تفاوتت فصول اجتماع الجمعية العمومية لنادي النجمة بين مد وجزر واختلطت فيها الأوراق الإيجابية بالأوراق السلبية بسبب ما تخللها من هفوات تنظيمية وثغرات قانونية كانت مثار جدل كبير واختتمت بسيناريو الاقتراع الذي تخللته اختراقات من شأنها أن «تشير» إلى عدم شرعية هذه الانتخابات ولعل العنوان الرئيس الذي اختاره الزميل فهد بوشعر في تغطيته المميزة لهذه الانتخابات يوم أمس يعد الأكثر تجسيداً لما دار على أرض الواقع!
فعلاً كانت انتخابات تدار بالريموت كونترول من داخل القاعة ومن خارجها الأمر الذي أدى إلى خروج كفاءات إدارية كان النادي في أمس الحاجة لها في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها إدارياً ومالياً وفنياً!
صحيح أنها كانت انتخابات ديمقراطية حرة وأن ما صاحبها من لوبيات يعد أمراً طبيعياً جداً في أي انتخابات غير أن ثمة هفوات وثغرات ألقت بظلالها على العملية الانتخابية وأثرت تأثيراً مباشراً على بعثرة الأصوات ولعل أبرز هذه الثغرات السماح للناخبين بالتصويت للمترشحين الثلاثة الذين أعلن مندوب المؤسسة العامة للشباب والرياضة عن انسحابهم قبل بدء الاقتراع ولم يتم شطب أسمائهم من قائمة المترشحين البالغ عددهم اثنان وعشرون مترشحاً مع إصرار المؤسسة على إلزام الناخبين بالتصويت لـ11 مترشحاً لشغل المناصب الإدارية، الأمر الذي أدى إلى نيل المنسحبين ما مجموعه سبع وثلاثون صوتاً موزعة بينهم وهو ما حرم المترشحين الفعليين من نيل هذه الأصوات التي كان لها تأثير في خروجهم من قائمة الـ11 المطلوبين لمجلس الإدارة!!
السؤال هنا موجه إلى المعنيين بالشأن القانوني في المؤسسة العامة للشباب والرياضة كيف يتم السماح للناخبين بالتصويت لمترشحين أعلنوا انسحابهم رسمياً قبيل بدء الاقتراع، وماذا سيكون الموقف لو أن أحد هؤلاء الثلاثة المنسحبين أو جميعهم قد جمع عدداً من الأصوات تؤهلهم لنيل أحد المقاعد الإدارية؟!
من وجهة نظري المتواضعة أرى أن مراقبي الانتخابات كان عليهم أن يستبعدوا كل ورقة شملت اسماً من الأسماء المنسحبة، وأنهم قبل ذلك كان من الواجب عليهم شطب هذه الأسماء من القائمة قبل تسليمها للناخب، غير أن شيئاً من هذا لم يحدث ومرت هذه الأوراق مرور الكرام لتشكل مثار جدل بين أعضاء الجمعية العمومية الذين يتجهون للطعن في الانتخابات والمطالبة بإعادتها!!
بعيداً عن هذه الثغرة الجوهرية فقد شهد الاجتماع سلسلة من الهفوات التنظيمية التي يسأل عنها مجلس الإدارة المعين، وكان الزميل بوشعر قد تعرض للعديد منها في تغطيته يوم أمس. كما تخللت الجمعية بعض المداخلات المتوترة والتي ما كنا نتمنى حدوثها في هذه الجمعية التاريخية التي شهدت حضوراً مميزاً ينم عن مكانة هذا النادي وعن الوعي الذي يتمتع به الأعضاء.
الستار لم يسدل بعد عن هذا المشهد التاريخي الذي لاتزال فصوله مفتوحة على مصراعيها بانتظار ردود أفعال جميع الأطراف المتداخلة في هذه المسرحية الطويلة!