لا أنكر أنني أحد المتابعين الدائمين للتنبؤات في كل عام، أعني متابعة تصورات ما يمكن أن يحدث في العالم الذي نعيش، وكيف يمكن لهذه التوقعات غير المرئية هنا وهناك أن تكون كما شاهدها قراء البلورات السحرية أو في تحليل كتاب الجفر أو غيرها من طرق القراءة تتحول إلى واقع. إن عودتي إلى عوالم تنبؤات تأتي في الأساس من رغبة داخلية لأجل فتح فضاء المخيلة على ما يمكن أن يكون أو لا يكون، فإن ترى بعين قلب المتنبئين يساهم في رفع مستويات ذبذبة المخيلة لديك ويدفع بك لرؤية ما لا يرى.
وبعيداً عن التنبؤات التي يطرحها المتنبئون هنا وهناك، فأنني أحاول التنبؤ بالمستقبل الخاص بي، والذي أستشعره وأنا أواصل حياتي اليومية الآن.
وأنا اعتبر نفسي شخصياً أني من أكثر المحظوظين في العالم وأنا أدخل عام 2014، خصوصاً وأنني من مواليد برج القوس، حيث كما تقول ماجي فرح في توقعاتها «يعتبر عام 2014 هو عام الإنجازات بالنسبة لمواليد القوس، حيث يحقق برج القوس من خلالها الكثير من الإنجازات والنجاحات في كافة مجالات الحياة..
النصف الأول من العام يجلب الكثير من الترقيات والزيادة في الدخل لمواليد برج القوس، وأيضاً قد تحمل فرص للسفر واكتساب الخبرات، أيضاً تطورات من الناحية العاطفية قد تصادف مواليد القوس في النصف الأول من السنة».
ما الذي أراه حين أنظر في بلورتي الذهنية؟
بين الضباب والدخان نظرت في بلورتي الشعرية فرأيت نفسي أسبح في بحر يشبه البلور، وأمامي العديد من المخطوطات، تقفز مثل الأرانب البرية، وتطير في الفضاء، ثم تعود إلى الأرض في شكل أوراق، كل ورقة مكتوب عليها اسمي، كل ورقة لا تشبه الورقة الأخرى، تتجمع الأوراق فأراها تتحول كتباً، هي كتب للأطفال، مسرحيات شعرية، كتب نثرية، كتب تتحدث عن المدن والفرجان، مراثي عن أصدقاء رحلوا، وتحيات لا حدود لأصدقاء يدورون معي في فلك الأيام.
أنظر ثانية فأراني أسكن في بيت ينظر للأعلى ويبارك السماء، في كل غرفة هناك ثمة مكتبة عامرة بالأرواح، كل روح تساعدني في النمو والتفاؤل واليقظة المفتوحة على زرقة الكواكب والنجوم والأقمار، أرى أهلي فرحين كالأطفال الخارجين من الأقفاص الصغيرة إلى ساحات التخييم في الصخير، أرى أحفادي ينمون كما النخيل، صاعدين إلى تشكيل بدايات العمر، يغنون بأصوات تصنع موسيقاها الخاصة «زرعوا فأكلنا.. ونزرع فيأكلون».
أنظر أكثر إلى الضباب المتحرك في جسد البلورة أرى الأصدقاء ينطوون من هضبات الصمت إلى حقل الفعل، أرى الكراهية تلبس جلبابها وتخرج نحو طريق لم تسلكه فتضيع بين غبارها.
أرى المعارف سعداء بما يملكون من النعم الإلهية، ينثرون الورد والمشموم على شكل ابتسامات لكل من يعبر في الطريق، أرى الأصدقاء الخارجين على ما كان من أجل عناق ما سيكون غداً، والصديقات المتشحات بالحكمة يرسلن القبلات إلى كل من فقد الحكمة.
قراءة بلورة الذهن تعيد للمخيلة رونقها وتعطي قوتها للهواء المتحرك بين الأرض والسماء، بين الصحراء والماء، بين الإنسان والآخر.
أحد لا يعرف سر البلورة غير من عاشرها ورأى فيها ما يحلم يراه، ادخلوا آمنين إلى بلوراتكم، قد تجدون ما وجدت، قد تعيشون بعض ما عشت، وإن لم تجدوا شيئاً عظيماً يكفي أنكم جربتم دخول المخيلة، وليس هناك أعظم من هذا الدخول اللذيذ والمغاير والمختلف.