حسب البرنامج المعتمد لدى أولئك الذين لم يعـــد أمــر الناس يهمهم ولا سلامتهم؛ فإن غداً الخميس الثالث عشر من فبراير سيتم تنفيذ العصيان الذي يأملون أن يستمر ثلاثة أيام! فقد قضوا الفترة الأخيرة في شحن البسطاء كي يستفيدوا منهم في إحداث الفوضى تحت ذريعة التعبير عن المطالب والثبات عليها، واعتبروا كل الممارسات الفوضوية التي حدثت مؤخراً «تمهيداً» للعصيان وتأكيداً على أنهم على الدرب سائرون.
لو كان الهدف هو العصيان لاكتفوا بالإعلان عنه ولانتظروا أن يحل يوم الغد لينفذوه، لكن الواضح أنه ليس هو الهدف أو بالأحرى هو ليس كل الهدف، والدليل هو أعمال الفوضى التي تم تنفيذها على مدى الشهرين الأخيرين، والتي تسببت في تعطيل حياة الناس وصولاً إلى تدهور سيارة مواطنة الأحد الماضي بسبب سكب الزيت في الشارع، بالإضافة إلى تضرر العديد من الأشخاص من تلك التصرفات المعبرة عن قلة الحيلة.
ما الذي يمكن أن يحدث غداً؟ ما الذي يمكن أن يحدث بعد كل هذا «التسخين»؟ الجواب هو لا شيء! الموظفون سيتوجهون صباحاً إلى مقار أعمالهم كما يفعلون في كل يوم، والعمال سيتوجهون إلى مؤسساتهم والمصانع، والتجار سيفتحون محالهم ويباشرون كسب أرزاقهم، والطلبة سيتوجهون إلى مدارسهم لتلقي العلم. غاية ما يمكن أن يقوموا به هو اختطاف بعض الشوارع لبعض الوقت وإشعال النيران في إطارات السيارات ومحاولة الوصول إلى حيث كان الدوار. لا شيء غير هذا، وليس في هذا جديد، وليس بهذا يمكن اعتبار العصيان محققاً لأهدافه وناجحاً.
العصيان فشل حتى قبل أن يبدأ؛ لأن الحياة ستدب في اليوم المقرر له رغماً عن كل شيء ورغماً عن كل الدعوات لتنفيذه والتسخين له، وسيكون رجال الأمن بالمرصاد لكل محاولة لتعطيل الحياة وإيذاء المواطنين والمقيمين، فهذا دورهم وواجبهم.
العصيان يتحقق لو كان الشعب بكل فئاته مشاركاً فيه ويكون ناجحاً لو أن المشاركة تكون برغبة الأفراد لا غصباً عنهم، ويعتبر ناجحاً لو أنه أدى إلى وقف قرارات ذات أهمية، لكنه في حالة ما ينوون لا يمكن أن ينجح لأن الهدف منه مختلف.
ليس نصف الشعب فقط يقف ضد العصيان ويتخذ من الداعين إليه موقفاً، ففي النصف الثاني الكثير من الذين يرفضونه ويعتبرونه فاقد القيمة لأنه يتسبب في الإضرار بهم وبمصالحهم، لذا فإنهم يقفون ضده وإن كان بأضعف الإيمان (بقلوبهم) كي يأمنوا جانب من فارق العقل رأسه.
الرافضون للعصيان ليسوا 50% فقط لأن في الـ 50% الأخرى ما يتراوح بين 20% و30% من الرافضين له، بل وينتقدون الخطوة التي ليس من ورائها أي مكسب، إلا إن كان التسبب في الفوضى هو المكسب المقصود.
العصيان غداً فاشل حتى مع الدعم الإعلامي الذي ستقوم به فضائية «أنباء العالم» الإيرانية والتي ستعتبر إصابة أي مشارك في أعمال الفوضى بشمخ خبراً يستحق استضافة محللين لبيان ظروفه. العصيان فاشل حتى مع الإسناد الإعلامي من بقية القنوات المنتشرة في لبنان والعراق وإيران وبريطانيا، وهو فاشل حتى لو شارك فيه أولئك الذين اختاروا العيش في أوروبا وأمريكا وأضربوا فيه عن الطعام.
المكسب الوحيد هو القول إنهم سعوا إلى تنفيذ العصيان وتمكنوا من التقاط بعض الصور لجانب من مدرسة ابتدائية أو روضة أطفال لم يتواجد فيها الصغار لحظة التقاط الصور.
ما ينبغي أن يعلمه أولئك هو أن الأمور تغيرت وأن القوانين التي تم تعديلها أخيراً لا تتيح لهم تكرار الممارسات التي نفذوها في العامين السابقين، وأن الدولة لن تسمح بأعمال الفوضى التي يعتزمون أن تكون عنوان يوم غد.
{{ article.visit_count }}
لو كان الهدف هو العصيان لاكتفوا بالإعلان عنه ولانتظروا أن يحل يوم الغد لينفذوه، لكن الواضح أنه ليس هو الهدف أو بالأحرى هو ليس كل الهدف، والدليل هو أعمال الفوضى التي تم تنفيذها على مدى الشهرين الأخيرين، والتي تسببت في تعطيل حياة الناس وصولاً إلى تدهور سيارة مواطنة الأحد الماضي بسبب سكب الزيت في الشارع، بالإضافة إلى تضرر العديد من الأشخاص من تلك التصرفات المعبرة عن قلة الحيلة.
ما الذي يمكن أن يحدث غداً؟ ما الذي يمكن أن يحدث بعد كل هذا «التسخين»؟ الجواب هو لا شيء! الموظفون سيتوجهون صباحاً إلى مقار أعمالهم كما يفعلون في كل يوم، والعمال سيتوجهون إلى مؤسساتهم والمصانع، والتجار سيفتحون محالهم ويباشرون كسب أرزاقهم، والطلبة سيتوجهون إلى مدارسهم لتلقي العلم. غاية ما يمكن أن يقوموا به هو اختطاف بعض الشوارع لبعض الوقت وإشعال النيران في إطارات السيارات ومحاولة الوصول إلى حيث كان الدوار. لا شيء غير هذا، وليس في هذا جديد، وليس بهذا يمكن اعتبار العصيان محققاً لأهدافه وناجحاً.
العصيان فشل حتى قبل أن يبدأ؛ لأن الحياة ستدب في اليوم المقرر له رغماً عن كل شيء ورغماً عن كل الدعوات لتنفيذه والتسخين له، وسيكون رجال الأمن بالمرصاد لكل محاولة لتعطيل الحياة وإيذاء المواطنين والمقيمين، فهذا دورهم وواجبهم.
العصيان يتحقق لو كان الشعب بكل فئاته مشاركاً فيه ويكون ناجحاً لو أن المشاركة تكون برغبة الأفراد لا غصباً عنهم، ويعتبر ناجحاً لو أنه أدى إلى وقف قرارات ذات أهمية، لكنه في حالة ما ينوون لا يمكن أن ينجح لأن الهدف منه مختلف.
ليس نصف الشعب فقط يقف ضد العصيان ويتخذ من الداعين إليه موقفاً، ففي النصف الثاني الكثير من الذين يرفضونه ويعتبرونه فاقد القيمة لأنه يتسبب في الإضرار بهم وبمصالحهم، لذا فإنهم يقفون ضده وإن كان بأضعف الإيمان (بقلوبهم) كي يأمنوا جانب من فارق العقل رأسه.
الرافضون للعصيان ليسوا 50% فقط لأن في الـ 50% الأخرى ما يتراوح بين 20% و30% من الرافضين له، بل وينتقدون الخطوة التي ليس من ورائها أي مكسب، إلا إن كان التسبب في الفوضى هو المكسب المقصود.
العصيان غداً فاشل حتى مع الدعم الإعلامي الذي ستقوم به فضائية «أنباء العالم» الإيرانية والتي ستعتبر إصابة أي مشارك في أعمال الفوضى بشمخ خبراً يستحق استضافة محللين لبيان ظروفه. العصيان فاشل حتى مع الإسناد الإعلامي من بقية القنوات المنتشرة في لبنان والعراق وإيران وبريطانيا، وهو فاشل حتى لو شارك فيه أولئك الذين اختاروا العيش في أوروبا وأمريكا وأضربوا فيه عن الطعام.
المكسب الوحيد هو القول إنهم سعوا إلى تنفيذ العصيان وتمكنوا من التقاط بعض الصور لجانب من مدرسة ابتدائية أو روضة أطفال لم يتواجد فيها الصغار لحظة التقاط الصور.
ما ينبغي أن يعلمه أولئك هو أن الأمور تغيرت وأن القوانين التي تم تعديلها أخيراً لا تتيح لهم تكرار الممارسات التي نفذوها في العامين السابقين، وأن الدولة لن تسمح بأعمال الفوضى التي يعتزمون أن تكون عنوان يوم غد.