لم تترك الرأسمالية المتوحشة للتاجر البسيط مكاناً في السوق، بل في كل بقعة من العالم الرأسمالي المجنون، ولأن الأحداث السياسية تتوالى والأوضاع الاقتصادية تتهاوى، بدا من الواضح أن من يدفع ضريبة الجشع المالي هم صغار التجار.
مجمعات ديناصورية، وسوق مفتوحة، وأزمة مالية وسياسية عالمية هزت الدول والقارات في الأعوام الأخيرة، إضافة لتحكم أقليات تجارية في السوق العالمية والمحلية، وضعت هذه العوامل التاجر البحريني الصغير في موقع لا يحسد عليه، فكل شيء يسير ضده، ولهذا فضل الانسحاب من السوق لأنه لا يستطيع أن يكون رقماً ولو صغيراً، في سوق شرسة يحكمها الكبار من الهوامير والمافيا من الجنسيات الأخرى.
بالأمس تحدثنا عن موت سوق المنامة، وكيف تحوَّلت تلك السوق الشعبية الوطنية العتيقة إلى محال تجارية بلا هوية، فالآسيويون استحوذوا عليها كلها، ولم يتبقَ منها سوى بعض الدكاكين البسيطة لبعض من البحرينيين ممن يتمسكون بالأمل المفقود.
اليوم سنتحدث عن السوق الشعبية بالمحرق؛ فما حدث ويحدث في سوق المنامة يتكرر بحذافيره في سوق المحرق، فغالبية البحرينيين تركوا متاجرهم في سوق المحرق فاسحين المجال من دون رغباتهم وإراداتهم الحرَّة بطريقة قسرية لمن يستطيع البقاء في السوق، وهم بكل تأكيد تجار المافيا من الآسيويين الذين استحوذوا على كل شيء في سوق المحرق، ولو دققنا تفاصيل هذه العصابات من التجار الآسيويين لتأكدنا أن من يدير سوق المنامة هو من يدير اليوم سوق المحرق، وربما سوق الرفاع ومدينة عيسى وسوق واقف وغيرها من الأسواق المتناثرة، ولو استمر الوضع هكذا فإنهم سوف يبسطون أيديهم حتى على مفاصل المجمعات التجارية الكبيرة، لأن الصغيرة منها تم الاستيلاء عليها من طرفهم منذ أعوام خلت!
سوق المحرق تئن بالكساد القاتل، ولأن تجوَّلت في أعرق سوق في الخليج «القيصرية» ومحيطها الممتد إلى داخل المحرق، فإنك ستصاب بالدهشة لفرط ضعف عمليات البيع والشراء فيها، ولا يغرنكم أسماء المحال التجارية التي تحمل أسماء بحرينية خالصة، فهي مملوكة لتجار آسيويين؛ هذه هي الحكاية.
من ظلَّ من البحرينيين والمحرقيين تحديداً ممن يصارعون البقاء في سوق المحرق يعدون على الأصابع، وأغلبهم من كبار السن، أو ممن أسسوا هم وآباؤهم هذه السوق التاريخية، إذ تجدونهم يجلسون في زوايا مغلفة بالحزن داخل متاجرهم التي ستنتهي برحيلهم «أطال الله أعمارهم»، وبعدها لا يصلح أن نتحدث عن سوق وطنية وغيره من الكلام «الفاضي»، بل سنسرد لأبنائنا تاريخ سوق كانت في قديم الزمان ملكاً خالصاً لآبائنا وأجدادنا، أما اليوم، فلا شيء من ذلك كله.
ليست هنالك بنية تحتية في سوق المحرق، وليست هناك مظلات تقيهم الحر والبرد، أما التاجر البحريني ممن بلغ من العمر عتياً، فإنه وبعد أن تسقط أشعة الشمس الملتهبة في قلب فصل الصيف الحارق فإنه يقوم بتغطية متجره ووجهه بقطعة من»كارتون» كتب عليه «صنع في الهند»!!
{{ article.visit_count }}
مجمعات ديناصورية، وسوق مفتوحة، وأزمة مالية وسياسية عالمية هزت الدول والقارات في الأعوام الأخيرة، إضافة لتحكم أقليات تجارية في السوق العالمية والمحلية، وضعت هذه العوامل التاجر البحريني الصغير في موقع لا يحسد عليه، فكل شيء يسير ضده، ولهذا فضل الانسحاب من السوق لأنه لا يستطيع أن يكون رقماً ولو صغيراً، في سوق شرسة يحكمها الكبار من الهوامير والمافيا من الجنسيات الأخرى.
بالأمس تحدثنا عن موت سوق المنامة، وكيف تحوَّلت تلك السوق الشعبية الوطنية العتيقة إلى محال تجارية بلا هوية، فالآسيويون استحوذوا عليها كلها، ولم يتبقَ منها سوى بعض الدكاكين البسيطة لبعض من البحرينيين ممن يتمسكون بالأمل المفقود.
اليوم سنتحدث عن السوق الشعبية بالمحرق؛ فما حدث ويحدث في سوق المنامة يتكرر بحذافيره في سوق المحرق، فغالبية البحرينيين تركوا متاجرهم في سوق المحرق فاسحين المجال من دون رغباتهم وإراداتهم الحرَّة بطريقة قسرية لمن يستطيع البقاء في السوق، وهم بكل تأكيد تجار المافيا من الآسيويين الذين استحوذوا على كل شيء في سوق المحرق، ولو دققنا تفاصيل هذه العصابات من التجار الآسيويين لتأكدنا أن من يدير سوق المنامة هو من يدير اليوم سوق المحرق، وربما سوق الرفاع ومدينة عيسى وسوق واقف وغيرها من الأسواق المتناثرة، ولو استمر الوضع هكذا فإنهم سوف يبسطون أيديهم حتى على مفاصل المجمعات التجارية الكبيرة، لأن الصغيرة منها تم الاستيلاء عليها من طرفهم منذ أعوام خلت!
سوق المحرق تئن بالكساد القاتل، ولأن تجوَّلت في أعرق سوق في الخليج «القيصرية» ومحيطها الممتد إلى داخل المحرق، فإنك ستصاب بالدهشة لفرط ضعف عمليات البيع والشراء فيها، ولا يغرنكم أسماء المحال التجارية التي تحمل أسماء بحرينية خالصة، فهي مملوكة لتجار آسيويين؛ هذه هي الحكاية.
من ظلَّ من البحرينيين والمحرقيين تحديداً ممن يصارعون البقاء في سوق المحرق يعدون على الأصابع، وأغلبهم من كبار السن، أو ممن أسسوا هم وآباؤهم هذه السوق التاريخية، إذ تجدونهم يجلسون في زوايا مغلفة بالحزن داخل متاجرهم التي ستنتهي برحيلهم «أطال الله أعمارهم»، وبعدها لا يصلح أن نتحدث عن سوق وطنية وغيره من الكلام «الفاضي»، بل سنسرد لأبنائنا تاريخ سوق كانت في قديم الزمان ملكاً خالصاً لآبائنا وأجدادنا، أما اليوم، فلا شيء من ذلك كله.
ليست هنالك بنية تحتية في سوق المحرق، وليست هناك مظلات تقيهم الحر والبرد، أما التاجر البحريني ممن بلغ من العمر عتياً، فإنه وبعد أن تسقط أشعة الشمس الملتهبة في قلب فصل الصيف الحارق فإنه يقوم بتغطية متجره ووجهه بقطعة من»كارتون» كتب عليه «صنع في الهند»!!