أعادت زيارة المالكي الأخيرة إلى إيران، الأذهان إلى مملكة المناذرة في العراق والتي ارتبطت بالفرس وتعاملوا معها على أساس التابع.
البارحة.. مملكة المناذرة حكمت العراق وأطرافاً من الشام، لكنها مملكة شبه مستقلة وتابعة إلى الفرس، حكمها ملوك عدة كلهم خضع لكسرى لدرجة أنه إذا أراد كسرى لقاء ملكها أمره بالحضور بصفته عاملاً على جزء من إمبراطورية فارس لا بصفته ملكاً ونداً، فوصل الحال عندما أراد قتل ملكها النعمان بن المنذر أن استدعاه إلى المدائن وأهانه وقتله هناك دهساً بأرجل الفيلة ثم قدمه طعاماً للأسود.
هذه التبعية جعلت الطامعين الراغبين في حكم هذه المملكة يتوافدون على كسرى ويتوددون ويتفانون في إظهار الولاء له، فهو من ينصب الملوك فيها، وله أمرها، ومن هؤلاء إياس بن قبيصة الذي نصبه ملكاً عليها، وأرسل معه مبعوثاً فارسياً يمثله ويقيم فيها.
إياس هذا كان «براغماتياً» فعندما كان كسرى قوياً أرسله لقتال الروم فذهب وانتصر، وعندما أراد قتال العرب في ذي قار وقف معه إلا أن الفرس هزموا شر هزيمة، أما عندما جاء الإسلام ووصل خالد بن الوليد إلى الحيرة عاصمة مملكة المناذرة استسلم له إياس وسلمه المملكة ووافق على أن يكون عيناً للمسلمين على كسرى.
اليوم.. العراق جمهورية ظاهرها أنها مستقلة، إلا أنها تابعة إلى الفرس أيضاً، ولا يمكن لأحد حكمها ما لم يحصل على موافقتهم ودعمهم، ويثبت لهم ولاءه، ويكون تابعاً لا نداً، وقد وضعوا ذلك الفارسي المقيم تحت عنوان «سفير» إلا أن هذا السفير عادة ما يتكلم في الشأن الداخلي مستخدماً عبارات صاحب القرار، وصور المرشد الإيراني معلقة في شوارع العراق وأعلام إيران ترفرف فيها.
إيران تتعمد تأكيد هذه الحقيقة وإظهارها للعالم في كل زيارة لرئيس الحكومة العراقية، فهي لا تتبع البروتوكولات المتعارف عليها عند تبادل الزيارات بين قادة الدول، وما يدور بينهم وبين رئيس الوزراء يبقى خافياً.
في الزيارة الأخيرة عندما وصل المالكي إلى إيران كان في استقباله في مطار مهر آباد، وزير الطاقة الإيراني وسفير العراق في طهران، ولم يكن نظيره الإيراني بانتظاره، هذا بالإضافة إلى تجاوز أغلب البروتوكولات الخاصة بالرؤساء والزعماء، المالكي من جانبه يدرك هذه الحقيقة جيداً ويعمل بمضمونها، فهو كصاحبه إياس وباقي ملوك المناذرة يسعى لتحقيق مصالحه، وزياراته لإيران لا تخرج عن هذا الإطار.
فما أشبه اليوم بالبارحة.. التاريخ يعيد نفسه وكما كان العراق تابعاً للفرس في الماضي أصبح اليوم كذلك بفضل ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن هذا التاريخ لم تكتمل صورته حتى اللحظة فما زال فيه ذي قار وفيه خالد.
البارحة.. مملكة المناذرة حكمت العراق وأطرافاً من الشام، لكنها مملكة شبه مستقلة وتابعة إلى الفرس، حكمها ملوك عدة كلهم خضع لكسرى لدرجة أنه إذا أراد كسرى لقاء ملكها أمره بالحضور بصفته عاملاً على جزء من إمبراطورية فارس لا بصفته ملكاً ونداً، فوصل الحال عندما أراد قتل ملكها النعمان بن المنذر أن استدعاه إلى المدائن وأهانه وقتله هناك دهساً بأرجل الفيلة ثم قدمه طعاماً للأسود.
هذه التبعية جعلت الطامعين الراغبين في حكم هذه المملكة يتوافدون على كسرى ويتوددون ويتفانون في إظهار الولاء له، فهو من ينصب الملوك فيها، وله أمرها، ومن هؤلاء إياس بن قبيصة الذي نصبه ملكاً عليها، وأرسل معه مبعوثاً فارسياً يمثله ويقيم فيها.
إياس هذا كان «براغماتياً» فعندما كان كسرى قوياً أرسله لقتال الروم فذهب وانتصر، وعندما أراد قتال العرب في ذي قار وقف معه إلا أن الفرس هزموا شر هزيمة، أما عندما جاء الإسلام ووصل خالد بن الوليد إلى الحيرة عاصمة مملكة المناذرة استسلم له إياس وسلمه المملكة ووافق على أن يكون عيناً للمسلمين على كسرى.
اليوم.. العراق جمهورية ظاهرها أنها مستقلة، إلا أنها تابعة إلى الفرس أيضاً، ولا يمكن لأحد حكمها ما لم يحصل على موافقتهم ودعمهم، ويثبت لهم ولاءه، ويكون تابعاً لا نداً، وقد وضعوا ذلك الفارسي المقيم تحت عنوان «سفير» إلا أن هذا السفير عادة ما يتكلم في الشأن الداخلي مستخدماً عبارات صاحب القرار، وصور المرشد الإيراني معلقة في شوارع العراق وأعلام إيران ترفرف فيها.
إيران تتعمد تأكيد هذه الحقيقة وإظهارها للعالم في كل زيارة لرئيس الحكومة العراقية، فهي لا تتبع البروتوكولات المتعارف عليها عند تبادل الزيارات بين قادة الدول، وما يدور بينهم وبين رئيس الوزراء يبقى خافياً.
في الزيارة الأخيرة عندما وصل المالكي إلى إيران كان في استقباله في مطار مهر آباد، وزير الطاقة الإيراني وسفير العراق في طهران، ولم يكن نظيره الإيراني بانتظاره، هذا بالإضافة إلى تجاوز أغلب البروتوكولات الخاصة بالرؤساء والزعماء، المالكي من جانبه يدرك هذه الحقيقة جيداً ويعمل بمضمونها، فهو كصاحبه إياس وباقي ملوك المناذرة يسعى لتحقيق مصالحه، وزياراته لإيران لا تخرج عن هذا الإطار.
فما أشبه اليوم بالبارحة.. التاريخ يعيد نفسه وكما كان العراق تابعاً للفرس في الماضي أصبح اليوم كذلك بفضل ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن هذا التاريخ لم تكتمل صورته حتى اللحظة فما زال فيه ذي قار وفيه خالد.