المودة والحب والاشتراك في العقيدة، ليست شروطاً للتعايش وقبول الآخر، المطلوب نوع من التفاهم يدفع شبح العنف ويسمح للحياة بالاستمرار.
لقد أدركت بعض شعوب العالم أن لغة العنف والقتل والثأر تعيق مسيرة الوطن والمواطن وتقدم البلاد وخدمة البشرية، فراحت تبحث عن جو من التفاهم بينها وبين الشعوب الأخرى بعيداً عن الحرب والقتل والدمار، فكان ذلك سبباً من أسباب تقدمها وتطورها وعلو شأنها، ورغم أنها شعوب لها تاريخ حافل في الحفاظ على التقاليد التي من ضمنها أخذ الثأر إلا أنها تنازلت عن بعض هذه التقاليد لهدف أسمى ألا وهو التعايش السلمي، اليابان وشعبها نموذج لهذا النوع وفي أسلوب حياتهم دليل على ذلك.
قبل عشر سنوات دخل الصحافي الياباني شنسوكي هاشيدا إلى العراق ليغطي أحداث الغزو الأمريكي وتوجه إلى الفلوجة لينقل معاناة أهلها جراء القصف الأمريكي المستمر لها، وهناك تعرف على الطفل محمد البالغ من العمر 9 سنوات وقد أصابته شظية أمريكية في عينه اليسرى وأذهبت بصره، تعاطف هذا الصحافي مع الطفل ووعده بأنه سيذهب إلى اليابان ليرتب له العلاج هناك، وفعلاً سافر الرجل ثم عاد إلى العراق، وقبل توجهه إلى الفلوجة ليأخذ الطفل مر بمدينة المحمودية جنوب العراق، وهناك هاجمته الميليشيات التي كانت تسيطر على هذه المنطقة فقتلته هو وزميله.
لم تفكر عائلته وقتها بالانتقام قدر تفكيرهم بالوفاء بوعده فبعد شهر واحد من مقتله وصل الطفل محمد إلى اليابان وأجريت له عملية ناجحة ردت إليه بصره، بعد ذلك بدأت العائلة تخطط للثأر من العراقيين واختارت مدينة الفلوجة التي عمل فيها ابنهم واختلط بأهلها لينفذوا عملية ثأرهم، ولكن على الطريقة اليابانية الحديثة، فنادت أرملته بقومها «يا لثارات شنسوكي» وبدؤوا حملة جمعوا فيها 17 مليون دولار ليعيدوا تأهيل مستشفى الفلوجة العام ويشيدوا مركزاً طبياً متخصصاً بالأمومة والطفل يقدم خدمة لأهل المدينة، هذه المدينة التي تعرضت لأكثر من عملية ثأر آخرها تستعر نيرانها اليوم.. لكن شتان بين ثأر وثأر.
التعايش يعني أن يقبل كل منا الآخر على وضعه ودينه وثقافته دون أن يفرض أحد فكره وممارساته ليتمكن الناس من العيش سوياً بلا إراقة دماء، فمحاولة البعض فرض معتقداته وممارساته على الآخرين وصبغ البلاد بها أمر خطير كونه يهدد الهوية الثقافيــة لباقي أفراد المجتمع وهو مــــا لا يمكن تصوره مع التعايش فمسألة الحفاظ على الهوية أمر لا يمكن التنازل عنه.
لقد مرت عقود طويلة على إرساء البحرين الأسس السليمة لبناء علاقة التعايــش وهذا هو دور الدولة التـــي أنجزته من جانبها فهي وفرت كل مقومات التعاون والتسامح، والدور الآن على من يرفض التعايش في التعامل مع هذا الأسس لا العمل ضدها.
نحن اليوم بحاجة إلى التعايش أكثر من أي وقت مضى، هذا ما فهمه اليابانيون وعملوا به فهل يفهم من يرفضه هذا؟!
لقد أدركت بعض شعوب العالم أن لغة العنف والقتل والثأر تعيق مسيرة الوطن والمواطن وتقدم البلاد وخدمة البشرية، فراحت تبحث عن جو من التفاهم بينها وبين الشعوب الأخرى بعيداً عن الحرب والقتل والدمار، فكان ذلك سبباً من أسباب تقدمها وتطورها وعلو شأنها، ورغم أنها شعوب لها تاريخ حافل في الحفاظ على التقاليد التي من ضمنها أخذ الثأر إلا أنها تنازلت عن بعض هذه التقاليد لهدف أسمى ألا وهو التعايش السلمي، اليابان وشعبها نموذج لهذا النوع وفي أسلوب حياتهم دليل على ذلك.
قبل عشر سنوات دخل الصحافي الياباني شنسوكي هاشيدا إلى العراق ليغطي أحداث الغزو الأمريكي وتوجه إلى الفلوجة لينقل معاناة أهلها جراء القصف الأمريكي المستمر لها، وهناك تعرف على الطفل محمد البالغ من العمر 9 سنوات وقد أصابته شظية أمريكية في عينه اليسرى وأذهبت بصره، تعاطف هذا الصحافي مع الطفل ووعده بأنه سيذهب إلى اليابان ليرتب له العلاج هناك، وفعلاً سافر الرجل ثم عاد إلى العراق، وقبل توجهه إلى الفلوجة ليأخذ الطفل مر بمدينة المحمودية جنوب العراق، وهناك هاجمته الميليشيات التي كانت تسيطر على هذه المنطقة فقتلته هو وزميله.
لم تفكر عائلته وقتها بالانتقام قدر تفكيرهم بالوفاء بوعده فبعد شهر واحد من مقتله وصل الطفل محمد إلى اليابان وأجريت له عملية ناجحة ردت إليه بصره، بعد ذلك بدأت العائلة تخطط للثأر من العراقيين واختارت مدينة الفلوجة التي عمل فيها ابنهم واختلط بأهلها لينفذوا عملية ثأرهم، ولكن على الطريقة اليابانية الحديثة، فنادت أرملته بقومها «يا لثارات شنسوكي» وبدؤوا حملة جمعوا فيها 17 مليون دولار ليعيدوا تأهيل مستشفى الفلوجة العام ويشيدوا مركزاً طبياً متخصصاً بالأمومة والطفل يقدم خدمة لأهل المدينة، هذه المدينة التي تعرضت لأكثر من عملية ثأر آخرها تستعر نيرانها اليوم.. لكن شتان بين ثأر وثأر.
التعايش يعني أن يقبل كل منا الآخر على وضعه ودينه وثقافته دون أن يفرض أحد فكره وممارساته ليتمكن الناس من العيش سوياً بلا إراقة دماء، فمحاولة البعض فرض معتقداته وممارساته على الآخرين وصبغ البلاد بها أمر خطير كونه يهدد الهوية الثقافيــة لباقي أفراد المجتمع وهو مــــا لا يمكن تصوره مع التعايش فمسألة الحفاظ على الهوية أمر لا يمكن التنازل عنه.
لقد مرت عقود طويلة على إرساء البحرين الأسس السليمة لبناء علاقة التعايــش وهذا هو دور الدولة التـــي أنجزته من جانبها فهي وفرت كل مقومات التعاون والتسامح، والدور الآن على من يرفض التعايش في التعامل مع هذا الأسس لا العمل ضدها.
نحن اليوم بحاجة إلى التعايش أكثر من أي وقت مضى، هذا ما فهمه اليابانيون وعملوا به فهل يفهم من يرفضه هذا؟!