وكالة أنباء «رويترز» نشرت قبل أيام تقريراً عن المرشد الإيراني علي خامنئي أنه يتحكم بأصول لا تقل قيمتها عن 95 مليار دولار، وستنشر تقريرين لاحقين يوم الإثنين والأربعاء.
طبعاً ما نشر صدر عن وكالة أنباء عالمية (رويترز)، وهي وكالة طالما استشهدت بأخبار الانقلابيين حينما تنشر شيئاً عن البحرين، وكثيراً ما وضع «الإعلام الأصفر» التابع للوفاق أخباراً -إن كانت مسيئة للبحرين- بعناوين بارزة تحت مبرر حرية التعبير والنقل.
لكن خبراً مثل هذا يكشف فساد أعلى سلطة في إيران، ويبين هضم حقوق الإيرانيين ومصادرة ممتلكاتهم خاصة ممن يخالفون توجه النظام، فإن هذه الأخبار لن تجدها في هذا الإعلام «المفبرك».
إليكم بعض العناوين التي تنشر في هذا الإعلام إن كانت معنية بالخامنئي، ولاحظوا كيف تطرز العناوين لـ»تلمع» خامنئي إيران الداعم لقتل الأبرياء في سوريا والداعم للانقلاب في البحرين:
«خامنئي وآل الشيخ يحذران من الفتنة المذهبية.
خامنئـــي: «المرونة مفيدة وضرورية» في المحادثات الدبلوماسية. خامنئي يمنح روحاني دعمه للانفتاح على الغرب وينتقد بعض الجوانب. خامنئي ليس متفائلاً لكنه يدعم المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي.
خامنئي لقابوس: دول في المنطقة تشكــل «جماعات» لمحاربة الإســـلام. رسالة من الرئيس السوري إلى خامنئي. خامنئي يمنح روحاني دعمه المشروط للانفتاح على الغرب». وطبعاً تحت هذه الأخبار تعليقات تمجد الخامنئي وتتغزل فيه.
لكن في المقابل انظروا لصيغة العنوان حينما دافع وزير الخارجية البحريني عن سيادة بلاده: «وزير الخارجية: تصريحات خامنئي حول البحرين خارجة عن حدود اللياقة في التعامل مع الدول»، وطبعاً عن التعليقات لا تسأل، تمجيد في من ينفون ولاءهم وارتباطهم السياســـي بـــه وتهكـــم وتهجم على وزير الخارجية وكأنه يدافع عن إسرائيل لا عن البحرين التي يفترض أن يدافع عنها كل وطني إن حاول أحد التدخل بشؤونها خاصة ممن لهم أطماع فيها.
عموماً، طمس تقرير «رويترز» لا يعني إلا تأكيداً على كذب ادعاء من يقولون بأنهم دعاة ديمقراطية وحماة لحقوق الإنسان، إذ ما يحصل في إيران يعجزون عن رؤيته (بالأصح يغمضون أعينهم عنه) كذلك الحال بالنسبة للجرائم الإنسانية في سوريا.
هذه «رويترز» التي تقول بأن المرشد الأول للجمهورية الإسلامية الخميني أسس هيئة لتنفيذ أوامر الإمام تحت اسم «ستاد إجرايي فرمان حضرت إمام» مهمتها إدارة وبيع العقارات، وأغلبها عقارات تم الاستيلاء عليها الغصب والقوة من قبل إيرانيين بالأخص ممن يناهضون النظام الإيراني وممن يرفضون الظلم والاستبداد الذي جاء به النظام بعد الثورة باسم المنبر الديني. المرشد الحالي خامنئي واصل على نفس النهج ووصلت قيمة الأصول نحو 95 مليار دولار!
تقـــول رويترز بأن «ستـــاد» أقامت هذه الإمبراطورية الاقتصادية التي يسيطر عليها الخامنئي عبر الاستيلاء الممنهج على آلاف العقارات التي تخص المواطنين وبالتحديد من أبناء الأقليات الدينية. هذا الكلام ألا يذكركم بما حصل أثناء محاولة الانقلاب في البحرين حينما لم يتوان بعضهم عن توزيع بيوت الناس في المناطق السكنية حينما يستولون على الدولة؟! نفس التفكير التابع للمرجعية التي يدعون أنها دينية فقط، لكنها سياسية بحتة.
هـــذه المؤسســـة التابعـــة مباشـــرة للخامنئي لا يمتلك أحد حق التدقيق عليهـــا ولا البرلمــــان الإيرانـــــي ولا الرئيـــس «المنتخـــب» حتى.
وأموالهـــا ومصروفاتهـــا مبهمـــة لا خطوط واضحة لتوجيهها، لكن هذا لا يمنع ربط الأمور ببعضها، فالدعم الذي يقدم لجماعات في بلدان عدة لتنشئ تنظيمات أو تكتلات لتنفذ مخططات لزعزعة أمن واستقرار هذه الدول وصناعة طوابير خامسة إيرانية الولاء فيها. أيضاً لدى المؤسسة أصول ومؤسسات في الخارج من ضمنها «مؤسسة أبرار الإسلامية الإيرانية» في بريطانيا، وتعرفون تماماً من يعمل في هذه المؤسسة ومكاتبه موجودة بمبناها في لندن، وهو قائد من يسمى بحركـة «أحرار البحرين» التي فضحـــت منذ زمن بأن ارتباطها بل واستمرار كيانها مرهون بالدعم الإيراني المقدم لها على امتداد سنوات ومازال.
إن كان الانقلابيون يضايقهم الحديــث عن سيدهم ومولاهم الإيراني وفضح الأموال التي يسيطر عليها والممارسات التي تنتهك الحريات وحقوق الإنسان، فعليهم لوم وكالة أنباء «رويترز»، الوكالة التي يحلفون وغيرها باسمهم إن نشروا شيئاً يخدمهم ويسيء للبحرين، لكن إن مسوا الخامنئي فهنا تثور الثائرة لديهم، وبعدها يقولون مخلصون حتى النخاع للبحرين، بالأصح يقصدون البحرين التي يعتبرونها أمانة يجب أن يرجعوها لأحضان إيران.