تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التراشق والتجاذب الإعلامي بين منتسبي الحركة الرياضية البحرينية وتحولت مشكلات الرياضة من قاعات النقاش الرسمي إلى صفحات الملاحق الرياضية والفضاء التلفزيوني لتكشف لنا عن مدى ترهل الجسد الإداري في أنديتنا واتحاداتنا الرياضية، وهو ما ينعكس بصورة سلبية على الرياضة البحرينية، الأمر الذي يستوجب حلاً عاجلاً لوقف هذا التراشق والدفع باتجاه تفعيل أدوار القنوات الرسمية المتمثلة في مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية سواء المنتخبة منها أو المعينة! أغلب الأندية والاتحادات الرياضية أصبح لديها منسق إعلامي يفترض أن يقوم بدور المتحدث الإعلامي لها بدلاً من ترك الحبل على الغارب لعشاق الظهور الإعلامي للقيام بهذا الدور، وهو ما لمسناه في الآونة الأخيرة وأدى إلى ارتفاع حدة التوتر بين الأطراف المعنية!الأدهى من ذلك، أن أغلب ما ينشر من تسريبات إخبارية على صفحات الصحائف وعبر القنوات الفضائية نشم من خلاله رائحة الشخصنة البحتة والمصالح الذاتية، وهنا تكمن خطورة مثل هذه التجاذبات التي تدفع رياضتنا ثمنهاً باهظاً!العمل المؤسساتي السليم يجبرنا على اتباع القنوات القانونية الصحيحة للتعامل مع الأحداث، وهي قنوات متاحة من خلال التعامل الرسمي مع النادي أو الاتحاد أو من خلال الجمعية العمومية غير العادية في حال وجود معوقات تحول دون التعامل المباشر مع مجلس إدارة النادي أو الاتحاد، على أن تتم هذه الخطوات بعيداً عن الإثارة الإعلامية حتى لا تتحول القضايا الصغيرة إلى مشاكلات كبيرة تفسد العلاقة بين الأطراف المعنية وتفرغ الرياضة من مضمونها وقيمها السامية.نحن نتحدث هنا عن أشخاص متواجدين في موقع المسؤولية وملتصقين بصناع القرارات، سواء في الأندية أو الاتحادات، وبإمكانهم طرح كل القضايا على طاولة الحوار داخل هذه المؤسسات بدلاً من اللجوء إلى وسائل الإعلام، الأمر الذي يكشف ضعف شخصية هؤلاء المسؤولين وعدم قدرتهم على المواجهة وهذه سمة -مع الأسف الشديد- أصبحت متفشية في وسطنا الرياضي!حتى في اجتماعات الجمعيات العمومية التي يفترض أن تتوفر فيها الشفافية نجد الغالبية تنتهج أسلوب النفاق والمجاملة في قاعة الاجتماعات وتخرج بعد ذلك لتستعرض عضلاتها على صفحات الصحائف أو في الفضائيات لتفتح قنوات التراشق والتجاذب الإعلامي الذي من شأنه تشتيت الجهود وتوتير الأجواء وإفساد العلاقات إلى آخر هذه القائمة السلبية!لست هنا بصدد توجيه نداءات للتدخل في شؤون الأندية والاتحادات في ما يتعلق بهذا الشأن، فهذه مرحلة يفترض أننا تجاوزناها ما دمنا نتشدق بالديمقراطية، إنما هي مجرد رسالة إلى المعنيين بالأمر كي يمتثلوا بمواثيق العمل الإداري ويبتعدوا عن شخصنة الأمور والمبالغة في الظهور الإعلامي لمجرد البروز الشخصي والعياذ بالله!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90