غداً الذكرى الثالثة لأحداث فبراير؛ ماذا حدث في البحرين بعد اضطرابات فبراير؟ ماذا تغير فيها؟ وإلى أين تسير البحرين؟ أسئلة أشك أنها استوقفت أياً من عصابات فبراير أو الرعاة الرسميين والخفيين لحركتهم لأن الإجابة عنها أو الاهتمام بمستقبل البحرين ليست من أولوياتهم. اليوم (الخميس) نحن موعودون بإجراءات سخيفة مثل غلق المناطق السكنية وعرقلة حركة السير كي يفرض علينا اعتصام قسري، يهدد حريتنا، لم نختر أن نكون جزءاً منه.
من يناضل من أجل الوطن يحافظ عليه، ومن يثور من أجــل قيــم الحريــة والعدالــة والإنصــاف لا يحـــرم منهـــا الآخريـــن تحـــت أي مبرر. هكـذا نعيش في البحرين مع عصابة فبراير وأبواقها الإعلامية وجحافلها المتجمهرة، نعيش وسط شعارات يتاجرون بها بكل اللغات ولا نرى منها إلا الإرهاب والحجر على الحريات والإساءة إلى الآخرين ونشر الأكاذيب والشائعات.
في غمرة الوضع المزعج الذي نعيشه أتساءل أحياناً ماذا لو حكمت عصابة فبراير البلاد كما يحلمون؟ كيف سيطورون المنظومة الاقتصادية وقد تسببوا في فرار الاستثمارات وتدني مستوى التنمية؟ كيـف سيبنــون نظامــاً ديمقراطياً تداولياً وتشاركياً وهم من بثوا الفرقة وشقوا الصفوف ومزقوا البحريــن قطعـاً كالكلمــات المتقاطعـة تقرأ رأسياً وأفقياً؟ كيف سيطورون الخدمات مثل الصحة والتعليم والطرق وهم من يدعو إلى تعطيل التعليم وهم من عطل مستشفى السلمانية وهم من تئن شوارع البحرين من آثار حرائقهم؟
ولأن مصلحة العباد والبلاد ليست في فلسفة عصابة فبراير فإن الدائرة المفرغة من العنف وتعطيل المصالح التي يقتات عليها أفراد العصابة مستمرة دون أي جدوى وعلى الرغم من تناقص أعداد المشاركين فيها، ليس من أجل شيء سوى أن يبقوا الشارع تحت تصرفهم وأن يظلوا مسيطرين على القرى وسكانها المستضعفين إلى أن يحلها ألف حلال. وهذا ما يتنافى مع دعاوى منظمات حقوق الإنسان التي لهم فيها ألف صديق ونصير، ويتنافى مع مبادئ العدالة والديمقراطية التي لأجلها يجتمعون في مجلس اللوردات البريطاني ومجلس الشيوخ الأمريكي، لكنه لا يتنافى مع قيمهم المزدوجة ومشاريعهم الخاصة.
سيمر اليوم الخميس ويمر غداً الجمعة يوم 14 فبراير بفعاليات فاشلة تعبــر، فقــط، عــن انعــدام الوطنيــة وانعدام احترام الآخر عند من سيشاركون في إزعاج الناس وإلزامهم بالبقاء في منازلهم أو ترويعهم في الشوارع والأماكن العامة، وستبقى البحريــن رغمــاً عنهم أرض السلام والتعايـش ووطن الجميع.