سنبدأ من أحد نصوص الحوار الذي أجرته صحيفة البلاد مع الشيخ عبداللطيف آل محمود رداً على سؤال: «لايزال لقوى التأزيم حضور إعلامي وميداني أكبر في الساحة، لماذا؟» وكان جوابه: «هذا جزء من سلبيات الدولة حين ظنت أن إعطاء هذه المساحة من الحرية سيمنح للبعض الشعور بالمواطنة والانتماء للوطن، فكانت النتيجة بأنها منحت الشعور للانقلابيين بأنهم دولة داخل دولة، وبأنهم قادرون بأن يفرضوا إرادتهم على الدولة».
نعلق هنا بأنه نعم اليوم الدولة تجلس مع الوفاق كما جلست الدولة اللبنانية مع حزب الله، وكما جلست الدولة اليمنية مع الحوثيين، وستكون النتائج نفسها؛ فالمخطط واحد، فها هي لبنان لا تملك قرارها، كذلك اليمن لا تستطيع أن تعود إلى عهدها الزاهر، حين لم يخرج الحوثيون عن تنظيمهم «الشباب المؤمن» الذي أسس عام 1991 في محافظة صعدة إلى أن تمدد واتسع نفوذه، حتى وصل إلى مرحلة التنظيم المسلح العلني للشباب المؤمن، والذي يعرف بجماعة الحوثي في 2004، الذين وصلوا اليوم إلى صنعاء، وغداً سيكون الحوثي رئيساً للحكومة وقائداً للجيش، وهي إحدى نتائج حوار التوافق اليمني الذي سلم اليمن للحوثيين.
إن الكلام يطول ويتشعب وقد لا يعجب، ولكن لابد أن يصل صوت الشعب الأصيل إلى حكومته، ذلك الشعب الذي يفخر بأن يكون في ظل دولة تدفع عنه خطر المستقبل القادم، وذلك حين يرى هذا الشعب ما تصنعه هذه الأحزاب التي تأتمر بأمر الولي الفقيه، والذي لن تسعد ولن يرتاح لها بال إلا عندما تجلس على سدة الحكم، وها نحن نرى ما يحدث في العراق وفي سوريا وفي اليمن اليوم، وهذه التي تسمي نفسها معارضة ما هي إلا واحدة منهم، فهي تقف مع النظام السوري في قتل شعبه، كما تقف مع المالكي وتساند الحوثي في اليمن، وهذه حقيقة لا يوجد فيها تزوير، وها هو علي سلمان يفرح بانفراج العلاقات الغربية مع إيران ويقول إنه شكل منعطفاً إيجابياً، ويعتقد أن انعكاسه على البحرين سيكون إيجابياً، وما نحن فيه اليوم إلا ما هو إلا إحدى المراحل الإيجابية التي اعتقدها علي سلمان.
إن الأمور، إذا ما عادت إلى ما قبل 14 فبراير، تعطي الصلاحية إلى مهندسي الانقلاب، والعودة إلى أوكارهم في مؤسسات الدولــــة والوزارات، ويعود إلى مواصلة بناء دولة الفقيه. إنها كما قال الدكتور آل محمود المساحة التي أعطتها الدولة للانقلابيين ومنحتهم الشعور بأنهم دولة داخل دولة. اليوم شعب البحرين يعول على نفسه في إظهار الحق وأن يكون نداً حقيقياً، وأن انسحابه يسعد الآخرين الذين يتمنون الانفراد بممثلي الحكومة، حيث إن ما يخرج من ممثل الحكومة لا يعود بل سينفذ، فمحضر الحوار تذهب نسخة منه إلى البيت الأبيض وتقرؤه آشتون بتمعن، حتى تظهر لتعلن عن تمام فرحتها، وإننا نقول لائتلاف الفاتح، إن الحوار سيجري بكم وبدونكم، ولا تظنوا أن الحوار قد يؤجل أو يعطل، فالانسحاب يكون بعدما تكون مجريات الحوار لم يتم الاتفاق عليها ولابد أن يطلع عليها شعب الفاتح الذي يجب ساعتها أن يقول كلمته، وبالطبع هذا لا يعني أننا سعداء وإنما جمرة في «بلاعيمنا» ستكوينا بأية حال.
رسالة إلى تجمع الوحدة الوطنية..
التجمع بحاجة إلى وجوه صادقة تمثله، وذلك بعدما أصبحت بعض الوجوه بلا قبول لدى شارع الفاتح، بعد أن حرقت وقفته في سبيل تحقيق مصالح شخصية تعود إليهم ولأسرهم، وأن التيار لا يمكن أن يكون له حضور في هذه الشخوص، كما إن التيار لا يمكن أن يكون له صوت دون خروج جماهير الفاتح التي قد تصل من 300-400 ألف، وستخرج هذه الجموع بإذن الله، فإن ذلك هو الواجب الديني الذي يملي على الأمة أن تدافع عن نفسها، وأن شعب الفاتح لا يختلف عن الشعب السوري والعراقي واللبناني، فهو دفاع عن الدين وكيان الأمة، وشعب الفاتح لا يختلف عنهم إطلاقاً.
رسالة إلى شعب الفاتح..
شعب الفاتح.. أنتم كيان الأمة وقلبها وستبقون كذلك، والله سينصركم ويثبتكم على الحق، ولا تهنوا ولا تحزنوا فللحق دولة وللباطل جولة.. يا أهل الفاتح بشراكم من الله (ولاَ تهنوا ولاَ تحزَنوا وَأَنتمُ الأَعلوْنَ إِن كنتم مؤْمنينَ).