نعيش هذه الأيام أجواء روحانية وإيمانية مع دخول شهر رمضان الكريم الذي تهدأ فيه النفوس وتستقيم وتعيش روحانية، خاصة في ظل فضل هذا الشهر الذي نتمنى أن يكون سبباً في إعادة اللحمة الوطنية التي افتقدناها منذ أحداث فبراير 2011، وما أحدثته من شرخ في النسيج الوطني في بلادنا، وهو ما يجب أن يتم استغلال الشهر الفضيل بترشيد الخطاب السياسي الحاد الذي تنتهجه المعارضة، وأن تدعو إلى إشاعة الألفة وتوحيد الصف الوطني ونبذ الشقاق والفرقة والفئوية الحزبية، لا أن تزيد النار حطباً كما هي الآن، وعلى هذه المعارضة أن تتقي الله في نفسها، وعلى رأسها جمعية الوفاق، المفترض بها أن تكون اسماً على مسمى؛ إسلامية تدعو لوحدة المسلمين وليس التحريض وفق أجندات طائفية وغرس الحقد في القلوب.
الدور والمسؤولية تقع أيضاً على عاتق الخطباء في إشاعة الخير والوحدة ونبذ الفرقة والشحن الطائفي والاصطفاف المذهبي، والذي بدأ يتزايد بدعوات العنف التي تشهدها المجتمعات المسلمة والإسلام بريء من هذه الدعوات التي تفرق ولا تجمع وهذا ما نراها في مجتمعنا البحريني المسالم المعروف عنه المحبة وطيب القلب بين جميع فئاته، إلا أن الخطاب الديني من قبل بعض رجال الدين من الخطباء نراه يأخذ منحى خطيراً في تأليب القلوب بالحقد وفق منطلقات طائفية، بدل أن يكون تحقيق السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية هو المنطلق لهؤلاء الخطباء الذين يجب عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم.
على رغم دخولنا في شهر رمضان الفضيل إلا أننا مازلنا نرى مظاهر التخريب والعبث من قبل خفافيش الظلام، والمفترض بهم أن يحيوا ليالي رمضان في الذكر وقراءة القرآن والدعوة إلى لم الشمل وصون الوحدة، وأن يكونوا مواطنين أسوياء يساهمون في بناء الوطن وليس تخريبه وترويع الآمنين في شهر الخير والبركة، غير مدركين أنهم بفعلتهم يخالفون شرع الله في الخروج على ولي الأمر والإساءة إلى وطنهم الذي لم يبخل ولن يبخل عليهم.
في الحقيقة القلوب تتضرع إلى الله في شهر رمضان الذي نتمناه أن يكون جامعاً لكل أبناء الوطن الواحد، الذي تعايشوا جميعاً على حب تراب البحرين والوقوف في كل الدعوات التي كانت تسعى إلى الفرقة بينهم، والتي للأسف نعيشها هذه الأيام بعد أن اندس البعض في عقول بعض المغرر بهم من خلال التحريض على الكراهية والعنف ليكون سبيلاً في التعبير عن أية مطالب لهم، وإن كانت مشروعة، إلا أن الأسلوب والطريقة غير صحيحة، وبالتالي فإن على كل البحرينيين أن يبتعدوا عن الحقد الذي لن نجني منه سوى الكراهية التي لابد وأن يحل محلها الحب وتقبل الآخر بين مكونات المجتمع، وما نتمناه من قلوبنا من الله تعالى في هذه الأيام المباركة أن تعود بحريننا كما كانت واحة للأمن والأمان والاستقرار.