قرأت قصة في الإنترنت فتوقفت عندها، لأنها تعبر أعظم تعبير عن قوة الإيمان وثقة الإنسان بربه.
القصـــة يرويها الشيخ الدكتور خالد الجبيــر يقول: امرأة عملت لابنها عملية في القلب، طفل يبلغ من العمر سنتين ونصف، وبعد يومين من العملية وابنها بصحة جيدة، وإذا به يصاب بنزيف من الحنجرة أدى إلى توقف قلبه 45 دقيقة.
قال لها أحد الزملاء احتمال أن يكون ابنك مات دماغياً، وأظن أن ليس له أمل في الحياة، أتعلمون ماذا قالت؟، قالت: الشافي الله، المعافي الله أسأل الله إن كان له خيار في الشفاء أن يشفيه، ولم تقل غيرها.
ثم استدارت وأخذت مصحفها الصغير الأزرق وجلسـت تقرأ عليه، وهذا حالها إلى أن بـــدأ يتحرك، وعندما بدأ يتحرك -الحمد لله- حمدنا الله على هذا، وفي ثاني يوم يأتيه نزيف شديد مثل نزيفه الأول ويتوقف قلبه، ويتكرر هذا النزيف ست مرات، ونقول لها إن ابنك مات دماغياً وهي تقول الحمد لله الشافي ربي، هو المعافي، وتعيد كلماتها ثم تنصرف، وتقرأ عليه.
وبعد أن سيطر أطباء القصبة الهوائية على النزيف بعد ستة أسابيع إذا به يبتلى بخراّج كبير والتهاب في الدماغ، قلنا ابنك وضعه حرج جداً وحالته خطيرة، قلنا لها هذا الكلام، فردت: الشافي هو الله، وانصرفت تقرأ عليه القرآن، فبرأ من هذا الخراج الكبير بعد أسبوعين، وبعد أسبوع من شفائه من الخـــراج الذي أصاب دماغه، إذا به يصـــاب بتوقـــف والتهاب حاد بالكلى أدى إلى فشــل كلوي حاد كاد أن يميته.
والأم مازالت متماسكة متوكلة على ربهــا وتردد الشافي هو الله، ثم تذهب وتقرأ من مصحفها عليه، بعد أن تحسنت كلاه يصاب بمرض عجيب لم أره في حياتي بعد أربعة أشهر من العملية، يصاب بالتهاب في الغشاء البلوري المحيط بالقلب، مما اضطر إلى فتح القفص الصدري وتركه مفتوحاً ليخرج الصديد، ووالدته تردد أسأل الله أن يشفيه هو الشافي المعافي وتنصرف عنا.
وبعد ستة أشهر في الإنعاش يخرج ابنها من الإنعاش لا يرى ولا يتكلم ولا يتحرك وصدره مفتوح، وظننا أن هذه نهايته وخاتمته، توقف قلبه خمس أو ست مرات، المهم هذه المرأة استمرت كما هي تقرأ القرآن صابرة لم تشتكي إلا لله ولم تتضجر كعادة كثير من مرافقي المرضى الذين أدت حالتهم الصحية لأن يمكثوا في الإنعاش لفترة طويلة.
والله يا إخوان ما كلمتني بكلمة واحدة لا هي ولا زوجها، وكل ما هم زوجها بالسؤال تحاول تهدئته أو ترفع من معنوياته وتذكره بأن الشافي الله، المهم بعد شهرين بعد أن حوّلنا الطفل لقسم الأطفال ذهب الطفل إلى بيته ماشياً يرى ويتكلم كأنه لم يصب بشيء من قبل.
لم تنته القصة، العجيب ما رأيته بعد سنة ونصف من هذه المرأة، رأيتها هي وزوجها تحضران للسلام عليّ، لأن عندهما موعداً للطفل والطفل طبيعياً بصحة جيدة، وجدتها تحمل طفلاً صغيراً ، قلت للزوج ما شاء الله هذا الرضيع رقمه ستة أو سبعة في العائلة، فرد الزوج هذا الثاني، الولد الأول الذي عالجته جاءنا بعد 17 عاماً من الزواج والعلاج من العقم، انظروا يا إخوان؛ امرأة بعد 17 عاماً من الصبر والعقم ترزق ابناً وهذا الابن يكاد أن يموت أمامها مرات ومرات، وهي لا تعرف إلا لا إله إلا الله الله الشافي المعافي، أي اتكال وأي امرأة هذه.
إن ثقة الإنسان بربه هي الطاقة الكونية التي تعطي الإنسان كل ما يتمناه ويحلم به، وعند هذه المرحلة القوية من الإيمان يستطيع أن يكون حلمه، إذا ما حاصرتك الظروف القاسية، أية ظروف، لا تقل انتهى أمري، بل قل بدأت مرحلة دخولها في حياتك، لأن هذه الظروف هي خطوتك الأولى في النجاح. خطوتك الأولى في تحقيق ما سموه الآخر بالمستحيل.
أنت تقوم بدورك، تدعو من القلب بيقين ما بعده يقين، ودع الكون يقوم بدوره، ادخل التجربة كأنك داخل غرفة نومك.