من أين نأتي لك بصبر يا وطن، فصبرنا يغير لون المحيطات والبحار، من أين نأتي لك بأمل وتفاؤل، والخراب والإهمال والطائفية تودي بحياة المواطنين، إما في المستشفيات، وإما من فوق الكباري!
ربما على وجه الأرض لا يفوق الشعب البحريني صبراً، إلا نبي الله أيوب، وإلا فإننا ندخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية على صبرنا للمآسي والكوارث والفساد والطائفية.
احتلت أمس الإمارات العربية المتحدة «حفظها الله وحفظ شعبها وحكامها» المرتبة الأولى على المستوى العربي في «سعادة المواطنين» وندعو الله أن يحفظ الإمارات وأن يديم عليها نعمة الخير والأمن والرفاهية.
ونحن هنا لا نسمع عن كلمة سعادة، إلا حين ينادى أحد الوزراء، فيقال له «سعادة» من وين تيجي السعادة بس، الناس إذا تبغي السعادة تصير «مسطولة»!
خبر وفاة الطفلة فاطمة كان مؤلماً لكل من لديه ذرة إنسانية، لكن هناك من ليس لديهم إنسانية أصلاً.
من قتلك يا طفلتي فاطمة؟
من الذي جعلك تغادرين سريعاً؟
هل قتلك الإهمال؟
هل قتلك من ليسوا مؤهلين لدخول حجرات العمليات؟
هل قتلتك أيادٍ طائفية؟
من قتلك يا فاطمة.. بالله عليك أجيبيني؟
كم ممن دخل «السلمانية بمرض بسيط» وخرج ميتاً؟
لا نحاسب الذين في قلوبهم مرض، فهم كذلك، وسيبقون كذلك، نحاسب من ترك السلمانية يتحول إلى قاعدة انقلاب على الدولة، نحاسب الدولة التي تتفرج على الرمال تتدحرج تدريجياً حتى تغطي الرأس، فينقطع النفس تدريجياً.
خراب الصحة يشبه خراب البلديات، يشبه خراب العمل، يشبه خراب التعليم، يشبه خراب الصناعة والتجارة، يشبه خراب الأشغال، يشبه خراب الكهرباء والماء، لم تتركوا مكاناً إلا وحل فيه الخراب، ومن بعدها تتساءلون كيف حدث العصيان؟
حدث بأيادي الدولة!
بالله عليكم من فعل بنا هذا؟
أليس السؤال مريراً؟
أكاد أكتب لكم رد وزارة الصحة على مقتل الطفلة فاطمة، سيقولون خطأ غير مقصود، أو سيقولون دخلت المستشفى ميتة، فمن يحاسب من؟
أخبرونا من الذي قتل فاطمة، فلم يشفع لك اسمك يا فاطمة، فما بالك لو أن اسمك «عائشة»؟
أخبرني أحد المطلعين على الأمور في الصحة فقال: إن من يفتش على المستشفيات وعلى العيادات 90% إن لم يكونوا 100% هم من كانوا موقوفين من بعد احتلال السلمانية؟
فمن يراقب من؟
من يحاسب من؟
هل عرفتم مصيبتنا الآن؟
مستشفى السلمانية ليست مشكلته فقط في الوزير ومن يمسك بالوزارة، مشكلته في الطائفية التي يمارسها الكادر الطبي الذي أقسم على أطهر مهنة؟
إلى متى السكوت عن هذا؟
حولتم الصحة إلى وزارة توظيف، كما حولتم التربية إلى وزارة توظيف، وأمامكم النتيجة في 2011، فمتى تستفيقون من السبات؟
حين تصبح كلية التمريض بلون واحد، النتيجة أن تصبح المستشفيات بلون واحد؟
حين تحولون كلية المعلمين إلى كلية بلون واحد، ستتحول المدارس إلى لون واحد؟
الأخبار تقول إنه تم وضع أنبوب التخدير في مري الطفلة فاطمة لمدة 20 دقيقة وليس في القصبة الهوائية، فمن يفعل ذلك، إما أنه لم يدرس شيئاً، وإما أنه فعله بتعمد..!
بوابتا الانقلاب الكبيرتان، الصحة والتربية، لكن وزير التربية خرج أمس ليبرر وضع إعلانات توظيف في الخارج، وهذا لا يحتاج إلى تبرير، مهنة التدريس تحتاج إلى شرط أساسي قبل أي شرط آخر، وهي الوطنية، ومن يفتقد إلى هذا الشرط لا يصبح مدرساً ولو كان لديه دكتوراه.
ضع أولاً «الوطنية» والانتماء الوطني والعروبة «كما يضعون في بريطانيا شرط الولاء للمملكة للمدرس» ومن بعدها ضع الشروط العلمية المهنية والتربوية، فإن سقط في الأول، لا تنفع الشهادات في بقية الشروط.
على وزير التربية أن يقول نعم نختار الكفاءات للتعليم في الداخل والخارج، فوزارة التربية ليست وزارة توظيف لمن ليس لديه وظيفة، هكذا يا سعادة الوزير يردون على الصحف والجمعيات المريضة.
ذهبت فاطمة إلى رحمة ربها، ورحمة ربها خير لها من الدنيا، لكن كم فاطمة راحت، وكم فاطمة ستروح، والجميع يتفرج، والوزارة تشكل لجنة داخلية لتغطية الموضوع والتستر على «الفاعلين» كما تتستر لجان شكلت للنظر في موضوع حواجز الكباري.. صبرنا في البحرين لا تحمله الجبال، ومن بيده القرار، عليه أن يأخذ القرار!
** لم يرد إلينا الرد!
في كل مرة نكتب عن موضوع في وزارة الصناعة والتجارة، ترد الوزارة في نفس يوم نشر العمود، وتطالب بسرعة النشر.
لكن من بعد ما نشرنا قضية المستثمر الإماراتي يوم الخميس الماضي لم يصلني رد من الوزارة حتى الساعة، فما هي الحكاية؟!
{{ article.visit_count }}
ربما على وجه الأرض لا يفوق الشعب البحريني صبراً، إلا نبي الله أيوب، وإلا فإننا ندخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية على صبرنا للمآسي والكوارث والفساد والطائفية.
احتلت أمس الإمارات العربية المتحدة «حفظها الله وحفظ شعبها وحكامها» المرتبة الأولى على المستوى العربي في «سعادة المواطنين» وندعو الله أن يحفظ الإمارات وأن يديم عليها نعمة الخير والأمن والرفاهية.
ونحن هنا لا نسمع عن كلمة سعادة، إلا حين ينادى أحد الوزراء، فيقال له «سعادة» من وين تيجي السعادة بس، الناس إذا تبغي السعادة تصير «مسطولة»!
خبر وفاة الطفلة فاطمة كان مؤلماً لكل من لديه ذرة إنسانية، لكن هناك من ليس لديهم إنسانية أصلاً.
من قتلك يا طفلتي فاطمة؟
من الذي جعلك تغادرين سريعاً؟
هل قتلك الإهمال؟
هل قتلك من ليسوا مؤهلين لدخول حجرات العمليات؟
هل قتلتك أيادٍ طائفية؟
من قتلك يا فاطمة.. بالله عليك أجيبيني؟
كم ممن دخل «السلمانية بمرض بسيط» وخرج ميتاً؟
لا نحاسب الذين في قلوبهم مرض، فهم كذلك، وسيبقون كذلك، نحاسب من ترك السلمانية يتحول إلى قاعدة انقلاب على الدولة، نحاسب الدولة التي تتفرج على الرمال تتدحرج تدريجياً حتى تغطي الرأس، فينقطع النفس تدريجياً.
خراب الصحة يشبه خراب البلديات، يشبه خراب العمل، يشبه خراب التعليم، يشبه خراب الصناعة والتجارة، يشبه خراب الأشغال، يشبه خراب الكهرباء والماء، لم تتركوا مكاناً إلا وحل فيه الخراب، ومن بعدها تتساءلون كيف حدث العصيان؟
حدث بأيادي الدولة!
بالله عليكم من فعل بنا هذا؟
أليس السؤال مريراً؟
أكاد أكتب لكم رد وزارة الصحة على مقتل الطفلة فاطمة، سيقولون خطأ غير مقصود، أو سيقولون دخلت المستشفى ميتة، فمن يحاسب من؟
أخبرونا من الذي قتل فاطمة، فلم يشفع لك اسمك يا فاطمة، فما بالك لو أن اسمك «عائشة»؟
أخبرني أحد المطلعين على الأمور في الصحة فقال: إن من يفتش على المستشفيات وعلى العيادات 90% إن لم يكونوا 100% هم من كانوا موقوفين من بعد احتلال السلمانية؟
فمن يراقب من؟
من يحاسب من؟
هل عرفتم مصيبتنا الآن؟
مستشفى السلمانية ليست مشكلته فقط في الوزير ومن يمسك بالوزارة، مشكلته في الطائفية التي يمارسها الكادر الطبي الذي أقسم على أطهر مهنة؟
إلى متى السكوت عن هذا؟
حولتم الصحة إلى وزارة توظيف، كما حولتم التربية إلى وزارة توظيف، وأمامكم النتيجة في 2011، فمتى تستفيقون من السبات؟
حين تصبح كلية التمريض بلون واحد، النتيجة أن تصبح المستشفيات بلون واحد؟
حين تحولون كلية المعلمين إلى كلية بلون واحد، ستتحول المدارس إلى لون واحد؟
الأخبار تقول إنه تم وضع أنبوب التخدير في مري الطفلة فاطمة لمدة 20 دقيقة وليس في القصبة الهوائية، فمن يفعل ذلك، إما أنه لم يدرس شيئاً، وإما أنه فعله بتعمد..!
بوابتا الانقلاب الكبيرتان، الصحة والتربية، لكن وزير التربية خرج أمس ليبرر وضع إعلانات توظيف في الخارج، وهذا لا يحتاج إلى تبرير، مهنة التدريس تحتاج إلى شرط أساسي قبل أي شرط آخر، وهي الوطنية، ومن يفتقد إلى هذا الشرط لا يصبح مدرساً ولو كان لديه دكتوراه.
ضع أولاً «الوطنية» والانتماء الوطني والعروبة «كما يضعون في بريطانيا شرط الولاء للمملكة للمدرس» ومن بعدها ضع الشروط العلمية المهنية والتربوية، فإن سقط في الأول، لا تنفع الشهادات في بقية الشروط.
على وزير التربية أن يقول نعم نختار الكفاءات للتعليم في الداخل والخارج، فوزارة التربية ليست وزارة توظيف لمن ليس لديه وظيفة، هكذا يا سعادة الوزير يردون على الصحف والجمعيات المريضة.
ذهبت فاطمة إلى رحمة ربها، ورحمة ربها خير لها من الدنيا، لكن كم فاطمة راحت، وكم فاطمة ستروح، والجميع يتفرج، والوزارة تشكل لجنة داخلية لتغطية الموضوع والتستر على «الفاعلين» كما تتستر لجان شكلت للنظر في موضوع حواجز الكباري.. صبرنا في البحرين لا تحمله الجبال، ومن بيده القرار، عليه أن يأخذ القرار!
** لم يرد إلينا الرد!
في كل مرة نكتب عن موضوع في وزارة الصناعة والتجارة، ترد الوزارة في نفس يوم نشر العمود، وتطالب بسرعة النشر.
لكن من بعد ما نشرنا قضية المستثمر الإماراتي يوم الخميس الماضي لم يصلني رد من الوزارة حتى الساعة، فما هي الحكاية؟!