خلال استقباله وفد الدبلوماسية الشعبية بجمهورية مصر العربية الشقيقة، والذي يضم نخبة من السياسيين والمفكرين والأدباء والصحافيين والفنانين، أكد جلالة الملك المفدى اعتزازه بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط مملكة البحرين بجمهورية مصر العربية، وذلك عقب المواقف السياسية المشرفة المتبادلة التي جمعت البلدين في أزمتيهما، لاسيما وأن لتلك المواقف امتداداً يشمل دول الخليج العربية في علاقاتها مع مصر والدعم المتبادل بين الطرفين في مختلف القضايا المهمة على الساحة الدولية وعلى عدد من الأصعدة.
ولذلك فإن التضافر الخليجي -الذي يأتي في مقدمته كل من البحرين والسعودية والإمارات والكويت- إنما عمل على تحقيق الإرادة الشعبية المصرية التي ثارت على المأزق الإخواني الذي عاشته مصر خلال حكم مرسي وأعوانه، من ممثلي نظام الإرهاب المستظل بغطاء الإسلام ورايته، ذلك الغطاء الذي أدانته السعودية مؤخراً وأدرجته على قائمة الإرهاب، إيماناً بما يجب أن يترتب عليه هذا الإدراج من مكافحة وتطهير.
ينبع التعاون والتضافر المشترك بين دول الخليج العربية والشقيقة مصر من العلاقات القوية والمتداخلة التي تربطهما منذ أمد بعيد حكومياً وشعبياً على عدد من الأصعدة؛ تاريخية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية، فضلاً عن الاجتماعية. فلا يخفى الوجود المصري في الخليج العربي للعمالة والاستثمار، ولا ما يجمع الشعبين من علاقات صداقات وطيدة، فضلاً عن المصاهرة والنسب. زد على ذلك أن مصر كانت ومازالت وجهةً يحج إليها طلاب العلم من الخليج العربي وغيره. من جهة أخرى فإن مصر تمثل العمق العربي الاستراتيجي، فيما يشكل الخليج عمقاً استراتيجياً هو الآخر إليها.
إن المتتبع للتاريخ السياسي للدول العربية لا يمكنه الحديث عن إدارة الأزمات السياسية التي مرت بها المنطقة دون التعرض للدور المصري الرائد في كثير من الأحيان، وكذلك عن دورها اللافت في توحيد الصف العربي، نظراً لما تحمله من الشراكة في المصير والهم العربي وما تتمتع به أيضاً من قوة قلّ نظيرها، حتى في أزمتها.
أما البحرين، فلعل أزمتها الأخيرة في 2011 وتبعاتها، كشفت النقاب عن كثير ممن كنا نتوسم فيهم الخير، ونحسب ألا غاية لهم سوى صون الوطن وحمايته، وألا هم يشغلهم غير أمنه واستقراره وسمعته. إن أزمة البحرين جردت الشخوص من أغطيتهم وملاءاتهم، وكشفت عن سوءات سرائر كثير من العملاء والمتملقين والمتزلفين والوصوليين والمأجورين، كل لغايته.. وكل خدمة لأربابه، حتى غدت البحرين قلباً نابضاً نازفاً لما شهده من تكالب الأعداء عليه على حين غفلة؛ ليخلع الأصدقاء أثوابهم فإذا بهم شياطين ملؤوا أرض النخيل الباسقات ألغاماً، ونثروا في كل صوب وناحية منها بذور الأحقاد والضغائن.
وعودٌ على بدء.. ونظراً لكون كل من مصر والخليج يشكلان بعداً استراتيجياً مهماً للآخر، فإنه من الضرورة بمكان التفاعل بين الطرفين بمعزل عن منظور «الآخر»، ومن الأجدى التفاعل تحت مبدأ الشراكة والاتحاد وبلغة الجماعة. لاسيما وأن مصر واحدة من الدول المرشحة للانضمام للاتحاد لاحقاً، ولعل من أهم وأولى الخطى لتأهيل مصر للانضمام، دعم أمنها واستقرارها وسلمها داخلياً، واستعادة مكانتها الخارجية إقليمياً وحتى عالمياً.
إن استعادة مجد العروبة الضائع وتكوين قوة جديدة تجابه التحديات في المنطقة والتهديدات الخارجية التي تلاحقها كل حين، ضرورة حتمية لا مناص منها، لكل الأطراف، ومن أجل قيام ذلك علينا تجريد أنفسنا من كل انتماءاتنا العرقية والدينية والطائفية ماعدا العروبة والوحدة، لنعبر بسلام جميع القفارى والتهالك متجردين في إطار الوحدة العربية من حلم «الدولة الإسلامية» الذي يترنح به بعض المتأسلمين، ولا يعني هذا أن دولنا العربية لا تعنى بالإسلام فإنها -ورغم أنف الجميع- دول إسلامية بصيغة أو بأخرى؛ ذات غالبية مسلمة، تحمل أكثر ما تحمل إرثاً إسلامياً وتاريخياً عظيماً ومشرفاً. إلا أن الحلم المزخرف بالدولة الإسلامية يعتريه كثير من الشبهات التي نصبها واضعو الحلم حتى شوهوه وأفسدوه هو بإسلامه.
إن تحقيق الاتحاد المنشود سينأى بنا عن عشوائية التعاون والتذبذب الوحدوي، نزوعاً لاتحاد حقيقي وكيان واحد مستقر في قلب العالم بكل ما أوتي من قوة وثقل، وكلنا نعلم أن انضمام مصر للاتحاد سيمنحنا قوة مضاعفة، الأمر الذي يزيد من تكالب الأعداء ومأجوريهم على مشروع الاتحاد وومضات الأمل التي تلوح منه بين الفينة والأخرى من أي بقعة جغرافية في العالم لاسيما من دول الجوار. وهو ما يبرر الهجمة الشرسة على مصر وزيارة وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية، رغبةً في تشتيت المواقف وعرقلة الاتحاد. وربما تشهد الأيام القادمة الكثير من العداء والهجوم على كل الأطراف بما يقوض العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين كافة الأطراف، ولذلك فإننا بانتظار هجمات أخرى تشن على اليمن والمغرب والأردن وغيرها ممن قد يلمع نجمهم يوماً في العيون الخليجية رغبةً في مزيد من القوة الاتحادية المشتركة. مثل هؤلاء.. لا نبالي بهم، فهم زمرة امتهنت بيع الأوطان لمصالحها الحزبية الضيقة الذميمة، شأنها شأن «خونة 14 فبراير».
- نبضة كرم..
أن أكون مع القيادة وأن أكون وطنياً يعني أن أكون كريم الأصل مضيافاً عربياً أصيلاً. وأن أرحب بالضيف المستجير فكيف بالضيف المحب العزيز والذي تجمعنا به روابط وطيدة؟!
- نبضة شعب..
إن صوت الشعب قضية كبرى.. لا يمكن لأحدنا تمثيلها ببساطة، لا يمكن لأحدنا التشدق باسم صوت الشعب واستغلاله. إن أحداً منا لا يملك أن يكون متحدثاً باسم الشعب أو حتى باسم فئة منه ما لم يخول بذلك.. وفيما عدا هذا فمن المؤكد أن الشعب يمثل نفسه.. وأن الشعب لا يقبل لأن ينصب أحدهم نفسه وصياً عليه أو متحدثاً باسمه.
ولذلك فإن التضافر الخليجي -الذي يأتي في مقدمته كل من البحرين والسعودية والإمارات والكويت- إنما عمل على تحقيق الإرادة الشعبية المصرية التي ثارت على المأزق الإخواني الذي عاشته مصر خلال حكم مرسي وأعوانه، من ممثلي نظام الإرهاب المستظل بغطاء الإسلام ورايته، ذلك الغطاء الذي أدانته السعودية مؤخراً وأدرجته على قائمة الإرهاب، إيماناً بما يجب أن يترتب عليه هذا الإدراج من مكافحة وتطهير.
ينبع التعاون والتضافر المشترك بين دول الخليج العربية والشقيقة مصر من العلاقات القوية والمتداخلة التي تربطهما منذ أمد بعيد حكومياً وشعبياً على عدد من الأصعدة؛ تاريخية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية، فضلاً عن الاجتماعية. فلا يخفى الوجود المصري في الخليج العربي للعمالة والاستثمار، ولا ما يجمع الشعبين من علاقات صداقات وطيدة، فضلاً عن المصاهرة والنسب. زد على ذلك أن مصر كانت ومازالت وجهةً يحج إليها طلاب العلم من الخليج العربي وغيره. من جهة أخرى فإن مصر تمثل العمق العربي الاستراتيجي، فيما يشكل الخليج عمقاً استراتيجياً هو الآخر إليها.
إن المتتبع للتاريخ السياسي للدول العربية لا يمكنه الحديث عن إدارة الأزمات السياسية التي مرت بها المنطقة دون التعرض للدور المصري الرائد في كثير من الأحيان، وكذلك عن دورها اللافت في توحيد الصف العربي، نظراً لما تحمله من الشراكة في المصير والهم العربي وما تتمتع به أيضاً من قوة قلّ نظيرها، حتى في أزمتها.
أما البحرين، فلعل أزمتها الأخيرة في 2011 وتبعاتها، كشفت النقاب عن كثير ممن كنا نتوسم فيهم الخير، ونحسب ألا غاية لهم سوى صون الوطن وحمايته، وألا هم يشغلهم غير أمنه واستقراره وسمعته. إن أزمة البحرين جردت الشخوص من أغطيتهم وملاءاتهم، وكشفت عن سوءات سرائر كثير من العملاء والمتملقين والمتزلفين والوصوليين والمأجورين، كل لغايته.. وكل خدمة لأربابه، حتى غدت البحرين قلباً نابضاً نازفاً لما شهده من تكالب الأعداء عليه على حين غفلة؛ ليخلع الأصدقاء أثوابهم فإذا بهم شياطين ملؤوا أرض النخيل الباسقات ألغاماً، ونثروا في كل صوب وناحية منها بذور الأحقاد والضغائن.
وعودٌ على بدء.. ونظراً لكون كل من مصر والخليج يشكلان بعداً استراتيجياً مهماً للآخر، فإنه من الضرورة بمكان التفاعل بين الطرفين بمعزل عن منظور «الآخر»، ومن الأجدى التفاعل تحت مبدأ الشراكة والاتحاد وبلغة الجماعة. لاسيما وأن مصر واحدة من الدول المرشحة للانضمام للاتحاد لاحقاً، ولعل من أهم وأولى الخطى لتأهيل مصر للانضمام، دعم أمنها واستقرارها وسلمها داخلياً، واستعادة مكانتها الخارجية إقليمياً وحتى عالمياً.
إن استعادة مجد العروبة الضائع وتكوين قوة جديدة تجابه التحديات في المنطقة والتهديدات الخارجية التي تلاحقها كل حين، ضرورة حتمية لا مناص منها، لكل الأطراف، ومن أجل قيام ذلك علينا تجريد أنفسنا من كل انتماءاتنا العرقية والدينية والطائفية ماعدا العروبة والوحدة، لنعبر بسلام جميع القفارى والتهالك متجردين في إطار الوحدة العربية من حلم «الدولة الإسلامية» الذي يترنح به بعض المتأسلمين، ولا يعني هذا أن دولنا العربية لا تعنى بالإسلام فإنها -ورغم أنف الجميع- دول إسلامية بصيغة أو بأخرى؛ ذات غالبية مسلمة، تحمل أكثر ما تحمل إرثاً إسلامياً وتاريخياً عظيماً ومشرفاً. إلا أن الحلم المزخرف بالدولة الإسلامية يعتريه كثير من الشبهات التي نصبها واضعو الحلم حتى شوهوه وأفسدوه هو بإسلامه.
إن تحقيق الاتحاد المنشود سينأى بنا عن عشوائية التعاون والتذبذب الوحدوي، نزوعاً لاتحاد حقيقي وكيان واحد مستقر في قلب العالم بكل ما أوتي من قوة وثقل، وكلنا نعلم أن انضمام مصر للاتحاد سيمنحنا قوة مضاعفة، الأمر الذي يزيد من تكالب الأعداء ومأجوريهم على مشروع الاتحاد وومضات الأمل التي تلوح منه بين الفينة والأخرى من أي بقعة جغرافية في العالم لاسيما من دول الجوار. وهو ما يبرر الهجمة الشرسة على مصر وزيارة وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية، رغبةً في تشتيت المواقف وعرقلة الاتحاد. وربما تشهد الأيام القادمة الكثير من العداء والهجوم على كل الأطراف بما يقوض العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين كافة الأطراف، ولذلك فإننا بانتظار هجمات أخرى تشن على اليمن والمغرب والأردن وغيرها ممن قد يلمع نجمهم يوماً في العيون الخليجية رغبةً في مزيد من القوة الاتحادية المشتركة. مثل هؤلاء.. لا نبالي بهم، فهم زمرة امتهنت بيع الأوطان لمصالحها الحزبية الضيقة الذميمة، شأنها شأن «خونة 14 فبراير».
- نبضة كرم..
أن أكون مع القيادة وأن أكون وطنياً يعني أن أكون كريم الأصل مضيافاً عربياً أصيلاً. وأن أرحب بالضيف المستجير فكيف بالضيف المحب العزيز والذي تجمعنا به روابط وطيدة؟!
- نبضة شعب..
إن صوت الشعب قضية كبرى.. لا يمكن لأحدنا تمثيلها ببساطة، لا يمكن لأحدنا التشدق باسم صوت الشعب واستغلاله. إن أحداً منا لا يملك أن يكون متحدثاً باسم الشعب أو حتى باسم فئة منه ما لم يخول بذلك.. وفيما عدا هذا فمن المؤكد أن الشعب يمثل نفسه.. وأن الشعب لا يقبل لأن ينصب أحدهم نفسه وصياً عليه أو متحدثاً باسمه.