أولاً، من سيطالب بوقف انتقاد السفير الأمريكي في البحرين والكف عن لومه باعتبارات علاقات الصداقة مع الولايات المتحدة، نقول له: لسنا في موقع احترام من لا يحترم سيادة بلادنا ويمنح نفسه حق التدخل في شؤونها الداخلية ويدعم جماعات (تحت ذريعة أنها جمعيات مرخصة) هذه الجماعات تحرض وتدعم الإرهاب، ولا ينطق بحرف واحد يدين «بصراحة» الإرهاب. باختصار «يا غريب كن أديباً».
ثانياً، السفير الأمريكي مطالب اليوم قبل غيره أن يعلن موقفه الواضح والصريح المعبر عن موقف بلاده من الإرهاب الحاصل في البحرين، ومن الجماعات المتطرفة العنصرية الطائفية التي خرجت بشكل واضح قبل يومين مرتدية ملابس منظمة الـ»كو كلوكس كلان» العنصرية.
إن كانت عملية محاكاة أو استنساخ لحركات معينة، مثل لبس قناع «جاي فانديتا» رغم أن هناك فارقاً شاسعاً بين قصة «الرجل البريطاني خلف القناع» وما دافع عنه، ومن يلبس قناعه لدينا وهو يدافع أصلاً عن حراك انقلابي عنصري، نقول إن كانت عملية محاكاة، فإن التمثل ولو بلبس منظمة عنصرية يكشف حقيقة هذه الجماعات، وأنها بالفعل قائمة على نزعات العنصرية والطائفية ولو يتأتى لها الوضع لقامت بأفعال مثلها عبر حرق وصلب وقتل من يخالفها، ومن تراه لا يقرب لها عرقاً وفكراً، تذكروا توصيفات مثل «أصليين، غير أصليين، مرتزقة .. الخ».
«كو كلوكس كلان» مصطلح يطلق على منظمات تصف نفسها بالأخوية وبدأت بالولايات المتحدة الأمريكية، والأخيرة صنفت المحاكم فيها هذه المنظمة ضمن التشكيلات الإرهابية وحاربتها حتى قل عدد أعضائها من المتطرفين لأقل من عشرة آلاف. هذه المنظمة مازالت تعمل حتى اليوم، وتؤمن بتفوق «العرق الأبيض» وتؤمن بالعنصرية وتستخدم العنف والإرهاب وتقوم بممارسة التعذيب على من يخالفها أو لا تصنفه ضمن أتباعها بالحرق والحرق على الصلبان، وأكثر من تضرروا منها هم الأمريكان من أصل أفريقي.
قبل عام كتب أحد المحرضين والانقلابيين بالنص: «مثلما طالبت منظمة كوكلوكس كلان» العنصرية بطرد السود من أمريكا، طالبت جهات عنصرية «شبه رسمية» بتطهير البحرين منا وطردنا من موطن أجدادنا»! أي أن هذا المحرض يعترف بكون هذه المنظمة عنصرية، واليوم حينما تقوم جماعته ومن يناصرهم بارتداء ملابسها وتقليدها بشكل صريح، هل يمكن استخدام نفس الوصف الذي استخدمه ونعني به «العنصرية»؟! طبعاً الأمور واضحة تماماً، فجماعات الانقلاب تحركت أصلاً من واقع طائفي عنصري، نصبت المشانق وصنعت المجسمات وأحلت دماء من دعت لقتلهم في موقع الدوار، وهذه حقيقة لا يمكن أن يلغيها «تلون» كاذب لمن قال لأبناء البحرين «غير أصليين» ونصب نفسه «الأصلي» وحده، أو صراخ «أفاق منافق» في لحظة غضب بوجه أبناء البحرين حينما قال لهم «أنتم الخارجون ونحن الباقون».
ما حصل في البحرين لم يكن ضمن أي ربيع، ولا نتيجة مطالب شعبية عادلة، ولا بسبب معاناة الناس، ما حصل خريف طائفي عنصري، استغل صانعوه وضع الناس ومعاناتهم المعيشية ليضربوهم على أوتار حساسة، ويعدوهم بجنة الله على الأرض على غرار ما يفعل نظام الملالي في طهران، واتخذوا البشر دروعاً بشرية وزجوا بهم في مواجهة النظام والتصادم مع الآخرين. هذا التوصيف الدقيق لما يحصل في البحرين، طائفية صارخة ودليلها أنه حتى المناسبات الدينية يتم إقحام السياسة فيها إقحاماً، يحولون المنابر الدينية لمنابر تحريض بدعوات الكراهية، لا تنسوا جملة ممثل الخامنائي الشهيرة: «كونوا حسينيين» طبعاً ضد الآخرين الذين هم اليزيديون!
التمثل بمنظمة عنصرية إرهابية بهذا الشكل الصريح تقديم واضح لهؤلاء الذين يتباكون في الخارج ويدعون أنهم أهل سلمية ويدافعون عن حقوق الناس جميعهم بلا تمييز.
السفير الأمريكي في البحرين، هل شاهدت الصور؟! أم لم يحضروها لك بعد؟! هل تابعت وسائل التواصل الاجتماعي، أم أنك تتابع بعيون من يريد أن تدعم انقلابه الطائفي؟!
لا أظن عيون السفير الأمريكي تخطئ شكل وملابس «الكو كلوكس كلان»، وبالتالي هل من «جملة مفيدة» أيها الحليف، أم السكوت حتى لا تزعل الجار القريب في جمعية الوفاق، أو لا تحرج الأصدقاء في شارع البديع؟!