كرة القدم البحرينية في تراجع كبير من الناحية الفنية في المواسم الأخيرة، الأمر الذي أبعد الكثير عن متابعة اللعبة لدرجة أن مدرجات الملاعب تكاد تكون خالية في بعض المباريات لدرجة أنك تسمع صفير الهواء فيها ترى لماذا؟ ومن جانب وعلى الرغم من كوني متابعاً لكرة القدم المحلية بحكم كوني أحد رجال صاحبة الجلالة -الصحافة- لذا فقد حضرت لقاءين لفريق المحرق أحدهما فاز فيه والآخر تعادل فيه فتباينت تصرفات لاعب الخبرة محمد بن سالمين في اللقاءين، الأمر الذي جعلني أقارن بين سالمين فيهما فلماذا!!!
سالمين... لماذا؟
لماذا تحول اللاعب الخلوق محمد بن سالمين إلى ما هو عليه في هذا الموسم والموسم الذي سبقه؟!
لا يختلف اثنان على حب هذا الفتى للقلعة الحمراء ولشيخ الأندية نادي المحرق، لكن يختلف الكثيرون حول تحول سلوكه إلى سلوك أشبه بالسلوك العدائي للجميع بما فيهم أعضاء فريقه، ففي كل لقاء يكون فيه المحرق متعادلاً أو متأخراً دائماً ما تصاحب تلك اللقاءات مناوشات وأحداث دائماً ما تنطلق شرارتها من بن سالمين، وكان اللقاء الأخير أمام النجمة في إستاد النادي الأهلي مفضوحاً للجميع كون المدرجات قريبة جداً من الملعب والجميع سمع ما دار داخل المستطيل الأخضر والجميع يشاهد بن سالمين وما يقوم به.
قد يزعل البعض من كلماتي ونقدي لبن سالمين وقد يعتبرني البعض مترصداً له لكن لم تكن تلك الكلمات لولا مكانة هذا الشخص وحبنا له كشخص قبل أن يكون لاعباً وليتأكد الجميع بأن كلماتي لم تكن إساءة بقدر ما هي جرس إنذار وتنبيه لشخص من المفترض أن يكون قدوة للجيل الجديد، قدوة في كل الأمور الفنية والسلوكية، فهو القائد اليوم وهو رمز للعديد من اللاعبين الشباب والصاعدين.
ونحن بدورنا لا نطلب منه المستحيل بل نطلب منه أن يكون القدوة الحقيقية في الفن والأخلاق داخل الملعب، فمن يعرف سالمين خارج الملعب يدرك مدى الاختلاف بين شخصيته داخل وخارج الملعب.
لماذا كرتنا غير؟
ما نراه اليوم سواء على الشاشة الفضية أو من مدرجات إستادات لعب كرة القدم يختلف اختلافاً كلياً عما نراه في أقرب الدول الخليجية من دوريات كرة القدم، فإن ما نراه اليوم في ملاعبنا لا يكاد يصل إلى ربع ما نراه من مستويات فنية في تلك الدول، على الرغم من كون المواهب التي لدينا يحسدنا عليها الجميع، إلا أن دورينا حتى اليوم لا يكاد يطلق عليه كرة قدم بقدر ما هو عكٌّ كروي ولا أستثني أحداً من هذا الكلام، فالجميع سواء، وفي دورينا تشابهت أصابع اليدين وليست اليد الواحدة، خصوصاً وأنه الكبير حتى الآن في دورينا بتقارب المراكز والنقاط.
هل فكر اتحادنا وأنديتنا لكرة القدم في أسباب تراجع المستوى الفني لجميع الفرق والأداء الباهت أم أن الهدف لديهم أصبح تسيير المسابقات فقط دون الالتفات لبقية الأمور!!
فالسؤال هنا هو لماذا كرتنا غير!!! فنحن لا نطلب من أحد أن نصل لمستوى الفرق العالمية الكبيرة وخصوصاً الأوروبية، لكننا نريد أن نرى كرة قدم نستمتع بها ولا تجعلنا نملها.