لم تتوقف الأخبار السيئة رغم أن المواطن سعيد بتغير حالة الطقس والجو، فبعد كل ما حدث لنا من أخبار لا تسعد الخاطر، جاء خبر يقول إن الدين العام للمملكة وصل إلى 5 مليارات دينار (لاحظوا ديناراً وليس دولاراً)، وهذا الخبر أشعرني حين خرج في هذا التوقيت أن أمراً ما سيحدث يتعلق برفع الدعم عن السلع والمحروقات أو بعضها.بعض الأخبار الطيبة خرجت من مجلس الشورى حول زيادة للمتقاعدين تقدر بـ 7%، غير أن ما يقره المجلسان ليس بالضرورة أن يُقر من الحكومة.خبر آخر جاء من مجلس النواب يقول إن المجلس رفع اقتراحاً برغبة للحكومة بصرف 1000 دينار لكل أسرة في العيد الوطني.. أهم شيء الاقتراح برغبة.. (الرغبة جامحة يا جماعة في البلد)..!!1000 دينار في العيد الوطني، خبر جميل (مع أنه اقتراح فقط)، لكن الذي أعرفه أن 1000 دينار لا تخرج إلا في الأزمات فقط..!شعرت وأنا أطلع على هذه الأخبار (خبر الدين العام، خبر التمهيد لرفع الدعم، خبر زيادة المتقاعدين، خبر الـ 1000 دينار) شعرت أني مثل الطالب في الفصل حين يدخل عليه 4 مدرسين وكل مدرس يقول له معلومة لمادة مختلفة في نفس الوقت ويراد له أن يحفظها، بصريح العبارة تشعر أنك أمام (خلاطة عصير كوكتيل.. لكن هذا الكوكتيل بحريني بامتياز لم تشاهد مثله أبداً).!!بعيداً عن كل الأخبار المتباينة، فإن ما أحدثته الأمطار أصبح أمراً مؤرقاً للرأي العام البحريني، حتى وإن كانت مطرة عابرة، إلا أن تبعات الأمطار مازالت تتوالى، فحين شكلت لجنة للتعويضات استبشرنا خيراً، ونحن نعرف أن النية طيبة وصادقة ومخلصة، وأن الهدف سامٍ، إلا أن ما خرج بعد ذلك من جمع للتبرعات جعل الناس تطلق أسئلة كثيرة.هل المواطن مسؤول عن أخطاء الدولة؟لماذا لم تطلق الحملة للشركات الكبيرة فقط؟إذا كنا كدولة نتبرع للحرب في جمهورية مالي، فمن الأولى أن نضع «دهنا في مكبتنا» ونتبرع للذين يحتاجون إعادة بناء منازلهم وليس تعويضات.مناظر المنازل التي زارها سمو الشيخ ناصر حفظه الله لا تصلح لسكن الإنسان، فكيف سترمم هذه البيوت من بعد الأمطار؟هذه البيوت سواء في المحرق أو الجنوبية، أو أي مدينة وقرية أخرى تحتاج إلى قرار صارم ونافذ بإعادة بنائها حفاظاً على كرامة المواطن البحريني، وليس جمع تبرعات للترميم أو التعويض عن الأضرار.ما يشغلني هنا ليس فقط ما حدث مؤخراً في هذا الموضوع، ما يشغلني هو أننا في بداية موسم الأمطار، وقد تهبط علينا أمطار أقوى من التي مرت، فكيف سنتعامل معها؟هل سنجمع التبرعات مرة أخرى؟معالجة النتيجة أمر طيب كعلاج سريع، لكنه ليس حلاً دائماً، المطلوب استراتيجية واضحة بميزانية واضحة بأيادٍ نظيفة تعالج مشكلة الأمطار بعد حصر وتحليل كل البيانات والمعلومات، الحل يا جماعة الخير هو أن يكون للمواطن مسكن محترم، وأن تتم معالجة مشكلة تجمعات مياه الأمطار بشكل شامل، وإلا فإننا في كل عام سنحتاج إلى لجنتين على الأقل للتبرعات..!لا أعرف لماذا لم تتبرع وزارة الثقافة للجنة (فالمطر ثقافة) والوزارة تقيم حفلات تنفق عليها 3 ملايين دينار في ليلة واحدة، وهذا يكفي لعلاج مشكلة التعويضات، خصوصاً إذا أغلقنا أبواب التسريبات للمبالغ التي ترصد..!«طق المطر.. وزاد الماي على لطحين» أي والله مصيبتا مصيبة، فمن اقترح على القيادة إقامة حملة للتبرعات لم يكن موفقاً، هذه أخطاء دولة، يجب على الدولة أن تعالجها بشكل شامل، فلا ينبغي أن يسكن المواطنون في بيوت مثل التي شاهدنا، هذا أمر مخجل ومؤسف ومحبط، وهذا الأمر قنبلة موقوتة قد تفجر مستقبل البحرين من موقع تحسبه الدولة أنه آمن..!كيف تريدون للمواطن أن يصبر على هذه البيوت، وهو يشاهد كل الذي يجري أمامه، كانتونات خمس نجوم، البحر أمامه يدفن، سواحل العاصمة مغلقة أمامه، مدن للطبقة المخملية، ومدن تشبه مدينة عيسى والمحرق القديمة..!! 5 مليارات دينار ديون للبحرين، أين ذهب هذا المبلغ؟ وفيما أنفق وحال بيوت المواطنين كما شاهدنا في تقرير الزيارة، ومساحة البحرين لا تتعدى 600 كيلو متر مربع نسكن في ربعها..!هذا المبلغ يبني كل البيوت التي تحتاج إعادة بناء ويزيد، ويبني مصانع تشغل الاقتصاد الوطني، الذي يخشى على مستقبل البحرين والذي يُحب البحرين وقيادتها يجب أن يقول الحقيقة، أفضل من أن نلمع الحقيقة ومن بعد ذلك تنفجر قنبلة موقوته في توقيت خطر، وفي مكان لم يكن متوقعاً أبداً، عندها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب..!!البلد فيها خير كثير، ويجب أن يشعر المواطن بهذا الخير، ويجب أن يسكن المواطن في بيت محترم هو وأسرته، هذا أقل ما يمكن أن نقوله من بعد الذي شاهدناه والذي لا يسر أي مواطن ويجب ألا يسر أي مسؤول..!!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90