وجهتي نظر، بين مؤيد ومعارض، بل على العكس تماماً فإنه يتم تصنيفه على أنه أسود ليس رمادياً، وقاتل هدام وليس مرمماً، متعمد ومقصود وليس عن طريق الخطأ حصل. إنه باختصار التنمر»Bullying» هذه الآفة الاجتماعية المنتشرة في مجتمعنا. يعرف التنمر بأنه تعرض شخص بشكل متكرر لمحاولات هجوم كلامية أو جسدية أو تخويفية. ويحدث بين شخص قوي يهاجم شخصاً آخر أضعف منه (سواء من الناحية البدنية أو النفسية أو كليهما). وهو بذلك شكل من أشكال العدوانية يؤدي إلى عواقب نفسية بعيدة المدى لكلا الجانبين؛ الضحية والمعتدي.
لاأزال أذكر أول مرة سمعت مصطلح (التنمر) كنت في صف الخامس الابتدائي، عندما مر هذا المصطلح على مسمعي مرور الكرام، فاعتقدت حينها أن التنمر هو ابن النمر، ذلك الحيوان المفترس، وحاولت أن أربط الحوار بمفهومي الشخصي للتنمر الذي شكلته ضمن مخيلتي الصغيرة آن ذاك، وجدت أن الكلام الذي يدور بجانبي لا يذكر أي نوع من أنواع الحيوانات، فعدت وربطت كلمة تنمر بـ «نمرة» أي رقم، ولكن الحوار لا يوجد في أي سلسلة رقمية.. ولكن للأسف بعد سماعي لهذا المصطلح أول مرة تكرر ذكره كثيراً، ومع الوقت عرفت المعنى الحقيقي له، وما هي الآثار السلبية المنضوية تحت هذه الأحرف الأربعة التي يمكن لمفعولها أن يضاهي مفعول افتراس النمر الثائر على الغزال الشارد. وهذا الأمر منتشر في كل مكان، لدرجة أنه من السهولة أن ترى موقفاً مؤلماً صادراً من أحد الأبناء بحق أخيه أو أخته ومباركاً بابتسامة رضا من الأهل. والأكثر من ذلك أنهم يؤيدون التصرف الذي قام به هذا الابن، ضاربين بعرض الحائط الآثار النفسية السلبية التي من الممكن أن يعيشها ولدهم الذي وقع عليه الفعل.
فأنا لن أتوجه لأحد من منظور ديننا الحنيف، وأنه لا بد من اتباع القاعدة القرآنية (ولا تنابزوا بالألقاب) هذا في حال كنتم تعلمون معنى كتاب الله عز وجل.. وإنما كلامي موجه لكل إنسان مسؤول بأنه لا بد من محاربة هذه الآفة الاجتماعية التي ممكن أن تهدم البيوت وتزلزل مجتمعات وتكون كفيلة بإنشاء جيل ضعيف لا يجد الثقة بنفسه ولا بالآخرين.
فإن حالفني الحظ ولم أكن يوماً عرضة لحالة من حالة التنمر، ولكن لاأزال أذكر الحروق التي كنت أداويها ولاأزال أذكر أناساً حرقتهم نار التنمر، وإن كنت سأنسى ما حل بغيري من جرح وأذى إلا أن آثار الجرح سوف تبقى عالقة في مكانها ويكون وصمة أذى في نفس صاحبها، فالنار لا تحرق إلا محلها.