«الغاية تبرر الوسيلة»، تلك القاعدة الأعم والأشمل لكل ما يدور على هذا الكوكب الصغير «الأرض» من تصرفات متباينة، ولذلك، يقوم صراع الأمم منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا على المصالح والثروات والمكاسب، بمنأى عن الدين وباسمه، ذلك الدين الذي استغلته كل أطراف الصراع على مدى التاريخ حتى شوهته. وبعدما شوهوه قتلوه ثم نكلوا به أبشع تنكيل، حتى أفرز قيح وعفن الفئوية الحزبية اللذين أمرضا أجساد الأمم ونشرا فيها الفساد.
ولنبرهن ذلك دعونا نبدأ بالكنيسة الغربية في القرون الوسطى كنموذج للديانة المسيحية، تلك الكنيسة التي مارست صنوف الاضطهاد والقهر باسم الدين، فهل كان دين المسيح -عليه السلام- يدعو لمثل هذا الخلق؟ ثم لو انتقلنا إلى الدولة الإسلامية ما بعد الخلفاء الراشدين، وكيف استأثر الأمويون بالحكم وتعالوا على الناس ونشروا الفساد، وانغمسوا في الملذات الدنيوية والشهوات، حتى أوجدوا ثغرة كبرى بين الدين والدولة، أكان يمت ما صنعه الأمويون في دولتهم للإسلام بصلة؟ ألا يعد ما قاموا به ضرباً من العلمنة القائمة على فصل الدين عن السياسة بصورة أو بأخرى؟ ترى.. أكانت الدولة الأموية علمانية تحت غطاء إسلامي مثلاً؟!!
ولا يختلف الأمر عند الوقوف على تاريخ الدولة العباسية، التي قيل حول قيامها من قبل أحد الأساتذة المتخصصين: «وفي الواقع إن التغير الديني كان ظاهرياً أكثر منه حقيقياً. لقد كان الخليفة البغدادي بخلاف سلفه الأموي يتظاهر بالتقوى ويدّعي الدين. ولكنه كان مع ذلك ذا اتجاه دنيوي مثل سلفه الشامي..». والأمر مشابه في الدولة العثمانية بل وأكثر سوءاً.. بمعزل عن التاريخ المشرق الذي تقدمه المناهج الدراسية لمجد الخلافة العثمانية، ولعل أقل ما يبرهن ألا علاقة لتلك الدولة بالدين، إقصاء العرق العربي وبعض الأعراق الأخرى، فهل التمييز العرقي من الدين الإسلامي، بل من أي دين سماوي على الإطلاق، بل حتى من الإنسانية؟!
ويمتد التأمل نفسه لجميع الدول الحديثة بلا استثناء، ممن تعتنق الديانة الإسلامية أو أي ديانة سماوية أخرى.. هل تحكم تلك الدول فعلياً بما أنزل الله في كافة تفاصيلها؟ إن الإجابة على هذا السؤال شائكة جداً، وإن التسرع بالموافقة عليه مسألة في غاية الخطورة.. ولست في هذا المقال بصدد انتقاد دول أو تشويه صور أنظمة.. ولكني أطرح الفكرة بصفة عامة، وإنما هي دعوة خالصة للتأمل.
إن المتتبع لكل الحروب والصراعات والنزاعات التي جاءت تحت غطاء الدين سيجدها لا تمت للدين بصلة، فهل كان قتل الإمام الحسين بن علي -حفيد رسول الله- من الدين مثلاً؟ هل كان وصول العباسيين للسلطة من أجل الحكم بما أنزل الله وإصلاح ما أفسده سابقوهم؟! والسؤال نفسه مطروح حول العثمانيين، إن كان ذلك حقاً.. لماذا لم يفعلوا؟!!
إن دراسة تاريخ الشعوب وصراعاتهم عبر التاريخ من قبل العدو، تمكنه من صياغة خطط محكمة لسلب ثروات الخصم الهدف والنيل منه، وكأن الدين هو الطريق الأسهل للشعوب الإسلامية.
لو تأملنا قليلاً في جميع الصراعات التي تدور رحاها في الشرق الأوسط، سنجدها تأخذ بعداً دينياً وأيديولوجياً، غير أن أبعاداً كهذه لا تعدو على كونها أدوات حرب!! وهو ما يبرر دعم الطامع للجماعات الحزبية التي تنعق باسم الدين ليل نهار، بل والتنويع في تلك الجماعات، ولن نتعرض في هذا المقال لنشأة تلك الأحزاب والفئات الدينية، لنجدها منذ البداية منتجاً تم تحضيره في مصانع العدو واستخدمه بعض المغفلين والمتسلقين بإتقان لنيل ما يتبقى من فتات الكعك. ومن هنا فقط تم استعباد الطابور الخامس الذي طوق المنطقة بل وغزاها من كل مكان، استعباد حقيقي قائم على أدلجة الجماعات وحقنهم بدين مشوه، فاعتناق دين مشوه هو بحد ذاته عبودية، فيما أن الدين القويم هو من يدعو للحرية والتفكر والتأمل.
لو راجعت تلك الجماعات مواقفها ملياً ستعرف تماماً كيف أنها استغلت باسم الدين وكيف أنها تستغله لصالحها، فالأديان لم تدعُ أبداً للفتن والفرقة، ولم تدعُ للمجازر والحروب، بل لطالما نادت بالسلام. ولأن أغلب الجماعات في الوقت الراهن تعتنق ديناً مشوهاً، فإن الدعوة بفصل الدين عن السياسة مستمرة، ليس تبنياً للفكر العلماني، بقدر ما أنه الأخذ بأقل الضرر، ولو تفكرنا ملياً كذلك ونحن نتأمل رجال الدين المتصارعين على السلطة والمناصب، سنجد كثيراً من المخالفات الشرعية تسود حياتهم الشخصية والعامة على السواء، فعن أي دين سيدافع هؤلاء من خلال نيلهم للمراكز العليا؟ أوليس في ذلك تدليس ونفاق؟ أوليس في ذلك صراع ضمني على المصالح والثروات والمكاسب بات كاشف الرأس مؤخراً؟
ثم إذا تحدث أحدنا قالوا: إنها حرب شعواء ضد الدين.. عن أي دين تتحدثون بربكم؟!
ولنبرهن ذلك دعونا نبدأ بالكنيسة الغربية في القرون الوسطى كنموذج للديانة المسيحية، تلك الكنيسة التي مارست صنوف الاضطهاد والقهر باسم الدين، فهل كان دين المسيح -عليه السلام- يدعو لمثل هذا الخلق؟ ثم لو انتقلنا إلى الدولة الإسلامية ما بعد الخلفاء الراشدين، وكيف استأثر الأمويون بالحكم وتعالوا على الناس ونشروا الفساد، وانغمسوا في الملذات الدنيوية والشهوات، حتى أوجدوا ثغرة كبرى بين الدين والدولة، أكان يمت ما صنعه الأمويون في دولتهم للإسلام بصلة؟ ألا يعد ما قاموا به ضرباً من العلمنة القائمة على فصل الدين عن السياسة بصورة أو بأخرى؟ ترى.. أكانت الدولة الأموية علمانية تحت غطاء إسلامي مثلاً؟!!
ولا يختلف الأمر عند الوقوف على تاريخ الدولة العباسية، التي قيل حول قيامها من قبل أحد الأساتذة المتخصصين: «وفي الواقع إن التغير الديني كان ظاهرياً أكثر منه حقيقياً. لقد كان الخليفة البغدادي بخلاف سلفه الأموي يتظاهر بالتقوى ويدّعي الدين. ولكنه كان مع ذلك ذا اتجاه دنيوي مثل سلفه الشامي..». والأمر مشابه في الدولة العثمانية بل وأكثر سوءاً.. بمعزل عن التاريخ المشرق الذي تقدمه المناهج الدراسية لمجد الخلافة العثمانية، ولعل أقل ما يبرهن ألا علاقة لتلك الدولة بالدين، إقصاء العرق العربي وبعض الأعراق الأخرى، فهل التمييز العرقي من الدين الإسلامي، بل من أي دين سماوي على الإطلاق، بل حتى من الإنسانية؟!
ويمتد التأمل نفسه لجميع الدول الحديثة بلا استثناء، ممن تعتنق الديانة الإسلامية أو أي ديانة سماوية أخرى.. هل تحكم تلك الدول فعلياً بما أنزل الله في كافة تفاصيلها؟ إن الإجابة على هذا السؤال شائكة جداً، وإن التسرع بالموافقة عليه مسألة في غاية الخطورة.. ولست في هذا المقال بصدد انتقاد دول أو تشويه صور أنظمة.. ولكني أطرح الفكرة بصفة عامة، وإنما هي دعوة خالصة للتأمل.
إن المتتبع لكل الحروب والصراعات والنزاعات التي جاءت تحت غطاء الدين سيجدها لا تمت للدين بصلة، فهل كان قتل الإمام الحسين بن علي -حفيد رسول الله- من الدين مثلاً؟ هل كان وصول العباسيين للسلطة من أجل الحكم بما أنزل الله وإصلاح ما أفسده سابقوهم؟! والسؤال نفسه مطروح حول العثمانيين، إن كان ذلك حقاً.. لماذا لم يفعلوا؟!!
إن دراسة تاريخ الشعوب وصراعاتهم عبر التاريخ من قبل العدو، تمكنه من صياغة خطط محكمة لسلب ثروات الخصم الهدف والنيل منه، وكأن الدين هو الطريق الأسهل للشعوب الإسلامية.
لو تأملنا قليلاً في جميع الصراعات التي تدور رحاها في الشرق الأوسط، سنجدها تأخذ بعداً دينياً وأيديولوجياً، غير أن أبعاداً كهذه لا تعدو على كونها أدوات حرب!! وهو ما يبرر دعم الطامع للجماعات الحزبية التي تنعق باسم الدين ليل نهار، بل والتنويع في تلك الجماعات، ولن نتعرض في هذا المقال لنشأة تلك الأحزاب والفئات الدينية، لنجدها منذ البداية منتجاً تم تحضيره في مصانع العدو واستخدمه بعض المغفلين والمتسلقين بإتقان لنيل ما يتبقى من فتات الكعك. ومن هنا فقط تم استعباد الطابور الخامس الذي طوق المنطقة بل وغزاها من كل مكان، استعباد حقيقي قائم على أدلجة الجماعات وحقنهم بدين مشوه، فاعتناق دين مشوه هو بحد ذاته عبودية، فيما أن الدين القويم هو من يدعو للحرية والتفكر والتأمل.
لو راجعت تلك الجماعات مواقفها ملياً ستعرف تماماً كيف أنها استغلت باسم الدين وكيف أنها تستغله لصالحها، فالأديان لم تدعُ أبداً للفتن والفرقة، ولم تدعُ للمجازر والحروب، بل لطالما نادت بالسلام. ولأن أغلب الجماعات في الوقت الراهن تعتنق ديناً مشوهاً، فإن الدعوة بفصل الدين عن السياسة مستمرة، ليس تبنياً للفكر العلماني، بقدر ما أنه الأخذ بأقل الضرر، ولو تفكرنا ملياً كذلك ونحن نتأمل رجال الدين المتصارعين على السلطة والمناصب، سنجد كثيراً من المخالفات الشرعية تسود حياتهم الشخصية والعامة على السواء، فعن أي دين سيدافع هؤلاء من خلال نيلهم للمراكز العليا؟ أوليس في ذلك تدليس ونفاق؟ أوليس في ذلك صراع ضمني على المصالح والثروات والمكاسب بات كاشف الرأس مؤخراً؟
ثم إذا تحدث أحدنا قالوا: إنها حرب شعواء ضد الدين.. عن أي دين تتحدثون بربكم؟!