ما يجري في البحرين اليوم من أحداث صار البعض الكثير يطلق عليها اسم «ثورة يهالوه»، ومع أن هذا التعبير غير لطيف؛ إلا أنه للأسف تتوفر الكثير من الأدلة التي تؤكد حقيقة أنها كذلك!
فعندما تبات في بيتك على رائحة إطارات سيارات تم إشعال النار فيها في الفريج فليس أمامك سوى القول إن هذا من فعل «يهال» وإنها «ثورة يهالوه»، وعندما تصبح لترى حاوية القمامة وقد ذابت من النار التي أشعلت فيها ورائحة القمامة المشوية منتشرة فليس أمامك سوى أن تصف هذا الذي يحدث بـ «ثورة يهالوه»، وعندما تقع في يدك صورة كالتي أضعها أمامي وأنا أكتب هذا المقال فلا حيلة لك من الهروب من استخدام ذلك الوصف.
قبل كشف ما في الصورة التي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مساء الجمعة الماضية، لنقرأ معاً التعليق الذي صاحبهــا، والذي كان يغري بالضغط على الرابط الذي يوصل إليها، حيث التعليق والصورة كلاهما يؤكدان القول إن ما يحدث هو «ثــورة يهالـــوه». يقول التعليق «صـــورة لوصول الثوار في زحفهم لمشارف تقاطع السيف». الصورة التي يتوقعها قارئ هذا التعليق هي تقدم مجموعة كبيرة جداً من «الثوار الأشاوس» من الذين «يخرعـــون» إلى منطقة الهدف المحددة لهم. فما الذي احتوته الصورة؟
سبعة أولاد لا يمكن أن تزيد أعمارهم عن الخامسة عشرة، سابعهم بدا وكأنه متفرج وليس مشاركاً، اثنان من الستة يحملان لافتة من القماش كتب عليها ما كتب وكلهم يرفعون أيديهم بعلامة النصر.. وبس!
دليــــل آخـــر على أن هذه بالفعل «ثـــورة يهالوه» هو أن هذه الصورة وهذا التعليق يدين من يقف وراء هؤلاء الأطفال، لأن الصورة ببساطة تبين مدى استغلالهم للأطفال ودفعهم إلى معركة خاسرة يمكن أن تكلفهم حياتهم.
لنستعرض أدلة أخرى تؤكد أن ما يجري في البحريــن اليوم بالفعل هو «ثورة يهالـــوه». قبل تاريخ تلك الصورة بيومين انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي خبر خروج أعداد كبيرة من المواطنين في مظاهرة حاشدة بالقرب من مبنى البلدية في المنامة. شاهدت الصور، لم يكن في الصورة سوى مجموعة قليلة من المتظاهرين الذين رفعوا لافتة مليئة بالشتائم (وهذا دليل آخر على أن الثوار يهالوه لأن تدوين الشتائم على اللافتات ليس من ديدن الثوار). أما المضحك في تلك «المظاهرة الحاشدة» فهو أنها تنفذ في حضور جمهور لا علاقة له بما يجري ولا يعرف عما يجري شيئاً، ذلك أن المتواجدين في تلك المنطقة وفي تلك الساعة تحديداً أغلبهم من الآسيويين الذين لا تنفع «الثوار» وصول رسالتهـــم إليهم!
دليل إضافي على أن ما يحدث هنا ليس إلا «ثورة يهالوه» هو ما غرد به أحد المحرضين المحركين للبسطاء ممن اختار الاختباء في الخارج، حيث كتب التالي «500 تغلق الشوارع الرئيسة وعشرات الآلاف يقتحمون المنامة بالسيارات والباقي بعدهم سيراً إلى عاصمة الرموز.. ممكن والثوار قادرون»!
أو ليس مثل هذا الخيال تأكيد على أن ما يجري في البحرين ليس إلا «ثورة يهالوه»؟ أوليس مثل هذا الكلام يعني أن «الثوار وقادة الثوار» بعيدون عن أرض الواقع ولا يدركون منه شيئاً؟ أوليس هذا يعني أن هؤلاء دون القدرة على تقييم الأمور وقراءة الساحة قراءة واعية؟
الثورة التي تعتمد على «مفكرين» غير قادرين على التحرر من أسر خيالهم ليست ثورة، والثورة التي تعتمد في عملها الميداني على الأطفال وتصفهم بكل بساطة بالثوار والأشاوس لا علاقة لها بالثورة، والثورة التي تخرج بعضاً قليلاً من الناس لتسير في مظاهرة وسط الآسيويين الذين لا يفهمون حتى ما يقولونه ليست إلا «ثورة يهالوه»!.
{{ article.visit_count }}
فعندما تبات في بيتك على رائحة إطارات سيارات تم إشعال النار فيها في الفريج فليس أمامك سوى القول إن هذا من فعل «يهال» وإنها «ثورة يهالوه»، وعندما تصبح لترى حاوية القمامة وقد ذابت من النار التي أشعلت فيها ورائحة القمامة المشوية منتشرة فليس أمامك سوى أن تصف هذا الذي يحدث بـ «ثورة يهالوه»، وعندما تقع في يدك صورة كالتي أضعها أمامي وأنا أكتب هذا المقال فلا حيلة لك من الهروب من استخدام ذلك الوصف.
قبل كشف ما في الصورة التي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مساء الجمعة الماضية، لنقرأ معاً التعليق الذي صاحبهــا، والذي كان يغري بالضغط على الرابط الذي يوصل إليها، حيث التعليق والصورة كلاهما يؤكدان القول إن ما يحدث هو «ثــورة يهالـــوه». يقول التعليق «صـــورة لوصول الثوار في زحفهم لمشارف تقاطع السيف». الصورة التي يتوقعها قارئ هذا التعليق هي تقدم مجموعة كبيرة جداً من «الثوار الأشاوس» من الذين «يخرعـــون» إلى منطقة الهدف المحددة لهم. فما الذي احتوته الصورة؟
سبعة أولاد لا يمكن أن تزيد أعمارهم عن الخامسة عشرة، سابعهم بدا وكأنه متفرج وليس مشاركاً، اثنان من الستة يحملان لافتة من القماش كتب عليها ما كتب وكلهم يرفعون أيديهم بعلامة النصر.. وبس!
دليــــل آخـــر على أن هذه بالفعل «ثـــورة يهالوه» هو أن هذه الصورة وهذا التعليق يدين من يقف وراء هؤلاء الأطفال، لأن الصورة ببساطة تبين مدى استغلالهم للأطفال ودفعهم إلى معركة خاسرة يمكن أن تكلفهم حياتهم.
لنستعرض أدلة أخرى تؤكد أن ما يجري في البحريــن اليوم بالفعل هو «ثورة يهالـــوه». قبل تاريخ تلك الصورة بيومين انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي خبر خروج أعداد كبيرة من المواطنين في مظاهرة حاشدة بالقرب من مبنى البلدية في المنامة. شاهدت الصور، لم يكن في الصورة سوى مجموعة قليلة من المتظاهرين الذين رفعوا لافتة مليئة بالشتائم (وهذا دليل آخر على أن الثوار يهالوه لأن تدوين الشتائم على اللافتات ليس من ديدن الثوار). أما المضحك في تلك «المظاهرة الحاشدة» فهو أنها تنفذ في حضور جمهور لا علاقة له بما يجري ولا يعرف عما يجري شيئاً، ذلك أن المتواجدين في تلك المنطقة وفي تلك الساعة تحديداً أغلبهم من الآسيويين الذين لا تنفع «الثوار» وصول رسالتهـــم إليهم!
دليل إضافي على أن ما يحدث هنا ليس إلا «ثورة يهالوه» هو ما غرد به أحد المحرضين المحركين للبسطاء ممن اختار الاختباء في الخارج، حيث كتب التالي «500 تغلق الشوارع الرئيسة وعشرات الآلاف يقتحمون المنامة بالسيارات والباقي بعدهم سيراً إلى عاصمة الرموز.. ممكن والثوار قادرون»!
أو ليس مثل هذا الخيال تأكيد على أن ما يجري في البحرين ليس إلا «ثورة يهالوه»؟ أوليس مثل هذا الكلام يعني أن «الثوار وقادة الثوار» بعيدون عن أرض الواقع ولا يدركون منه شيئاً؟ أوليس هذا يعني أن هؤلاء دون القدرة على تقييم الأمور وقراءة الساحة قراءة واعية؟
الثورة التي تعتمد على «مفكرين» غير قادرين على التحرر من أسر خيالهم ليست ثورة، والثورة التي تعتمد في عملها الميداني على الأطفال وتصفهم بكل بساطة بالثوار والأشاوس لا علاقة لها بالثورة، والثورة التي تخرج بعضاً قليلاً من الناس لتسير في مظاهرة وسط الآسيويين الذين لا يفهمون حتى ما يقولونه ليست إلا «ثورة يهالوه»!.