قبل يومين خرجت مظاهرات في أكثر من قرية، المظاهرات لم تكن مرخصة ولم يتم الإخطار عنها حسب القانون، مظاهرات رفعت فيها الأعلام والشعارات السياسية ولم تأتِ في صورة مواكب عزاء؛ حيث لم تخلط فيها شعارات السياسة بشعارات الحسين.
مثل هذا التصرف، وإن كان مخالفاً للقانون وخاطئاً ويعطي المعنيين بالأمن حق التعامل مع مرتكبيه، إلا أنه صحيح من جهة عدم الخلط بين الأمرين، لأنه من غير المنطقي أن يتم الخلط بين عزاء الحسين وبين أمور لا علاقة لها بالحسين، كما حدث أخيراً، خصوصاً في الديه، التي كان موكب العزاء فيها من إعداد وإخراج ومشاركة مجموعات من الملثمين قدموا «استعراضات ثورية» في عملية حرف واضحة لعزاء سيد الشهداء، وفي تحدٍّ واضح للدولة (تأكيداً لذلك تم نشر عشرات الصور التي تظهر «مواكب الملثمين» عبر مواقع التواصل الاجتماعي).
في السنوات السابقة كان يحدث شيء من الخلط بين هذا وذاك، ولكنه كان محصوراً في كلمات يرددها بعض الرواديد أو في شيلات تحمل «نغزات»مستترة أحياناً وواضحة أحياناً أخرى، لكن خلطاً كالذي حدث في هذا العام لم يحدث من قبل أبداً. فالأمر إذاً جديد ويحتاج إلى تفسير، كما يحتاج إلى إجراءات من قبل المعنيين بالأمن كي لا يتكرر مستقبلاً فيؤثر على العزاء الذي ينبغي أن يكون خالصاً ولا يتم استغلاله.
أما إجراءات منعه مستقبلاً فلن تتأخر وزارة الداخلية عن واجبها في هذا الخصوص، خصوصاً وأنها مطالبة من قبل أصحاب المآتم والمعنيين بالعزاء بحمايتهم من هذا «الاعتداء» والتطاول على المواكب الحسينية، وعلى حقهم في الوفاء بحق سيد الشهداء «هناك الكثير من المعزين الذين لا يرضون بهذا الاستغلال الفاحش للعزاء من قبل السياسيين، لكنهم يخشون الدخول في مواجهات قد تفضي إلى عداوات»، وأما تفسير هذا الخلط فالمعطيات توفر سببين متناقضين؛ الأول هو التحدي ومحاولة لاستعراض العضلات والقول إن «المعارضة» لم تتعب وإنها لن ترفع الراية البيضاء وإنها ستواصل طريقها حتى لو وصلت الأمور إلى مرحلة المواجهات المباشرة مع مختلف الأطراف، والثاني هو إحساس «المعارضة» بالضعف وبأنها لم تعد تمتلك من الأدوات إلا القليل، وأنها صارت تخشى أن تفلت الأمور من يدها وتخسر «جماهيرها» وبالتالي فليس أمامها إلا الادعاء بأنها قوية وأنها تمتلك من الأدوات ما يتيح لها تحقيق أهدافها.
في كل الأحوال لم يكن مناسباً استغلال عزاء الحسين بهذا الشكل الذي أدى إلى تضرر المعزين «الصجيين»، وكان تعدياً غير مقبول على حق الناس في التعبير عن حبهم للحسين، وهو حب ليس مقتصراً على أتباع مذهب معين. من هنا فإن توجيه الوزير الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة المعنيين بوزارة الداخلية لتقييم إجراءات عاشوراء الأمنية مهم وينبغي أن يتم التقييم بشكل علمي بعيداً عن العواطف والانفعالات، وأن يستفيد الفريق المعني بالتقييم من كل ما نشر في الصحافة من أخبار وتقارير ومقالات وتحليلات ومن هيئة تنظيم المواكب الحسينية وأصحاب المآتم ومن كل ذي علاقة، كما إن عليها أن تضمن تقييمها أيضاً ما قد يكون وصلها من شكاوى وملاحظات من جمهور المعزين؛ سواء في ما يتعلق بسبل وصولهم إلى أماكن العزاء أو في ما يتعلق بتطاول «السياسيين» على العزاء ومحاولتهم السيطرة عليه وتوظيفه لصالح قضية سياسية لا علاقة لها بقضية الحسين.
عاشوراء التالي سيحل بعد عام من الآن، والأكيد أن الجميع سينشغل بأمور كثيرة ليفاجؤوا به وقد حل، لذا ينبغي المباشرة في عملية التقييم واتخاذ القرارات ليكون الجميع على علم بها من الآن، والأفضل أن تخرج في شكل تشريعات تصدر عن مجلس النواب باعتبار مواكب العزاء تجمعات ومسيرات ومظاهرات.
مثل هذا التصرف، وإن كان مخالفاً للقانون وخاطئاً ويعطي المعنيين بالأمن حق التعامل مع مرتكبيه، إلا أنه صحيح من جهة عدم الخلط بين الأمرين، لأنه من غير المنطقي أن يتم الخلط بين عزاء الحسين وبين أمور لا علاقة لها بالحسين، كما حدث أخيراً، خصوصاً في الديه، التي كان موكب العزاء فيها من إعداد وإخراج ومشاركة مجموعات من الملثمين قدموا «استعراضات ثورية» في عملية حرف واضحة لعزاء سيد الشهداء، وفي تحدٍّ واضح للدولة (تأكيداً لذلك تم نشر عشرات الصور التي تظهر «مواكب الملثمين» عبر مواقع التواصل الاجتماعي).
في السنوات السابقة كان يحدث شيء من الخلط بين هذا وذاك، ولكنه كان محصوراً في كلمات يرددها بعض الرواديد أو في شيلات تحمل «نغزات»مستترة أحياناً وواضحة أحياناً أخرى، لكن خلطاً كالذي حدث في هذا العام لم يحدث من قبل أبداً. فالأمر إذاً جديد ويحتاج إلى تفسير، كما يحتاج إلى إجراءات من قبل المعنيين بالأمن كي لا يتكرر مستقبلاً فيؤثر على العزاء الذي ينبغي أن يكون خالصاً ولا يتم استغلاله.
أما إجراءات منعه مستقبلاً فلن تتأخر وزارة الداخلية عن واجبها في هذا الخصوص، خصوصاً وأنها مطالبة من قبل أصحاب المآتم والمعنيين بالعزاء بحمايتهم من هذا «الاعتداء» والتطاول على المواكب الحسينية، وعلى حقهم في الوفاء بحق سيد الشهداء «هناك الكثير من المعزين الذين لا يرضون بهذا الاستغلال الفاحش للعزاء من قبل السياسيين، لكنهم يخشون الدخول في مواجهات قد تفضي إلى عداوات»، وأما تفسير هذا الخلط فالمعطيات توفر سببين متناقضين؛ الأول هو التحدي ومحاولة لاستعراض العضلات والقول إن «المعارضة» لم تتعب وإنها لن ترفع الراية البيضاء وإنها ستواصل طريقها حتى لو وصلت الأمور إلى مرحلة المواجهات المباشرة مع مختلف الأطراف، والثاني هو إحساس «المعارضة» بالضعف وبأنها لم تعد تمتلك من الأدوات إلا القليل، وأنها صارت تخشى أن تفلت الأمور من يدها وتخسر «جماهيرها» وبالتالي فليس أمامها إلا الادعاء بأنها قوية وأنها تمتلك من الأدوات ما يتيح لها تحقيق أهدافها.
في كل الأحوال لم يكن مناسباً استغلال عزاء الحسين بهذا الشكل الذي أدى إلى تضرر المعزين «الصجيين»، وكان تعدياً غير مقبول على حق الناس في التعبير عن حبهم للحسين، وهو حب ليس مقتصراً على أتباع مذهب معين. من هنا فإن توجيه الوزير الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة المعنيين بوزارة الداخلية لتقييم إجراءات عاشوراء الأمنية مهم وينبغي أن يتم التقييم بشكل علمي بعيداً عن العواطف والانفعالات، وأن يستفيد الفريق المعني بالتقييم من كل ما نشر في الصحافة من أخبار وتقارير ومقالات وتحليلات ومن هيئة تنظيم المواكب الحسينية وأصحاب المآتم ومن كل ذي علاقة، كما إن عليها أن تضمن تقييمها أيضاً ما قد يكون وصلها من شكاوى وملاحظات من جمهور المعزين؛ سواء في ما يتعلق بسبل وصولهم إلى أماكن العزاء أو في ما يتعلق بتطاول «السياسيين» على العزاء ومحاولتهم السيطرة عليه وتوظيفه لصالح قضية سياسية لا علاقة لها بقضية الحسين.
عاشوراء التالي سيحل بعد عام من الآن، والأكيد أن الجميع سينشغل بأمور كثيرة ليفاجؤوا به وقد حل، لذا ينبغي المباشرة في عملية التقييم واتخاذ القرارات ليكون الجميع على علم بها من الآن، والأفضل أن تخرج في شكل تشريعات تصدر عن مجلس النواب باعتبار مواكب العزاء تجمعات ومسيرات ومظاهرات.