ما يتم فعله اليوم من تدرج في مسيرات الإرهاب؛ إنما يأتي على ذات نسق التدرج في نقل أماكن العزاء من منطقة إلى أخرى في تلك الأيام..!
لا أعرف إن كانت الدولة قد رخصت لكل هذه المسيرات التي تحدث فيها كل يوم أعمال إرهابية، لكني لا أستبعد أن ترخص الدولة لهذه المسيرات، تعودنا من الدولة أن لا تكون صاحبة قرار حازم وقوي.
في وقت متأخر من مساء أمس تم تفجير سيارة عند بلدية المنامة والمنطقة المحيطة، وهذا يشبه التدرج وصولاً إلى يوم الإرهاب المنتظر، كل ذلك يحدث وأبواب الحوار مفتوحة، والدولة تغازل من تغازل حتى يحضر؛ بل وتقدم لهم ما يريدون من ضمانات..!
لم نلبث نحذر من ذلك حين قلنا ذات مرة من أن ما تفعله الدولة اليوم من قبول وتعايش مع الإرهاب والسكوت عنه 3 أعوام وعدم استئصال شأفته، بل والتحاور معه، إنما ينذر بخروج تطرف آخر في جهة أخرى، كتبت ذلك ذات مرة.
أخشى أن الدولة لم تعد تحسب لذلك حساباً، أخشى أن لا ترى الدولة الصورة كاملة رغم أن الصور أمامها، فما يحدث اليوم من تنازلات (تأتي إما بالحوار، وإما بإجراءات الدولة التي تحدث وتريد أن ترضي بها أمريكا والغرب) يشكل خطراً على أطراف تشعر أنها مجرد متفرج على المشهد، ليس لأنها لا تملك الفعل، وإنما لأنها لا تريد أن تخرج على الدولة.
شعور هؤلاء أن الدولة لا تقدر موقفهم، بل وتقوم بإجراءات على حسابهم وحساب وجودهم ومستقبلهم شعور خطير، حتى صرنا نخشى من مؤشر التراكمات عند هذا الشارع.
بينما التراكمات التي تتم منذ فترة طويلة، قد تشعلها شرارة صغيرة، وهذا الذي نحذر منه، قد تكون هناك حسابات للدولة مع من يقف خلف الإرهاب ويدعمه، مع أمريكا والغرب، لكن يبدو أن الدولة لا تقدر حساباتها جيداً مع شارع كبير يبدو للوهلة أنه صامت، إلا أنه يعاني من تراكمات التنازلات التي على حساب مستقبله وأجياله.
أيضاً هناك شعور لدى الشارع الذي آثر الصمت «إما مجبراً، وإما اختياراً» أن الدولة يجري ابتزازها بتحركات الشارع، وهم يرون ما يحدث ويرقبون، ويعرفون قيمة وحجم التراجعات، هذا الشعور أيضاً ينذر بتطورات قد تحدث فجأة في لحظة فارقة من انفجار التراكمات عند ذلك الشارع.
لا نملك معرفة ودراية أكثر من غيرنا أبداً، غير أننا نحذر من صورة إما يتم إغفالها، أو يتم الطمأنة بشأنها من أنها غير مهمة اليوم، ففي أحداث 2011 شاهدت أنا شخصياً أشخاصاً لم أكن أعرف أن لهم تواجداً في البحرين، وكانوا يهددون بأنهم يستطيعون فعل أمور كثيرة إذا ما تراجعت الدولة في تلك اللحظة.
هؤلاء وغيرهم ومعهم ربما أناس عاديون، قد يحدث تشعلهم الشرارات التي لا تحسبها الدولة، مسألة تقديم تنازلات منذ التسعينات على خلفية «الإرهاب، وإعطاء من يقف خلفه ما يريد» يبقى في عقل وذاكرة الناس، الناس تقول الدولة لا تتنازل إلا هكذا، وهذا شيء خطير حين تتولد هذه القناعة عند الشارع الصامت.
الشارع الآخر ليس (جمعية التجمع في شخوصها) وليس الأصالة والمنبر، الشارع الآخر هم الناس العاديون الذين خرجوا حباً وخوفاً على وطنهم في اللحظة الفارقة في تجمع الفاتح، لم يكن خروجهم من أجل أشخاص، أو أسماء، خرجوا لوطنهم وأرضهم وعروبتهم وتعبيراً عن موقفهم في وجه من يريد اختطاف البحرين.
هؤلاء هم الشارع الآخر، السيطرة على الجمعيات لا تعني السيطرة على الشارع، فحالة الغضب من تنازلات الدولة (التي حدثت مراراً وتكراراً، والتي ستحدث مستقبلاً) هي التي قد تشعل شرارة غير محسوبة في لحظة تاريخية فارقة، ذلك هو الذي لم يتم حسابه.
من تريدون إرضاءهم في الداخل والخارج، لن يرضوا أبداً (يرجى قراءة آية قرآنية تبدأ بـ: ولن ترضى..) هم كلما حصلوا على تنازلات سهلة من الدولة، تقدموا وطالبوا بمطالب أكبر وتنازلات أكبر، وإن تدحرجت هذه الكرة، فإلى أين ستصل، وما هو التنازل الأخير الذي يريدونه.. ألم تسمعوا هتافات دوار الإرهاب المقبور؟
عدم حساب ردات فعل شارع يبدو صامتاً وخامداً، ليس في مصلحة الدولة، وعلى الدولة أن تدرك أن كل التنازلات على حسابه إنما هي أمر خطر للغاية في حساب التراكمات، الخوف ليس ممن يشعل إطارات، الخوف ممن يشكل عمودك الفقري..!
لا أعرف إن كانت الدولة قد رخصت لكل هذه المسيرات التي تحدث فيها كل يوم أعمال إرهابية، لكني لا أستبعد أن ترخص الدولة لهذه المسيرات، تعودنا من الدولة أن لا تكون صاحبة قرار حازم وقوي.
في وقت متأخر من مساء أمس تم تفجير سيارة عند بلدية المنامة والمنطقة المحيطة، وهذا يشبه التدرج وصولاً إلى يوم الإرهاب المنتظر، كل ذلك يحدث وأبواب الحوار مفتوحة، والدولة تغازل من تغازل حتى يحضر؛ بل وتقدم لهم ما يريدون من ضمانات..!
لم نلبث نحذر من ذلك حين قلنا ذات مرة من أن ما تفعله الدولة اليوم من قبول وتعايش مع الإرهاب والسكوت عنه 3 أعوام وعدم استئصال شأفته، بل والتحاور معه، إنما ينذر بخروج تطرف آخر في جهة أخرى، كتبت ذلك ذات مرة.
أخشى أن الدولة لم تعد تحسب لذلك حساباً، أخشى أن لا ترى الدولة الصورة كاملة رغم أن الصور أمامها، فما يحدث اليوم من تنازلات (تأتي إما بالحوار، وإما بإجراءات الدولة التي تحدث وتريد أن ترضي بها أمريكا والغرب) يشكل خطراً على أطراف تشعر أنها مجرد متفرج على المشهد، ليس لأنها لا تملك الفعل، وإنما لأنها لا تريد أن تخرج على الدولة.
شعور هؤلاء أن الدولة لا تقدر موقفهم، بل وتقوم بإجراءات على حسابهم وحساب وجودهم ومستقبلهم شعور خطير، حتى صرنا نخشى من مؤشر التراكمات عند هذا الشارع.
بينما التراكمات التي تتم منذ فترة طويلة، قد تشعلها شرارة صغيرة، وهذا الذي نحذر منه، قد تكون هناك حسابات للدولة مع من يقف خلف الإرهاب ويدعمه، مع أمريكا والغرب، لكن يبدو أن الدولة لا تقدر حساباتها جيداً مع شارع كبير يبدو للوهلة أنه صامت، إلا أنه يعاني من تراكمات التنازلات التي على حساب مستقبله وأجياله.
أيضاً هناك شعور لدى الشارع الذي آثر الصمت «إما مجبراً، وإما اختياراً» أن الدولة يجري ابتزازها بتحركات الشارع، وهم يرون ما يحدث ويرقبون، ويعرفون قيمة وحجم التراجعات، هذا الشعور أيضاً ينذر بتطورات قد تحدث فجأة في لحظة فارقة من انفجار التراكمات عند ذلك الشارع.
لا نملك معرفة ودراية أكثر من غيرنا أبداً، غير أننا نحذر من صورة إما يتم إغفالها، أو يتم الطمأنة بشأنها من أنها غير مهمة اليوم، ففي أحداث 2011 شاهدت أنا شخصياً أشخاصاً لم أكن أعرف أن لهم تواجداً في البحرين، وكانوا يهددون بأنهم يستطيعون فعل أمور كثيرة إذا ما تراجعت الدولة في تلك اللحظة.
هؤلاء وغيرهم ومعهم ربما أناس عاديون، قد يحدث تشعلهم الشرارات التي لا تحسبها الدولة، مسألة تقديم تنازلات منذ التسعينات على خلفية «الإرهاب، وإعطاء من يقف خلفه ما يريد» يبقى في عقل وذاكرة الناس، الناس تقول الدولة لا تتنازل إلا هكذا، وهذا شيء خطير حين تتولد هذه القناعة عند الشارع الصامت.
الشارع الآخر ليس (جمعية التجمع في شخوصها) وليس الأصالة والمنبر، الشارع الآخر هم الناس العاديون الذين خرجوا حباً وخوفاً على وطنهم في اللحظة الفارقة في تجمع الفاتح، لم يكن خروجهم من أجل أشخاص، أو أسماء، خرجوا لوطنهم وأرضهم وعروبتهم وتعبيراً عن موقفهم في وجه من يريد اختطاف البحرين.
هؤلاء هم الشارع الآخر، السيطرة على الجمعيات لا تعني السيطرة على الشارع، فحالة الغضب من تنازلات الدولة (التي حدثت مراراً وتكراراً، والتي ستحدث مستقبلاً) هي التي قد تشعل شرارة غير محسوبة في لحظة تاريخية فارقة، ذلك هو الذي لم يتم حسابه.
من تريدون إرضاءهم في الداخل والخارج، لن يرضوا أبداً (يرجى قراءة آية قرآنية تبدأ بـ: ولن ترضى..) هم كلما حصلوا على تنازلات سهلة من الدولة، تقدموا وطالبوا بمطالب أكبر وتنازلات أكبر، وإن تدحرجت هذه الكرة، فإلى أين ستصل، وما هو التنازل الأخير الذي يريدونه.. ألم تسمعوا هتافات دوار الإرهاب المقبور؟
عدم حساب ردات فعل شارع يبدو صامتاً وخامداً، ليس في مصلحة الدولة، وعلى الدولة أن تدرك أن كل التنازلات على حسابه إنما هي أمر خطر للغاية في حساب التراكمات، الخوف ليس ممن يشعل إطارات، الخوف ممن يشكل عمودك الفقري..!