أُسدل الستار عن عام 2013، وقد تحول الحراك العربي من الثورة إلى الفوضى. وبدأ عام 2014 وملامح الإرهاب قد اتضحت في مختلف أرجاء الوطن العربي. وكانت أمريكا قد «استغلت» ما استطاعت من إمكانات الوطن العربي عام 2001 وما بعده لمكافحة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر التي استهدفتها شخصياً. أما اليوم فسيكون الوطن العربي مضطراً لأن يدرس واقعه ويعلن النفير العام ويفعل اتفاقات الدفاع المشترك لدحر جيوش الإرهابيين الجرارة التي انتثرت في الجغرافيا العربية وأصبحت الخطر رقم «1» الذي يهدد الأمن القومي العربي.
استراتيجية الإرهاب التي اجتاحت الوطن العربي تحتاج وقفة تدبر دون تشنج أو تعصب أو خلط الأوراق. فالإرهاب خرج من قلب الفوضى السياسية والأمنية، والفكرية قبل كل شيء، وتم استغلال الدين والمذهب استغلالاً دموياً ستتكشف نتائجه السلبية على رؤية الأجيال لمفهوم الدين والمتدينين.
بدأت الفوضى العربية في العراق حين ترك لقمة سائغة لأمريكا وإيران تعبثان في الوحدة الوطنية العراقية وتنتصران، زوراً وبهتاناً، لمظلومية شيعة العراق الذين باسمهم تم قتل السنة وثقب أجسادهم بالـ«دريل» واعتقال نسائهم واغتصابهن، ثم خرجت القاعدة لمقاتلة الإرهاب الشيعي وتطهير العراق من النصارى والملحدين مثل الصابئة وغيرهم، وانتهى العراق إلى التفجيرات والاغتيالات. وتصدير الإرهاب إلى البحرين والقطيف وسوريا باسم الحسين وباسم عمر بن الخطاب.
في سوريا تم استخدام التكتيك الفج نفسه، فتمت فبركة الأفلام التي تبين أن الطائفة العلوية تعبد حكامها وتشهد بألوهية بشار الأسد وتسجد له من دون معبود آخر، وتم قصف المسجد الأموي وتفجير ضريح خالد بن الوليد وإلحاق التهمة بالنظام السوري. وفي ظل جرائم النظام السوري السابقة والحالية وفي ظل الفوضى والتعتيم اللتين تلفان الحالة السورية تم قبول تلك الرواية وتم تناسي أن سوريا لم تشهد قط مظهراً دينياً تتعبد فيه الطائفة العلوية حكامها أو تسجد للبشر، وتم تناسي أن الدولة السورية هي التي ترمم الجامع الأموي وضريح خالد بن الوليد وتستثمرهما في السياحة، وتنفق على التعليم الشرعي السني. إلى أن ظهرت فرق القاعدة المتعددة وقاتلت بعضها بعضاً وقتلت المسحيين وهجرتهم وامتدت «داعش» من سوريا إلى الأنبار تعيث فساداً في العراق وسوريا!!
وفي مصر كان استغلال الدين أكثر وضوحاً؛ فتم استهداف وتكفير مكونات الشعب من تيارات سياسية مخالفة، لكن استخدام «الموتيفات» الدينية كان ساذجاً جداً وبدائياً في مصر فتم تشبيه مرسي بيوسف عليه السلام الذي خرج من السجن إلى الحكم، وترويج أضغاث أحلام حوله. ثم تكوين جبهة أنصار بيت المقدس التي وجهت تفجيراتها في قلب القاهرة وسيناء بدل تل أبيب، وأطلقت الرصاص على صدور الجيش المصري عوضاً عن الجيش الإسرائيلي. وخرج عصام عبدالماجد الذي حرض أنصاره الإسلاميين على القتل وحرق مصر بعد فض تجمع رابعة، يبرر هروبه من مصر إلى قطر بأنه يشبه خروج محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. وهذا يشبه تبرير القاعدة للمجزرة المروعة التي ارتكبتها في مسجد العرضي العسكري حينما شبهت الإرهابي مرتكب المجزرة بـ«خالد بن الوليد»، الذي قتل أحد الكفار، خطأ، بعد أن نطق الشهادة ظناً منه أنه قالها تقية للقتل ولم يؤمن بها، ودعت القاعدة لأخيهم الإرهابي بالمغفرة!!
كل التلوينات الإرهابية السابقة استخدمت الرموز الدينية واستغلت عواطف المؤمنين المنحازة لله ولرسوله وآل بيته وصحابته وظنت جهلاً أن الموت في سبيل رموز الإسلام جهاد وشهادة في هذا العصر، ولم تدرِ أنها تموت في سبيل القاعدة وفي سبيل جيوش الولي الفقيه وفي سبيل المخطط التفتيتي الجديد للوطن العربي.
أما وقد اشتد خطر الإرهاب وترامت أطرافه وترابطت مفاصله واشتد ساعده واستحرّ قتله في جموع المواطنين، فلن يكون هناك مناص من أن تعلن الدول العربية استراتيجية جديدة وموحدة لمحاربة السرطان الداهم الذي تغلغل في أحشاء الوطن العربي، وأن تبدأ بتصحيح المناهج الفكرية التي ترسخت في أذهان البسطاء من الناس فخلطت الدين بالتراث والمعتقد بالأسطورة.
استراتيجية الإرهاب التي اجتاحت الوطن العربي تحتاج وقفة تدبر دون تشنج أو تعصب أو خلط الأوراق. فالإرهاب خرج من قلب الفوضى السياسية والأمنية، والفكرية قبل كل شيء، وتم استغلال الدين والمذهب استغلالاً دموياً ستتكشف نتائجه السلبية على رؤية الأجيال لمفهوم الدين والمتدينين.
بدأت الفوضى العربية في العراق حين ترك لقمة سائغة لأمريكا وإيران تعبثان في الوحدة الوطنية العراقية وتنتصران، زوراً وبهتاناً، لمظلومية شيعة العراق الذين باسمهم تم قتل السنة وثقب أجسادهم بالـ«دريل» واعتقال نسائهم واغتصابهن، ثم خرجت القاعدة لمقاتلة الإرهاب الشيعي وتطهير العراق من النصارى والملحدين مثل الصابئة وغيرهم، وانتهى العراق إلى التفجيرات والاغتيالات. وتصدير الإرهاب إلى البحرين والقطيف وسوريا باسم الحسين وباسم عمر بن الخطاب.
في سوريا تم استخدام التكتيك الفج نفسه، فتمت فبركة الأفلام التي تبين أن الطائفة العلوية تعبد حكامها وتشهد بألوهية بشار الأسد وتسجد له من دون معبود آخر، وتم قصف المسجد الأموي وتفجير ضريح خالد بن الوليد وإلحاق التهمة بالنظام السوري. وفي ظل جرائم النظام السوري السابقة والحالية وفي ظل الفوضى والتعتيم اللتين تلفان الحالة السورية تم قبول تلك الرواية وتم تناسي أن سوريا لم تشهد قط مظهراً دينياً تتعبد فيه الطائفة العلوية حكامها أو تسجد للبشر، وتم تناسي أن الدولة السورية هي التي ترمم الجامع الأموي وضريح خالد بن الوليد وتستثمرهما في السياحة، وتنفق على التعليم الشرعي السني. إلى أن ظهرت فرق القاعدة المتعددة وقاتلت بعضها بعضاً وقتلت المسحيين وهجرتهم وامتدت «داعش» من سوريا إلى الأنبار تعيث فساداً في العراق وسوريا!!
وفي مصر كان استغلال الدين أكثر وضوحاً؛ فتم استهداف وتكفير مكونات الشعب من تيارات سياسية مخالفة، لكن استخدام «الموتيفات» الدينية كان ساذجاً جداً وبدائياً في مصر فتم تشبيه مرسي بيوسف عليه السلام الذي خرج من السجن إلى الحكم، وترويج أضغاث أحلام حوله. ثم تكوين جبهة أنصار بيت المقدس التي وجهت تفجيراتها في قلب القاهرة وسيناء بدل تل أبيب، وأطلقت الرصاص على صدور الجيش المصري عوضاً عن الجيش الإسرائيلي. وخرج عصام عبدالماجد الذي حرض أنصاره الإسلاميين على القتل وحرق مصر بعد فض تجمع رابعة، يبرر هروبه من مصر إلى قطر بأنه يشبه خروج محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. وهذا يشبه تبرير القاعدة للمجزرة المروعة التي ارتكبتها في مسجد العرضي العسكري حينما شبهت الإرهابي مرتكب المجزرة بـ«خالد بن الوليد»، الذي قتل أحد الكفار، خطأ، بعد أن نطق الشهادة ظناً منه أنه قالها تقية للقتل ولم يؤمن بها، ودعت القاعدة لأخيهم الإرهابي بالمغفرة!!
كل التلوينات الإرهابية السابقة استخدمت الرموز الدينية واستغلت عواطف المؤمنين المنحازة لله ولرسوله وآل بيته وصحابته وظنت جهلاً أن الموت في سبيل رموز الإسلام جهاد وشهادة في هذا العصر، ولم تدرِ أنها تموت في سبيل القاعدة وفي سبيل جيوش الولي الفقيه وفي سبيل المخطط التفتيتي الجديد للوطن العربي.
أما وقد اشتد خطر الإرهاب وترامت أطرافه وترابطت مفاصله واشتد ساعده واستحرّ قتله في جموع المواطنين، فلن يكون هناك مناص من أن تعلن الدول العربية استراتيجية جديدة وموحدة لمحاربة السرطان الداهم الذي تغلغل في أحشاء الوطن العربي، وأن تبدأ بتصحيح المناهج الفكرية التي ترسخت في أذهان البسطاء من الناس فخلطت الدين بالتراث والمعتقد بالأسطورة.