من بلد العثمان نأتيكم بمثال، حين وقف رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بعد اندلاع الاحتجاجات ضد حكومته وذلك بعدما تم قطع أشجار في منتزه بميدان تقسيم، فقال لمعارضيه: «إذا جمعتم 100 متظاهر سأجمع مليوناً»، كما توعد بالقصاص من المشاغبين والمحرضين أياً كانوا، كما تحدى خصومه قائلاً إنه لن يطلب إذناً في مشاريع الدولة من بضعة لصوص، كما علل أردوغان الاحتجاجات أنها ليس بسبب يتعلق بقطع 12 شجرة بل يحركه الخلاف الأيديولوجي، كما قال «عندما يطلقون على شخص هو خادم للشعب أنه ديكتاتور، فليس لدي ما أقوله».
هذا المثال الأول الذي فيه بعض الشبه بين ما حدث في البحرين، حيث استطاع أردوغان بكل بساطه أن يتعامل مع هذه الاحتجاجات حين وقف أمامها متحدياً المحتجين والمحرضين، وقف بكل شراسة لم يسق لهم مبررات، ولم يقترح عليهم بحلول ولم يطرح عليهم مبادرة، بل أبدى استعداده للمواجهة، كما كشف حقيقة الاحتجاجات، مما دفع بالمحتجين بالتقهقر وللمحرضين بالاختباء لأنهم عرفوا أن من يقف أمامهم هو حفيد العثمانيين الذين لا زالت فتوحاتهم وحضارتهم تدرس حتى اليوم.
أردوغان لم يكتفِ بتحدي معارضيه؛ بل التفت إلى المجتمع الدولي محذراً ومتوعداً حين هدد بطرد بعض السفراء الأجانب الذين اتهمهم بالتدخل في شؤون بلاده، وذلك بعدما بدأت حكومته بالتحقيق في قضايا الفساد، حيث وجهت الاتهامات لأربعة وعشرين شخصاً بينهم نجلا وزير الداخلية والاقتصاد، حيث قال «في هذه الأيام الأخيرة وبطريقة غريبة تورط سفراء في بعض الأعمال الاستفزازية، أقول لهم من هنا قوموا بعملكم وإذا ابتعدتم عن نطاق وظيفتكم فقد يدخلكم ذلك في نطاق سلطاننا القضائي، ولن نكون مضطرين للإبقاء عليكم في بلادنا»
إنها طبيعة بعض السفراء الأجانب لبعض الدول، وذلك كما حدث في البحرين بتدخل سفراء بعض الدول في الشأن السياسي الداخلي في البحرين، بل لم يقف تدخل السفراء الأجانب، بل حتى ممثلي السفارات الأجنبية في الدول الخليجية تدخلت في شأن البحرين، ومنها من قامت بزيارة إلى ما يسمى المعارضة، ولا زال المبعوثون الأجانب يتوافدون إلى البحرين، ولكن بالطبع لا يكون هنا رد على هذه التصرفات والتدخلات، بل يلتزم الجانب الرسمي الصمت كعادته، وذلك ما شجع هذه السفارات وغيرهم من المبعوثين للتدخل في شؤون البحرين، والذي وصل ليس الاتصال ما يسمى بالمعارضة؛ بل حتى الاتصال المباشر بالمواطنين.
هكذا تنهض الدولة حين تواجه خصمها الداخلي وعدوها الخارجي بكل حزم، نعم إن تركيا اليوم استطاعت أن تحتل قوتها العسكرية المرتبة الثامنة بين أقوى الجيوش في العالم، فهي تنفق بسخاء على بناء قوتها العسكرية، حيث وضعت قيادة الأركان التركية برنامجاً لزيادة القدرة القتالية بحوالي 150 مليار دولار خلال العشرين سنة منذ عام 2000م، وقد نص الدستور التركي، أن المهمة الرئيسة للقوات المسلحة هي حماية الكيان الإقليمي للوطن والدفاع عن تركيا ضد أي اعتداء خارجي، وكثيراً ما تدخلت المؤسسة العسكرية في شؤون الحكم عندما تزداد الخلافات السياسية التي تهدد كيان البلاد، كما تساهم القوات المسلحة بإمداد الدولة بالعمالة الماهرة من المجندين الذين يتم تسريحهم بعد تدريبهم إلى أرقى المستويات المهنية في المجالات المختلفة، وإسهامهم في عمليات استصلاح مساحات جديدة من الأراضي وعمليات تمهيد ورصف الطرق الذي يأتي تحت «الخدمة الوطنية».
إنها لمحة مختصرة عن كيف صنعت الدولة التركية كيانها، بين حزم تجاه خصومها في الداخل وأعدائها في الخارج، الدولة التركية استطاعت أن تقطع يد المعارضة التي حرضت محتجين، كما أوقفت السفارات الأجنبية عند حدودها، وذلك حين كشفت دروهم التحريضي في حينه، فلم تلتفت إلى اتفاقيات ولا برتوكلات ولا مجاملات، بل تصرفت تصرف الدولة الحريصة على هيبتها وأمنها وكيانها بالداخل والخارج.
البحرين اليوم تمر بما مرت به تركيا التي اجتازت المؤامرات وقطعت عروقها، إنه فقط الحزم والتعامل معه بجدية، لأن أمن الدولة الداخلي لا يساوم بعلاقات داخلية ولا معاهدات دولية، فالبحرين تحتاج للتصرف بحزم تجاه الإرهاب وتجاه المحرضين وتجاه أي دبلوماسي في البحرين أو من خارج البحرين، كما هي بحاجة إلى زيادة ميزانية الإنفاق العسكري، كي تتمكن الدولة من إعداد الأيدي الماهرة في كافة المجالات، مما يضاعف قوة الدولة وقدرتها في إدارة شؤون البلاد، وخصوصاً عندما تكون هذه الدولة مستهدفة من مؤامرة لا زالت تصر على الإطاحة بالحكم، فها هو المثال من تركيا الذي هدد أردوغان بجمع مليوني متظاهر أمام 100 ألف متظاهر لمجرد مناوشات، فكيف بدولة مثل البحرين التي تواجه إرهاباً سيكمل الثلاث سنوات؟!
{{ article.visit_count }}
هذا المثال الأول الذي فيه بعض الشبه بين ما حدث في البحرين، حيث استطاع أردوغان بكل بساطه أن يتعامل مع هذه الاحتجاجات حين وقف أمامها متحدياً المحتجين والمحرضين، وقف بكل شراسة لم يسق لهم مبررات، ولم يقترح عليهم بحلول ولم يطرح عليهم مبادرة، بل أبدى استعداده للمواجهة، كما كشف حقيقة الاحتجاجات، مما دفع بالمحتجين بالتقهقر وللمحرضين بالاختباء لأنهم عرفوا أن من يقف أمامهم هو حفيد العثمانيين الذين لا زالت فتوحاتهم وحضارتهم تدرس حتى اليوم.
أردوغان لم يكتفِ بتحدي معارضيه؛ بل التفت إلى المجتمع الدولي محذراً ومتوعداً حين هدد بطرد بعض السفراء الأجانب الذين اتهمهم بالتدخل في شؤون بلاده، وذلك بعدما بدأت حكومته بالتحقيق في قضايا الفساد، حيث وجهت الاتهامات لأربعة وعشرين شخصاً بينهم نجلا وزير الداخلية والاقتصاد، حيث قال «في هذه الأيام الأخيرة وبطريقة غريبة تورط سفراء في بعض الأعمال الاستفزازية، أقول لهم من هنا قوموا بعملكم وإذا ابتعدتم عن نطاق وظيفتكم فقد يدخلكم ذلك في نطاق سلطاننا القضائي، ولن نكون مضطرين للإبقاء عليكم في بلادنا»
إنها طبيعة بعض السفراء الأجانب لبعض الدول، وذلك كما حدث في البحرين بتدخل سفراء بعض الدول في الشأن السياسي الداخلي في البحرين، بل لم يقف تدخل السفراء الأجانب، بل حتى ممثلي السفارات الأجنبية في الدول الخليجية تدخلت في شأن البحرين، ومنها من قامت بزيارة إلى ما يسمى المعارضة، ولا زال المبعوثون الأجانب يتوافدون إلى البحرين، ولكن بالطبع لا يكون هنا رد على هذه التصرفات والتدخلات، بل يلتزم الجانب الرسمي الصمت كعادته، وذلك ما شجع هذه السفارات وغيرهم من المبعوثين للتدخل في شؤون البحرين، والذي وصل ليس الاتصال ما يسمى بالمعارضة؛ بل حتى الاتصال المباشر بالمواطنين.
هكذا تنهض الدولة حين تواجه خصمها الداخلي وعدوها الخارجي بكل حزم، نعم إن تركيا اليوم استطاعت أن تحتل قوتها العسكرية المرتبة الثامنة بين أقوى الجيوش في العالم، فهي تنفق بسخاء على بناء قوتها العسكرية، حيث وضعت قيادة الأركان التركية برنامجاً لزيادة القدرة القتالية بحوالي 150 مليار دولار خلال العشرين سنة منذ عام 2000م، وقد نص الدستور التركي، أن المهمة الرئيسة للقوات المسلحة هي حماية الكيان الإقليمي للوطن والدفاع عن تركيا ضد أي اعتداء خارجي، وكثيراً ما تدخلت المؤسسة العسكرية في شؤون الحكم عندما تزداد الخلافات السياسية التي تهدد كيان البلاد، كما تساهم القوات المسلحة بإمداد الدولة بالعمالة الماهرة من المجندين الذين يتم تسريحهم بعد تدريبهم إلى أرقى المستويات المهنية في المجالات المختلفة، وإسهامهم في عمليات استصلاح مساحات جديدة من الأراضي وعمليات تمهيد ورصف الطرق الذي يأتي تحت «الخدمة الوطنية».
إنها لمحة مختصرة عن كيف صنعت الدولة التركية كيانها، بين حزم تجاه خصومها في الداخل وأعدائها في الخارج، الدولة التركية استطاعت أن تقطع يد المعارضة التي حرضت محتجين، كما أوقفت السفارات الأجنبية عند حدودها، وذلك حين كشفت دروهم التحريضي في حينه، فلم تلتفت إلى اتفاقيات ولا برتوكلات ولا مجاملات، بل تصرفت تصرف الدولة الحريصة على هيبتها وأمنها وكيانها بالداخل والخارج.
البحرين اليوم تمر بما مرت به تركيا التي اجتازت المؤامرات وقطعت عروقها، إنه فقط الحزم والتعامل معه بجدية، لأن أمن الدولة الداخلي لا يساوم بعلاقات داخلية ولا معاهدات دولية، فالبحرين تحتاج للتصرف بحزم تجاه الإرهاب وتجاه المحرضين وتجاه أي دبلوماسي في البحرين أو من خارج البحرين، كما هي بحاجة إلى زيادة ميزانية الإنفاق العسكري، كي تتمكن الدولة من إعداد الأيدي الماهرة في كافة المجالات، مما يضاعف قوة الدولة وقدرتها في إدارة شؤون البلاد، وخصوصاً عندما تكون هذه الدولة مستهدفة من مؤامرة لا زالت تصر على الإطاحة بالحكم، فها هو المثال من تركيا الذي هدد أردوغان بجمع مليوني متظاهر أمام 100 ألف متظاهر لمجرد مناوشات، فكيف بدولة مثل البحرين التي تواجه إرهاباً سيكمل الثلاث سنوات؟!