ما مستقبل الجماعات الراديكالية في حالة الخليج بدون الأمريكان؟
اللافت أن معظم الجماعات الراديكالية التي عانت منها دول مجلس التعاون الخليجي طوال العقود الماضية كان لواشنطن دور في رعايتهــا أو تمويلهـــا أو حتـــى دعمهـــا سياسيــاً وإعلاميــاً، ولنتذكــر منهــا تنظيــم القاعدة، وكذلك تنظيمات ولاية الفقيه وإن تعددت تسمياتها مثل خلايا حزب الله، أو جمعية الوفاق، وبقية التنظيمات السياسية المتحالفة معها.
واشنطن كانت حريصة دائماً على إقامـــة علاقات وثيقة مع العديد من الجماعات السياسية في مجتمعات الخليج العربية رغم مواقفها العلنية الرافضة أو المتحفظة تجاه بعضها، ورغم مناهضة بعض هذه الجماعات للسياسة الأمريكية ودورها الدولي.
الهدف الأساس من علاقات واشنطن مع هذه الجماعات لم يكن يوماً تحقيق مصالح هذه الجماعات بقدر حماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية من خلال استغلال هذه الجماعات. ولذلك صارت الجماعـــات الراديكالية في الخليج العربي هي الحليف الأقوى لواشنطن بعد العام 2010، بل حليفاً أقوى من الحكومات الخليجية، والأسر المالكة والحاكمة في هذه الدول، خاصة بعد أن وجدت واشنطن ضالتها في هذه الجماعات إثر قرار المحافظين الجدد بتغيير خريطة الشرق الأوسط خلال حكم جورج بوش الابن.
وظفت واشنطن علاقاتها مع الجماعات الراديكالية لتكون هذه الجماعات عنصر ضغط على الأنظمة الخليجية الحاكمــة، بحيث يمكن زعزعة أمنها واستقرارها متى ما أرادت واشنطن ذلك تحت مسميات عديدة، مثل الإصلاح السياسي، والتحـــول الديمقراطي، والمشاركة الشعبية، والحريات العامة، وحقوق الإنسان.
الآن انكشفت علاقة واشنطن مع هذه الجماعات، واختلفت أيضاً طريقة تعامـــل الحكومات الخليجية مع هذه الجماعات. فكيف ستتعامل واشنطن مع هذه الجماعات في مرحلة الخليج بدون الأمريكان؟ خاصة وأن الحكومات الخليجية باتت تنبذ نشاط مثل هذه الجماعات الذي بات يهدد أمنها القومي؟
موقف الحكومات الخليجية واضح، ومن المتوقع أن تستمر في التعامل بحزم أكبر مع الجماعات الراديكالية. ولكن موقف واشنطن غير واضح، فكيف يمكن أن تواصل علاقاتها مع هذه الجماعات التي باتت خارجة عن القانون، لأنه حساس، ومن شأنه أن يؤثر سلباً على العلاقات الخليجية - الأمريكية.
إذا استمرت هذه الجماعات وأنشطتها في مرحلة الخليج بدون الأمريكان، فإن واشنطن لن تفرط فيها، بل ستحاول استغلالها أكثر فأكثر لتحقيق مكاسب أكبر. ولذلك فإن الخيار الاستراتيجي الخليجي هو القضاء على هذه الجماعات عبر القانون والملاحقة القضائية إلى أن تنتهي. أيضاً فإن القضاء عليها، يعني قطع المجال أمام التدخلات الأجنبية الإقليمية والدولية.
بالمقابل فإن الجماعات الراديكالية لن تقـف كثيراً عندما تشهد المنطقة حالة الخليـــج بدون الأمريكان، بل من المتوقع أن تبحث فوراً عن خيارات استراتيجية مستقبلية وتحالفات جديدة، وقد تكون تحالفاتها مستمرة للتحالفات السابقة لأنها تحالفات ذات مستوييــــن الأول إقليمــــي والثانــــي دولي. ومن المحتمل أن تكون الجماعــات الراديكالية أكثر حدة بسبب عدم ارتباطها بأجندة مباشرة للتنفيذ، ولكن الخطوة هنا تتمثل في لجوء هذه الجماعات إلى التكتل الإقليمي، لأن التكتل يعني مواجهة مفتوحة وطويلة الأمد.
{{ article.visit_count }}
اللافت أن معظم الجماعات الراديكالية التي عانت منها دول مجلس التعاون الخليجي طوال العقود الماضية كان لواشنطن دور في رعايتهــا أو تمويلهـــا أو حتـــى دعمهـــا سياسيــاً وإعلاميــاً، ولنتذكــر منهــا تنظيــم القاعدة، وكذلك تنظيمات ولاية الفقيه وإن تعددت تسمياتها مثل خلايا حزب الله، أو جمعية الوفاق، وبقية التنظيمات السياسية المتحالفة معها.
واشنطن كانت حريصة دائماً على إقامـــة علاقات وثيقة مع العديد من الجماعات السياسية في مجتمعات الخليج العربية رغم مواقفها العلنية الرافضة أو المتحفظة تجاه بعضها، ورغم مناهضة بعض هذه الجماعات للسياسة الأمريكية ودورها الدولي.
الهدف الأساس من علاقات واشنطن مع هذه الجماعات لم يكن يوماً تحقيق مصالح هذه الجماعات بقدر حماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية من خلال استغلال هذه الجماعات. ولذلك صارت الجماعـــات الراديكالية في الخليج العربي هي الحليف الأقوى لواشنطن بعد العام 2010، بل حليفاً أقوى من الحكومات الخليجية، والأسر المالكة والحاكمة في هذه الدول، خاصة بعد أن وجدت واشنطن ضالتها في هذه الجماعات إثر قرار المحافظين الجدد بتغيير خريطة الشرق الأوسط خلال حكم جورج بوش الابن.
وظفت واشنطن علاقاتها مع الجماعات الراديكالية لتكون هذه الجماعات عنصر ضغط على الأنظمة الخليجية الحاكمــة، بحيث يمكن زعزعة أمنها واستقرارها متى ما أرادت واشنطن ذلك تحت مسميات عديدة، مثل الإصلاح السياسي، والتحـــول الديمقراطي، والمشاركة الشعبية، والحريات العامة، وحقوق الإنسان.
الآن انكشفت علاقة واشنطن مع هذه الجماعات، واختلفت أيضاً طريقة تعامـــل الحكومات الخليجية مع هذه الجماعات. فكيف ستتعامل واشنطن مع هذه الجماعات في مرحلة الخليج بدون الأمريكان؟ خاصة وأن الحكومات الخليجية باتت تنبذ نشاط مثل هذه الجماعات الذي بات يهدد أمنها القومي؟
موقف الحكومات الخليجية واضح، ومن المتوقع أن تستمر في التعامل بحزم أكبر مع الجماعات الراديكالية. ولكن موقف واشنطن غير واضح، فكيف يمكن أن تواصل علاقاتها مع هذه الجماعات التي باتت خارجة عن القانون، لأنه حساس، ومن شأنه أن يؤثر سلباً على العلاقات الخليجية - الأمريكية.
إذا استمرت هذه الجماعات وأنشطتها في مرحلة الخليج بدون الأمريكان، فإن واشنطن لن تفرط فيها، بل ستحاول استغلالها أكثر فأكثر لتحقيق مكاسب أكبر. ولذلك فإن الخيار الاستراتيجي الخليجي هو القضاء على هذه الجماعات عبر القانون والملاحقة القضائية إلى أن تنتهي. أيضاً فإن القضاء عليها، يعني قطع المجال أمام التدخلات الأجنبية الإقليمية والدولية.
بالمقابل فإن الجماعات الراديكالية لن تقـف كثيراً عندما تشهد المنطقة حالة الخليـــج بدون الأمريكان، بل من المتوقع أن تبحث فوراً عن خيارات استراتيجية مستقبلية وتحالفات جديدة، وقد تكون تحالفاتها مستمرة للتحالفات السابقة لأنها تحالفات ذات مستوييــــن الأول إقليمــــي والثانــــي دولي. ومن المحتمل أن تكون الجماعــات الراديكالية أكثر حدة بسبب عدم ارتباطها بأجندة مباشرة للتنفيذ، ولكن الخطوة هنا تتمثل في لجوء هذه الجماعات إلى التكتل الإقليمي، لأن التكتل يعني مواجهة مفتوحة وطويلة الأمد.