دعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي، اليوم الثلاثاء، في افتتاح المؤتمر العالمي الثالث للإعلام الإسلامي، في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، الأمة الإسلامية إلى إيجاد إعلام يخدم شؤونها وقضاياها ويستجيب لتطلعاتها واهتمامتها.
وقال الدكتور عبدالله التركي في كلمته أمام المؤتمر ان المجتمع المسلم يحتاج إلى إعلام "يعبر عن هويته الثقافية وذاتيته الحضارية، ويتعاطى مع قضاياه وشؤونه، بطريقة تنمي روح المسؤولية والحوار والتعاون والتناصح، وتنشر القيم الخلقية والأدبية التي أرشدت إليها الشريعة الإسلامية".
ورأى الأمين العام للرابطة أن الحاجة ملحة لهذا الإعلام خاصة في ظل وجود "أعداء يتربصون بالأمة الدوائر، ويسعون في فساد ذات بينها، بإثارة بؤر الصراع، وافتعال قضايا ومشكلات داخل المجموعات العرقية والطائفية، تحت شعارات متعددة، والسعي لإبراز المجتمع الإسلامي وكأنه مجموعة من التيارات المتشاكسة ما لها من قرار".
وطالب من جميع أفراد الأمة التساند والتعاضد للمحافظة على السلوك العام في المجتمع خاصة وأن "المجتمع لم يعد يستقبل استقبالاً واحداً للإعلام المتعدد المصادر والأشكال، بل كلٌّ يختار ما يناسب رغبته وحاجته، الأمر الذي أثر سلباً على قيم التآلف والروح الجماعية".
ولفت الدكتور عبدالله التركي إلى ظهور "أنماط سلوكية جديدة، تنزع نحو الفردية والنأيِ عن العمل مع المؤسسات الاجتماعية، والشح بالتعاون معها ولو بمجرد إسداء النصح أو الإرشاد أو التصحيح".
وذكر ان الرابطة تأمل من مؤسسات التوجيه الاجتماعي، والشخصيات التي تحظى بتميزها وتأثيرها في الناس، أن يكون لها أثر إيجابي في التعامل المناسب مع المعلومات، ودعاهم إلى "نشر الوعي بأن الانفتاح على المتاح، لا بد له من ضوابط يقيد الإنسان بها نفسه ومن تحت مسؤوليته، للوقاية من طفرة المعرفة وفضولها، ويقصر الاهتمام بالمعلومات على قدر الحاجة، وترتيب الطلب لها ضمن توزيع زمني مناسب، مع مراعاة الأولويات".
وذكر ان الرابطة تدعم كل مسعى يهدف إلى صياغة مواثيق تميز الإعلام العربي والإسلامي، بقيم الأمة وخصائصها الدينية والاجتماعية، وتحديد مفهوم الحرية في شأن التعبير، وأشار إلى أن الرابطة سعت إلى تعزيز التعاون بين المنظمات والمؤسسات الإسلامية الرسمية والشعبية، وعملت على تنسيق جهود الإعلاميين، وتبادل ما لديهم من تجارب وخبرات.
وأوضح ان المؤتمر العالمي، أحد المناشط المعبرة عن إدراك الرابطة للقوة التأثيرية للإعلام، في توجيه رسالته بسلبياتها وإيجابياتها، إلى الأمة بفئاتها وشرائحها المختلفة، وضرورةِ العمل على الحد من سلبياته، واستثمار إيجابياته في التغذية الثقافية والاجتماعية الصحيحة الآمنة للأمة الإسلامية، وخدمة شؤونها الداخلية وعلاقاتها مع العالم الخارجي.
ويعقد هذا المؤتمر الذي حمل شعار "الإعلام والمسؤولية الإجتماعية" بالتعاون بين رابطة العالم الإسلامي ووزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا والهيئة الإسلامية العالمية للإعلام التابعة للرابطة والجامعة الإسلامية الحكومية شريف الله هداية، ويستمر لثلاثة أيام.