لا ندري حقيقة ما أصاب النائب خالد عبدالعال والذي خرج علينا في الفترة الأخيرة بتمثيليات وتغريدات؛ تارة يهدد الحكومة ومرة يطالب باستقالتها، إلى أن وصل إلى قرار بأنه يجب عليه اقتلاع الحكومة من جذورها.
خالد عبدالعال قد يكون غافلاً عن تاريخ الجزيرة العربية التي كتب الله لها حكامها من أكرم الأحساب والأنساب، فالله يؤتي ملكه من يشاء، وقد شاء الله أن يؤتينا خير المعادن وأطيبها وألينها.
ويبدو أنه أيضاً لم يقرأ تاريخ البحرين كي يعرف أصل جذورها الطيبة التي خرجت منها دولة الرجال وحكومة الشهام.
نعم.. لم يقرأ عن جذور الحكومة الضاربة في بطن الأرض وفوق الأرض بامتداد شعب البحرين وشعوب الخليج المترضية على دولة البحرين وحكومتها، وهو الدرس الذي لا نريد أن نكرره ونعيده لأنه موثق توثيقاً لن تنساه لقرون قادمة، وثق كيف أن شعب البحرين متعلق بدولته وحكومته، إذ يجب على هذا النائب احترام مشاعر شعب البحرين وعدم التطاول على رموزه.
هذا النائب الذي اختير من قبل الشعب عليه أن يعلم بأنه ممثل للشعب أمام الحكومة، وإلا كان عليه من الأول ألا يكون نائباً للشعب طالما هو رافض لحكومة الدولة، وقد أقسم يميناً أن يحترم الدستور وقوانين الدولة، ولكنه نكث يمينه وتطاول على دستورها وخرج على قوانينها.
فبالله عليكم ماذا تقولون لهذا النائب الذي يستلم أجره من الحكومة، وقبل جميع المخصصات من سيارة آخر موديل وبدلات ومدخرات وجواز سفر خاص يطير به طيراناً دون سؤال ولا استفهام، وحصانة تسير معه أينما حل ونزل، وهذا كله من خيرات وصنائع الدولة وحكومتها.
فالحكومة يا أيها النائب ليست سناً في فكك ولا شجرة في بيتك ولا شعرة في رأسك كي تقرر اقتلاعها، الحكومة حكومة يقف شعب البحرين بأكمله خلفها، حكومة أصيلة جذورها ممتدة من دولة الرجال الذين قامت على أكتافهم البحرين وبنوها من قاع من الصخر والرمال إلى دولة تقاس على حضارتها حضارة الدول.
حكومة حولت البحرين إلى رقم صعب لا يمكن ضربه ولا قسمته ولا طرحه، رقم أعجز قوى الشرق والغرب الذين مازالوا يتململون ويولولون ويجتمعون ويتناقشون كيف يطيحون بدولة البحرين، وكيف يقنعون شعب البحرين للوقوف ضد حكومته؟
نعم.. قد عجزوا وشابت رؤوسهم، وذلك عندما خرج عليهم شعب البحرين يعلن ولاءه مباشرة دون ممثل، خرج شعب البحرين يبايع حاكمه وحكومته على الولاء والإخلاص، ومن يبايعه شعبه لا يستطيع شخص واحد ولا ألف شخص أن يقتلع حكومة رئيسها خليفة بن سلمان.
هناك فرق بين نائب يمثل نفسه وميوله وبين حكومة تمثل شعباً أعلن للعالم أن حكومته خط أحمر يقف عنده كل من يمكن ان يتطاول عليها.
كما إن على هذا النائب أن يدرك مسؤوليته كممثل يمثل الشعب في مصالحه لا أن يمثل مصالحه الشخصية أو السياسية التي يرى فيها أن حظه قد طاح وقارب نجمه على السقوط، ولذلك لم يجد إلا أن يحاول فلعله وعسى أن يحصل على قبول في شارعه بعد خروجه من المجلس الذي يقول عنه اليوم -بعد أن امتلأت جيوبه من خيراته ومعاشاته، وضمن معاش تقاعدي- إنه سيصل إليه أينما كان وكيفما كان، وذلك لأن هذه الحكومة لا تؤاخذ أبناء هذه البلد، بل تأخذهم بالحكمة والرأفة والرحمة، فهي حكومة حليمة حكيمة رشيدة.
ثم نقول لهذا النائب وغيره؛ لماذا لا تحاسب الحكومة كما يحاسبها غيرك من النواب؟ حكومة قد نشرت تقارير المخالفات في مؤسساتها علناً وقدمتها أمام النواب كي تقوم أنت وغيرك من النواب بالمحاسبة والاستجواب.
فها هي التقارير تفرد الصفحات عن «تمكين»، وتقول إنها عاجزة عن استرداد ديونها التي تقارب 9 ملايين، وها هي 53 مليوناً أخرى تصرف من خزنتها على مشاريع ليست بأولوية، وها هو تقرير «بابكو» يقول إن أمين المخزن يشتري، وإن الموظفين يعطون أوامر الشراء من غرف منازلهم، وها هي عقود توريد الطعام لديهم تتجاوز 102% لسعرها الأصلي.
وغيرها من تجاوزات بمئات من الملايين لم تخفها الحكومة، بل طالبت النواب بالمساءلة والمحاسبة، ولكن عندما عجز هذا النائب وغيره عن محاسبة المؤسسات التي فاح فسادها، قرر أن يتراجع عن دوره كنائب.
ولا بد هنا أن نسدي نصيحة لهذا النائب أن يوفر عليه مشقة اقتلاع الجذور لأن هذه الجذور من هذه الأرض وهي باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما نقول له كلمة أخيرة «كان غيرك أشطر».