بالأمس شقت عباب سماء البحرين وبصوت هادر قوي يشبه الزئير طائرة «اليورو فايتر» المعروفة باسم «التايفون»، وذكرني ذلك بزيارة جلالة الملك قبل الأخيرة للمملكة المتحدة حينما تشرفت بلقائه والحديث معه بخصوص نتائج الزيارة وارتياحه منها، وكان جلالته كعادته باسماً مرتاحاً يقول لي: الغرب يحتاج لمن يعرف التحدث معه، والحمد لله ربنا حافظ لهذه البلد بأبنائها المخلصين.
قبلها بيوم كان الصحافي البريطاني الشهير فرانك جاردنر قد كتب في حسابه الرسمي على تويتر عن البدء في خطوات جادة باتجاه إبرام صفقة بحرينية بريطانية متعلقة بطائرات «التايفون»، في دلالة على مضي العلاقة الثنائية نحو الأفضل، بالأخص وأن بريطانيا اليوم مساندة بقوة للإصلاحات في البحرين وداعمة بقوة لأمن واستقرار بلادنا وخطوات القيادة في اتجاه ذلك.
كبحرينيين ورغم أن لدينا هموماً كثيرة وسجالات عديدة في مختلف الشؤون إلا أنه حينما يأتي الأمر على رفع اسم البلد في محافل دولية، وحينما تأتي المسألة على استضافة عالمية تخدم البلد إعلامياً واقتصادياً، من منا لا يفرح بالنجاح الذي تحققه بلده؟! بل من منا لا يتمنى أن نخرج بصورة مشرفة في أي محفل؟!
في الفورمولا1 رأينا كيف يفرح المخلصون لأي حدث مميز تحتضنه المملكة، وكيف يتفاعلون معه، بل وكيف يعملون بجد كل في موقعه لإنجاحه والظهور بأفضل شكل وصورة، ورأينا في المقابل من يدعي حبه لهذه الأرض وكيف يجاهد ليفشل كل فعالية وكيف يستميت لتشويه صورة بلده، للأسف نقول «بلده».
معرض البحرين للطيران الدولي الذي اختتمت فعالياته أمس يسجل للمرة الثالثة على التوالي نجاحاً مميزاً، سواء عبر المشاركة العالمية الواسعة، أو عبر الإشادات الدولية، والاهتمام الإعلامي الدولي، إضافة للتفاعل الكبير من قبل المواطنين والمقيمين، هي فعالية ترفع من اسم وطن، يفرح بها أهله لأنها معنية ببلادهم الغالية، بالتالي فرح المخلصون، واستاء من يريد السوء لهذا البلد، وبإذن الله سيستاؤون مع كل نجاح تحققه البحرين، فهذه البلد سيظل فرحها مقروناً بفرح أهلها بإذن الله.
النجاح الذي تحقق جاء بفضل من الله ثم بفضل جهود وطنية مخلصة عملت جاهدة لإنجاحه، من كان في الكواليس وعمل ليل نهار ليخطط وينظم وينفذ، وحتى من كان ينظم السير، يرتب دخول الناس، يسير الباصات من حلبة البحرين لموقع المهرجان العالمي، وغيرهم وغيرهم، كلهم قاموا بواجبهم على أكمل وجه ليرسموا ابتسامة فرح على محيا أمهم البحرين، والتي تفاعل معها حتى الطيارين العالمين، فكانت الطائرات تحلق راسمة بدخانها شعار القلوب والمحبة في سماء البحرين.
الشكر موصول لهم، والتقدير أيضاً لمن تولى مسؤولية هذه الفعالية الناجحة في نسختها الثالثة الرجل الخلوق البحريني الأصيل سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك ونجله، وهي مسألة ليست بغريبة على شخص مثل عبدالله بن حمد يستمع ويتفاعل وينزل ويعمل بتواضع وهمه الأول البحرين ولا شيء آخر، فأبلغ تهنئة خالصة نزفها لسموه، وقبل ذلك لجلالة الملك حفظه الله الذي شرف موقع المعرض بحضوره الدائم ولقائه مع الناس والمشاركين من حول العالم، ابتسامته كانت تكفي لتقول للجميع بأن البحرين ستكون بخير، مهما استهدفت ستكون بخير، ونحن نعلم علم اليقين ذلك، ففيها مخلصون لن يرخصوا بها مهما حصل.
هي لحظات فرح من أجل أمنا البحرين، سنفرح بها وسنبتسم وسنهنئ بعضنا بعضاً ولن نسمح لأحد أن يعكر صفو ذلك، الابتسامة على محيا البحرين أغلى من أي شيء آخر.
تستاهل البحرين، مبروك لبلدنا الغالية، وشكراً لكل من ساهم في هذا النجاح، وإلى المزيد بإذن الله.