انطوت سنة 2013 بكل ما حملته من مسرات وحسرات. فالحياة لا تتوقف عند فرد أو شهر أو عام. الحياة لا تتوقف حتى عند نفسها، والحياة بكامل زخمها، يوماً ما، إلى الانطواء ستنتهي.. وبدأ عام 2014 محملاً بأمانينا ومخاوفنا وتفاؤلنا وتشاؤماتنا، حاملاً أحداثه غير عابئ بما نريد نحن أو لا نريد.
ونحن نخرج من عام وننخرط في الآخر، علينا دائماً أن نقف عند العبر. وأن نستخلص منها ما لنا وما علينا، وأن نهتدي بأثرها لرسم مسار صحيح للعام الجديد. وأهم عبرة خرجنا بها من عام 2013، هي أننا لا نملك زمام أحوالنا، ولا ندير أمورنا بأنفسنا، وأن بوصلة قراراتنا متمركزة خارج ذواتنا وخارج جغرافيتنا!!. ستقولون لي إن تلك عبرة قديمة وإنها قد أصبحت سمة عربية كالسمار والخيل والشعر والنفط. سأقول لكم نعم ولكن العام الماضي كان عام الصدمة بأننا حين أردنا أن نستعيد قرارنا وأن نستلم زمامنا اكتشفنا أننا كنا كالدمى التي تحركها الخيوط لتؤدي دوراً مرسوماً لها سلفاً، فانتهت، على سبيل المثال، ثورات العرب وفوراتهم إلى أيدي غيرهم.
تعود بي الذاكرة، وقد انتهى الربيع العربي في أول عواصفه إلى منحنى الفوضى، إلى الثورة العربية الكبرى التي افتتح بها العرب قرنهم العشرين السابق. كان العرب مستبشرين وهم يثورون ضد الدولة العثمانية التي طغت في بلاد العرب وأكثرت فيها الفساد، لكنهم ما أن دحروا بني عثمان من الأتراك حتى اكتشفوا أنهم كانوا ينفذون مخطط الفرنجة لتقاسم بلاد العرب واحتلالها!!.
واليوم بعدما يقرب المائة عام يثور العرب على بعض أنظمتهم ويسقطونها ليكتشفوا أن ثمة مخططاً جاهزاً سلفاً لاحتلال من نوع جديد وإعادة تقسم جديد. فكيف تكررت الأحداث؟! وأين مكمن الخلل البنيوي في تفكير العرب الذي يجعلهم يدورون في مربع المخدوعين دائماً!!
أول مفاتيح الدخول في سنوات التغيير والتطوير والإنجاز، وأول مشوار في خطوات الخروج من المربع المشؤوم هو أن نستعيد ذواتنا وأن نستقل من دواخلنا عن تبعياتنا الكاملة والجزئية. وأن نضبط المسافة التي تفصل بين الانحياز والانجرار.
وأن ندرك أن من يملك نفسه يملك قراره وكرامته حتى وإن تسلط عليه من هو أقوى منه.
كل عام ونحن نتملك ذواتنا ونمسك زمامنا في أيدينا. كل عام ونحن نعرف ماذا نريد وكيف نحققه وكيف نقيس أننا مستقلون أو تابعون.
سنة مباركة وحلوة عليكم جميعاً.
ونحن نخرج من عام وننخرط في الآخر، علينا دائماً أن نقف عند العبر. وأن نستخلص منها ما لنا وما علينا، وأن نهتدي بأثرها لرسم مسار صحيح للعام الجديد. وأهم عبرة خرجنا بها من عام 2013، هي أننا لا نملك زمام أحوالنا، ولا ندير أمورنا بأنفسنا، وأن بوصلة قراراتنا متمركزة خارج ذواتنا وخارج جغرافيتنا!!. ستقولون لي إن تلك عبرة قديمة وإنها قد أصبحت سمة عربية كالسمار والخيل والشعر والنفط. سأقول لكم نعم ولكن العام الماضي كان عام الصدمة بأننا حين أردنا أن نستعيد قرارنا وأن نستلم زمامنا اكتشفنا أننا كنا كالدمى التي تحركها الخيوط لتؤدي دوراً مرسوماً لها سلفاً، فانتهت، على سبيل المثال، ثورات العرب وفوراتهم إلى أيدي غيرهم.
تعود بي الذاكرة، وقد انتهى الربيع العربي في أول عواصفه إلى منحنى الفوضى، إلى الثورة العربية الكبرى التي افتتح بها العرب قرنهم العشرين السابق. كان العرب مستبشرين وهم يثورون ضد الدولة العثمانية التي طغت في بلاد العرب وأكثرت فيها الفساد، لكنهم ما أن دحروا بني عثمان من الأتراك حتى اكتشفوا أنهم كانوا ينفذون مخطط الفرنجة لتقاسم بلاد العرب واحتلالها!!.
واليوم بعدما يقرب المائة عام يثور العرب على بعض أنظمتهم ويسقطونها ليكتشفوا أن ثمة مخططاً جاهزاً سلفاً لاحتلال من نوع جديد وإعادة تقسم جديد. فكيف تكررت الأحداث؟! وأين مكمن الخلل البنيوي في تفكير العرب الذي يجعلهم يدورون في مربع المخدوعين دائماً!!
أول مفاتيح الدخول في سنوات التغيير والتطوير والإنجاز، وأول مشوار في خطوات الخروج من المربع المشؤوم هو أن نستعيد ذواتنا وأن نستقل من دواخلنا عن تبعياتنا الكاملة والجزئية. وأن نضبط المسافة التي تفصل بين الانحياز والانجرار.
وأن ندرك أن من يملك نفسه يملك قراره وكرامته حتى وإن تسلط عليه من هو أقوى منه.
كل عام ونحن نتملك ذواتنا ونمسك زمامنا في أيدينا. كل عام ونحن نعرف ماذا نريد وكيف نحققه وكيف نقيس أننا مستقلون أو تابعون.
سنة مباركة وحلوة عليكم جميعاً.