الأندية هي أنموذجٌ مصغر للمجتمع الكبير والمشكلات نراها منتشرة في الأندية كما هي في المجتمع وأندية البحرين تكاد تعج بالمشاكل سواء كانت الإدارية أو المالية لكن تتعامل معها بصمت على عكس النجمة الذي دائماً ما تصل مشاكله لأن تكون كرشة العطر يشتمها الجميع.
النجمة... اسم تردد في عالم المشاكل خلال السنوات الأخيرة كرمز لها من حيث المشاكل الإدارية أو المالية على الرغم من كون أغلب الأندية في البحرين تمر وتعصف بها نفس المشكلات ولكنها تعالج بصمت وحكمة وروية في داخل أروقة النادي دون نشرٍ للغسيل على الملأ كما يحدث في النجمة الذي يرى غسيله الجميع «على عينك يا تاجر».
بحكم قربي من الوسط الرياضي وخصوصاً من هذا النادي -النجمة- وعلاقتي به التي تمتد منذ فتحت عيناي على الدنيا بأن سبب مشاكل النادي والتي قد يجهلها البعض وقد يخاف أو يخشى أن يذكرها البعض الآخر وهو وجود فئة من منتسبيه يكرهون العمل في النادي ويكرهون من يعمل فيه وهم السبب الأكبر لابتعاد الكثير من منتسبيه عنه والعمل فيه ومثل هذه الفئة تراها موجودة في أغلب الأندية أيضاً وهي سبب أغلب مشاكلها ولكنها تكثر في النجمة.
وما يساعد على تكاثر هذه الفئة من الناس هو الفراغ الإداري الكبير أو الفجوة بين أعضاء مجلس الإدارة والتي دائماً ما يصاحبها عجزٌ مالي أكبر لدرجة أنه أصبح مستنقعاً لهذه الفئة نظراً لقلة العمل وكثرة الكلام واللغط ممن لا يعملون من الأساس ويحاربون القلة العاملة.
النجمة الذي أصبح علامة تجارية خاصة للمشاكل الإدارية والمالية هو أكبر الأمثلة على الخلل الإداري والمالي في الأندية البحرينية والتي تعصف بأغلب الأندية وتقض مضاجعها، ووصلت مشاكله إلى ذروتها بتراكم المديونيات وابتعاد مجلس الإدارة بعد انتهاء تعيينه.
النجمة اليوم مطالب بوقفة جادة من رجالاته أعلام الاقتصاد والإدارة في البحرين، فكما يعرف الجميع بأن نادي النجمة يمتلك من رجالات الاقتصاد والإدارة من هم في أعلى المراكز والمناصب في المملكة والوقفة المطلوبة يجب ألا تكون وقفة وقتية تشبه إبر التخدير فالنادي مقبل على مرحلة انتقالية بتفعيل الجمعية العمومية المعطلة منذ ما يقارب سبعة عشر عاماً.
النجمة مقبل على مرحلة قد يكون أغلب أعضائها قد نسوا كيفية التعامل معها فالجيل الموجود اليوم من الشباب لا يعرف لكلمة «جمعية عمومية» أي معنى كونه جيلاً معطلاً لم يعاصر مثل تلك الجمعيات فمن الواجب على رجالات النجمة اليوم الوقوف قدر المستطاع ووضع رؤية وتصور وخطة عمل مستقبلية للنادي للمرحلة القادمة لانتشال النادي مما هو فيه وتقويم مساره من جديد، فليس من مصلحة أحد أن ينتهي صرحٌ مثل النجمة ويختفي من على الساحة، من مصلحة الرياضة البحرينية بشكل عام أن يظل النجمة على الساحة منافساً قوياً، بدلاً من ترك نوره يخفت إلى أن ينتهي.