يبدو أن الغرب تخلى عن الشرق الأوسط بالكامل، هذا الذي يبدو واضحاً مع أول وهلةٍ من نظرٍ نحو الأحداث التي بين أيدينا في هذا الشرق المعجون بالأسى والدموع والدماء، فالغرب أزال يده أو غسلها من الشرق الأوسط، لكن مهما كان هذا الكلام دقيقاً يبد أنه تخلى عن ذلك بعد خراب «مالطا».
البعض ممن يتبنى هذا الرأي يرى بأن الغرب وواشنطن فشلوا فشلاً ذريعاً من نحو نصف قرن أو أكثر في فهم قضايا الشرق الأوسط المعقدة، وبالتالي لم يستطيعوا أن يقرؤوا الأحداث بطريقة متناغمة، كما إنهم فشلوا في تشخيص المشكل، فضلاً عن خلقهم الحلول المناسبة لكل قضاياه، مع العلم أنهم هم لا غيرهم من صنعوا تلك المشاكل وافتعلوا كل الأزمات.
البعض الآخر يجزم أن الغرب ترك الشرق الأوسط ليس بطريقة اعتباطية ساذجة، بل تركه بعد أن استنزف خيراته ودمره تدميراً كاملاً، حتى أصبح غير صالح للاستعمال، وما نشاهده اليوم من خراب واسع يطال الشرق بالطول والعرض، ما هو إلا مصداقاً حقيقياً لهذا الفهم المنطقي.
سواء صحت هذه الروايات السياسية أم لا، سيظل الشرق الأوسط الجريح يعاني الأمرين بسبب السياسة القبيحة للغرب طيلة قرن من الزمن الأليم، بل ما ندركه جيدا الآن، أن ما يحدث من حروب وويلات ودمار شامل في شرقنا هو بسبب التداعيات المنطقية التي خلفها ساسة الغرب المتعجرف منذ وطِئوا أرضنا وديارنا.
سيظل كل تفجير أو تفخيخ أو ثورة تسير اليوم من دون هدف مرسوم أو بوصلة واضحة أو مسلك آمن، وكل صراع واقتتال وتطاحن وتقطيع للأوصال والرؤوس والأطراف، هي أشياء سوداوية من مخلفات حقبة العهد الاستعماري الغربي الأمريكي، وإن كنا نشك حتى هذه اللحظة، بأن الغرب رفع يده من الشرق بالطريقة التي يفهمها البعض من المتفائلين العرب.
إن الغرب ما زال يرى نفسه وصياً علينا، وإن تخلى عن وصاياه لغيرنا، حيث إنه تيقن أن لا فائدة مادية مرجوة من بقائه لفترات أطول من التي مكثها فوق صدورنا، ولذا قرر الرحيل بكل بشاعة، فهو استطاع أن يجمع مليارات الأطنان من النفط بثمن بخس، كما استطاع أن يجمع من الشرق ترليونات الدولارات جراء شراء الأسلحة والبضائع والوجبات السريعة السخيفة من سوقه التي لم تصدر لنا سوى علب الموت والغباء.
إن تركنا الغرب، فاعلموا أنه ترك لنا أرضاً قاعاً صفصفاً، إضافة إلى ميراث لا ينتهي من الصراعات السياسية والأحقاد العشائرية، ومعارك طائفية ومذهبية وعرقية لا حدود لدمائها وقساوتها. هذا هو الغرب التكنولوجي الذي يسبح بحمده غالبية العرب. ها نحن اليوم، مازلنا نلملم جراحاتنا من المعارك الوهمية التي خضناها كهزائم جاهزة، وما زال صغارنا يفتشون في مزابلنا عن كسرة خبز صالحة للأكل، أما النساء، فيسعون بين السيارات المفخخة ذهاباً وإياباً، يفتشن عن بقايا أطفالهن بين الركام، أما الرجال، فما زال يشتمون بعضهم بعضاً في «تويتر»، بينما الغرب ترك لنا قبل أن يرحل من أراضينا، بعض من رجالنا مع الأسف الشديد، يقاتلون عنه في سبيل إبليس بالوكالة، وكان الله غفوراً رحيماً.
البعض ممن يتبنى هذا الرأي يرى بأن الغرب وواشنطن فشلوا فشلاً ذريعاً من نحو نصف قرن أو أكثر في فهم قضايا الشرق الأوسط المعقدة، وبالتالي لم يستطيعوا أن يقرؤوا الأحداث بطريقة متناغمة، كما إنهم فشلوا في تشخيص المشكل، فضلاً عن خلقهم الحلول المناسبة لكل قضاياه، مع العلم أنهم هم لا غيرهم من صنعوا تلك المشاكل وافتعلوا كل الأزمات.
البعض الآخر يجزم أن الغرب ترك الشرق الأوسط ليس بطريقة اعتباطية ساذجة، بل تركه بعد أن استنزف خيراته ودمره تدميراً كاملاً، حتى أصبح غير صالح للاستعمال، وما نشاهده اليوم من خراب واسع يطال الشرق بالطول والعرض، ما هو إلا مصداقاً حقيقياً لهذا الفهم المنطقي.
سواء صحت هذه الروايات السياسية أم لا، سيظل الشرق الأوسط الجريح يعاني الأمرين بسبب السياسة القبيحة للغرب طيلة قرن من الزمن الأليم، بل ما ندركه جيدا الآن، أن ما يحدث من حروب وويلات ودمار شامل في شرقنا هو بسبب التداعيات المنطقية التي خلفها ساسة الغرب المتعجرف منذ وطِئوا أرضنا وديارنا.
سيظل كل تفجير أو تفخيخ أو ثورة تسير اليوم من دون هدف مرسوم أو بوصلة واضحة أو مسلك آمن، وكل صراع واقتتال وتطاحن وتقطيع للأوصال والرؤوس والأطراف، هي أشياء سوداوية من مخلفات حقبة العهد الاستعماري الغربي الأمريكي، وإن كنا نشك حتى هذه اللحظة، بأن الغرب رفع يده من الشرق بالطريقة التي يفهمها البعض من المتفائلين العرب.
إن الغرب ما زال يرى نفسه وصياً علينا، وإن تخلى عن وصاياه لغيرنا، حيث إنه تيقن أن لا فائدة مادية مرجوة من بقائه لفترات أطول من التي مكثها فوق صدورنا، ولذا قرر الرحيل بكل بشاعة، فهو استطاع أن يجمع مليارات الأطنان من النفط بثمن بخس، كما استطاع أن يجمع من الشرق ترليونات الدولارات جراء شراء الأسلحة والبضائع والوجبات السريعة السخيفة من سوقه التي لم تصدر لنا سوى علب الموت والغباء.
إن تركنا الغرب، فاعلموا أنه ترك لنا أرضاً قاعاً صفصفاً، إضافة إلى ميراث لا ينتهي من الصراعات السياسية والأحقاد العشائرية، ومعارك طائفية ومذهبية وعرقية لا حدود لدمائها وقساوتها. هذا هو الغرب التكنولوجي الذي يسبح بحمده غالبية العرب. ها نحن اليوم، مازلنا نلملم جراحاتنا من المعارك الوهمية التي خضناها كهزائم جاهزة، وما زال صغارنا يفتشون في مزابلنا عن كسرة خبز صالحة للأكل، أما النساء، فيسعون بين السيارات المفخخة ذهاباً وإياباً، يفتشن عن بقايا أطفالهن بين الركام، أما الرجال، فما زال يشتمون بعضهم بعضاً في «تويتر»، بينما الغرب ترك لنا قبل أن يرحل من أراضينا، بعض من رجالنا مع الأسف الشديد، يقاتلون عنه في سبيل إبليس بالوكالة، وكان الله غفوراً رحيماً.